أوراق من دفتر أيار (3) - عاموس عوز وأنسنة الإستيطان الإحلالي
 
 


عاموس عوز وأنسنة الإستيطان الإحلالي 
الذين إطلعوا على تاريخ القضية الفلسطينية والحركة الصيونية يألفون العبارة الممجوجة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "، ولكن قليل منا يعي أنهم، القوى الإستعمارية والحركة الصهيونية، أقنعوا أنفسهم بهذه المقولة حتى إقتنعوا بها، وعملوا على إثبات ذلك لإقناع غيرهم. 
لقد زار فلسطين ما لا يقل عن 1000 رحالة أوربي طوال الـ400 سنة من الحكم العثماني وكتبوا كتباً عن رحلاتهم، وكان القاسم المشترك بين كتابات معظمهم هو تجاهلهم لسكان فلسطين من غير الأقلية اليهودية، فتجد الواحد منهم ينتقل من القدس بعد أن تحدث عن الأقلية اليهودية فيها، إلى نابلس ليتحدث عن اليهود الذين يقطنون بها.  أما العرب فكانوا وكأنهم موجودين بسبب تذاكر إشتروها لليلة واحدة وسرعان ما يغادرون.  وكان من بين هؤلاء الرحالة مارك توين الأميركي الذي كتب عن فلسطين ( ومصر كذلك ) بمنتهى الإزدراء.
وبعد بدء الإستيطان الصهيوني المنظم أُستخدمت هذه الدعاية على نطاق واسع، لدرجة أن بعض المهاجرين اليهود صُدموا لوجود سكان في فلسطين، فعاد بعضهم  إلى بلادهم.
ولكن الدعاية إستمرت وأخذت مبررات عديدة، مثل القول عن إحدى القرى لسكانها الجدد أن سكانها السابقين كانوا من الأتراك ورحلوا مع جيشهم بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى.
أما عاموس عوز، الروائي الإسرائيلي اليساري، فجعل، في إحدى رواياته، صاحب البيت أرمنياً، ويختزل البيت بتحفة شرقية وجدها المستوطن في بيت فارغ أُعطي له، فيريح " ضميره " بالتخلص من التحفة وبمقابلة مع صاحب البيت الأرمني، الذي يقول له أنه ذاهب إلى أميركا للإنضمام لعمته التي تعيش هناك.
 فالأمر لا يتعدى كونه مبادلة، أو في أسوأ الأحوال شراء بيت من شخص مضطر للبيع.
 
                                                                              نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter