إستيطان اليسار وإستيطان اليمين
قرأت ذات مرة لكاتب يدافع عن الإستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، الذي نشط في زمن حكم اليمين الصهيوني. وكان الدفاع، على ما يبدو، رد فعل لبعض إنتقادات اليسار الصهيوني الذي كان في المعارضة. فإنتهت المقالة إلى المقارنة بين الإستيطان الصهيوني في الضفة الغربية في الثمانينات والتسعينات في ظل حكم اليمين مع الإستيطان الصهيوني في الجليل والسهل الساحلي والنقب عقب حرب 48 في ظل حكم اليسار الصهيوني.
والمقارنة بقدر ما هي مؤلمة ومقززة لا تخلو من طرافة. فحسب الكاتب فإن الإستيطان بعد النكبة تم في قرى قائمة بينما الإستيطان في الضفة الغربية تم في أراضي غير مستغلة. ويمضي الكاتب إلى القول أن مستوطني الجليل والمثلث والنقب تسلموا بيوت، كانت تحوي متعلقات ومونة أصحابها، وبعض القرى في الجليل والمعروفة بزراعة التنباك، كانت أوراق التنباك لا تزال معلقة على الحبال.
الإستيطان الأول قام بعد دفع سكان القرى للهجرة خارج فلسطين، والإستيطان الثاني قام من أجل تضييق الخناق على ما تبقى ليغادروا بلادهم فرادى وجماعات. النتيجة هي ذاتها.
طبعاً من السذاجة الإعتقاد أن لا فرق بين يسار ويمين، ولكن من الغباء الإعتقاد أن أحدهما يُرتجى منه خير.
نديم أسـعد
لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار: