أوراق من دفتر أيار (9) - رالف بنش: من يحتفظ بالأطباق الموقعة
 
 


رالف بنش: من يحتفظ  بالأطباق الموقعة 
بعد قرار التقسيم وبعد التقاعس البريطاني كدولة إنتداب، قررت الأمم المتحدة إنتداب مبعوث دولي إلى فلسطين، فإنتدبت الكونت برنادوت، السويدي، وكان له نائب إسمه رالف بنش، وهو إفريقي أميركي يعمل بالأمم المتحدة.  وبعد إغتيال برنادوت على أيدي العصابات الصهيونية المتطرفة، تولى رالف عملية الوساطة. 
فأثبت من اليوم الأول أنه فهم الدرس تماماً، فإتخذ من جزيرة رودس مقراً له، وقاد عملية الوساطة من هناك، كي يتجنب إحتمال الإغتيال.  وكانت الحرب قد إحتدمت ثم فرضت هدنة ثم أُستؤنف القتال ثم فرضت هدنة ثانية.  وكانت المفاوضات في رودس تهدف  لتثبيت الحدود، فيما سمي بخطوط الهدنة، شاركت فيها جميع الدول العربية المجاورة لفلسطين. 
ومن الواضح أن رالف بنش كان منحازاً للجانب اليهودي، فقد كتب موشيه دايان فيما بعد أنهما كانا يتفاوضان بينما كانا يلعبان البليارد.  كما أن النتائج تدلل على ذلك، منها مهزلة تعديل، بدا طفيفاً على الخريطة ( لا يزيد عن سنتيمتر واحد ) تم بموجبة ضم عدة قرى عربية بسكانها للكيان الوليد.  ومنها أيضاً ضم النقب.
ويبدو أن رالف بنش كان يستمتع بما يعمل، متناسياً معاناة نصف مليون لاجئ فلسطيني، ناهيك عن القتلى والمفقودين والعائلات اللممزقة.  فقد أوصى خزاف محلي في الجزيرة أن يصنع له عدد من الأطباق الخزفية، قام بتوقيعها ليوزعها على المشاركين بالمناسبة السعيدة.
خرج العرب من هذه الإجتماعات وقد ثبتوا أداءهم السيء على الأرض على الورق، وأعطوا إسرائيل إعترافاً لا تريد أكثر منه.
أما رالف بنش فقد نال جائزة نوبل على إدارته للمفاوضات.
يحق لموشيه دايان أن يحتفظ بالأطباق الموقعة، فقد كان مهووساً بالآثار والتحف، وربما ذكرته بأداء يفتخر به.
كما يحق لرالف بنش أن يحتفظ بنصيبه منها.  كما يحق لنا أن نتساءل هل إحتفظ المفاوضون العرب بأطباق رالف بنش الموقعة.                                                                                                              
نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم   
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)    
التعليق  
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter