لقد إعتمدت الحركة الصهيونية كثيراً في دعايتها على الحق الديني المزعوم لليهود في فلسطين. وبقي هذا الركن الدعائي يستخدم إلى ما بعد حرب 67 حيث حل محله منطق القوة والأمر الواقع.
أُستخدمت هذه الدعاية في أوساط اليهود لإقناعهم بالفكرة الصهيونية أولاً وبالهجرة إلى فلسطين تحديداً، حيث ظهر هناك بدائل طُرحت على الحركة الصهيونية من قبل الدول الإستعمارية ببناء وطن قومي لليهود في أوغندا وسيناء وأماكن أخرى في العالم الجديد، وفي أواط روسيا
.
كما أستخدمت هذه الدعاية في أوساط مسيحية، حيث يؤمن البعض أن اليهود هم شعب الله المختار وأن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن عودتهم إليها جزء من نبوءة لا بد من تحقيقها. وهذا كلام يرفضه الكثير من المسيحيين، ومن بينهم البابا شنودة، الذي قال للرئيس الأميريكي كارتر، عندما إلتقاه: " إذا كان اليهود شعب الله المختار فما بال كنيسة المسيح ؟ ". وهذا كلام منطقي جداً. فمن يؤمن أن اليهود هم شعب الله المختار، لماذا لا يتحول إلى اليهودية؟. لقد طلب الله من قوم موسى الذهاب إلى فلسطين، ولم تكن هذه منحة غير مشروطة، كما وعد الله " الأرض " للمؤمنين شريطة صلاحهم. وفي جميع الأحوال يمثل الله، عز وجل، العدالة المطلقة، ولا يمكن أن يخص جماعة من البشر بأي خصوصية على أساس تكوينهم العرقي وبشكل مطلق، ولكن يمكن أن يخصهم بعنايته على أساس التقوى والصلاح – تقوى الخالق وصلاح التعامل مع المخلوقات.
على كل حال القضية الفلسطينية أبسط من ذلك بكثير، فهي قضية شعب أقتلع من بلاده وفقد بذلك حقه السياسي بإدارتها، وقد وقع عليه بذلك ظلم شديد ولا بد من رفعه.
نديم أسـعد
لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار: