أوراق من دفتر أيار(22) - إقتلاع الكولاك
 
 


إقتلاع الكولاك
كان المجتمع الفلسطيني يتكون في معظمه من فلاحين ملاكين، حيث يمتلك الفلاح قطعة من الأرض يكفيه ريعها بالمتوسط ولا يحتاج إلى توظيف أيدي عاملة إضافية عدا ما توفره الأسرة من قوة عاملة.  أي هناك علاقة توازن بين ما تحتاج الأرض من عمل ومع ما تستطيع الأسرة من تقديمه من عمل، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك توازن بين ما تقدمه الأرض من محاصيل زراعية يوضع منها قسماً للإستهلاك المباشر ويقايض أو يباع القسم المبتقي، وبين ما تحتاجه الأسرة. أي أن فائض القيمة surplus value معدوم.                                     
تسمى هذه الطبقة الإجتماعية بالكولاك، وهي تسمية روسية. 
وتمتاز بحبها للأرض وإرتباطها بها.  كما تحتل قيم إحترام الذات ورفض الظلم وعدم الإستعداد للتعايش معه مكانة مركزية في منظومتها القيمية.  كما تنزع للإستقلال ولا تنخرط بسهولة بتراتبية السلطة power hierarchy . 
وهذا ما أثبتته النكبة، فقد زاد تعلق الفلسطينيين بقراهم، وأصبح الإنتماء للقرية أمر شائع وحل محل الإنتماء للحمولة والعشيرة في حالات كثيرة. 
لقد تعرض الفلسطينيون لمؤامرات عديدة بهدف نشرهم في أصقاع متباعدة من العالم ولكي ينسوا قراهم ووطنهم بالإحباطات المتكررة وبالدعاية الصريحة والمبطنة – كانت المسلسلات المصرية التاريخية في زمن السادات لا تذكر كلمة فلسطين – ولكن النسيان لم يحدث، بل أن الذاكرة تتجدد، ويتحمل أعباء حلم العودة إلى القرية والأرض جيل بعد جيل. 
في الخمسينات قال دلس مدير السي آي أيه الأمريكية  سيء السيط، أن هذا الجيل من الفلسطينيين سيموت ويأتي جيل بعده سينسى.  هذا لم يحصل.                                               
نديم أسـعد

لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار:

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم   
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)    
التعليق  
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter