الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإمـا حياة تسـر الصديق وإما ممـات يغيظ العدى
من أشهر ما قاله الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود، وقد قال قبله شعراء، من هو أكبر عطاءاً وأشد وقعاً، ولكنه تميز عن كل ما قيل بأنه ربط القول بالفعل.
ينتمي الشاعر إلى عنبتا وكان يعمل في سلك التدريس، فقد كان يعلم اللغة العربية في مدرسة النجاح في نابلس. وأذكر أن صديقاً لي كان يدرس في مدرسة النجاح في الستينات، وكان أستاذ اللغة العربية الذي يتولى تعليمه وزملاءه قد كان تلميذاً في صف الأستاذ عبد الرحيم محمود في العام 1948. وكان في الستينات " يُسمح " أن تكون قصيدة مثل قصيدة عبد الرحيم محمود في المناهج. وعندما كان الأستاذ يشرح لطلابه القصيدة، خرج عن النص وسرد لطلابه كيف إستشهد المعلم الشاعر.
قال أنهم كانوا في هذه الغرفة الصفية بالذات، وكان الأستاذ مسترسلاً في شرحه عندما وصل الخبر أن الهجوم على قرية الشجرة يشتد وأنهم بحاجة إلى متطوعين، فخرج من حينه متطوعاً ليشارك في الدفاع عن قرية الشجرة، وأستشهد فيها بقذيفة مدفعية وهو يردد:
إحملوني إحملوني وإحذروا أن تتركوني
وخذوني ولا تخافوا وإذا مت فإدفنوني
رحم الله الشهيد، فالشهادة تلغي بقية الألقاب، فهو ينتمي إلى ذلك الطراز من الناس من أمثال الصحابي عبد الله بن رواحة شهيد مؤتة.
نديم أسـعد
لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار: