أوراق من دفتر أيار18- اليهود اليمنيين
 
 


اليهود اليمنيين 
كانت اليمن تضم جالية يهودية كبيرة، ففي جميع مدنها كانت أعداد من اليهود تعيش إلى جنب مكونات اليمن السكانية الأخرى، إضافة إلى قرى يهودية في الأرياف.  كان تواجدهم يمتد من حضرموت شرقاً إلى عدن جنوباً فصنعاء وصعدة وتعز والحديدة في شمال اليمن.
يختلف العرب واليهود في أصول يهود اليمن، فبينما يعزوهم اليهود إلى أيام سليمان وبلقيس، يعتقد المؤرخون العرب أن ملكاً يمنياً تهود وأجبر شعبه على المشي على خطاه، وهو صاحب الأخدود، الذي أجبر مسيحيي اليمن على التهود وأحرق من رفض التحول منهم برميهم في أخدود، كما ورد في الرواية القرآنية.  وهذا يجعلهم عرباً، بينما تجعلهم الرواية الصهيونية يهوداً مدعمين ذلك بفحوصات دي أن أيه مزعومة.
بدأت هجرة اليهود اليمنيين إلى فلسطين في القرن التاسع عشر، وكمواطنين عثمانيين، لم يواجهوا أي صعوبة في ذلك، وإستقر كثير منهم في القدس وغيرها من المدن.  وبعد تأسيس الحركة الصهيونية وصل مندوبون عنها إلى اليمن لحض يهودها على الهجرة إلى فلسطين فتكثفت الهجرة، وبعد وقوع فلسطين تحت السيطرة البريطانية زاد إيقاع الهجرة وتزايد أكثر بعد ما تعاظمت كراهية العرب لليهود في اليمن بعد ما تبينت نواياهم في فلسطين وتحالفهم مع أعداء الأمة.
في العام 1949 هاجر أعداد كبيرة من اليهود اليمنيين فيما عُرف بعملية السجادة السحرية، إضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى إسكانهم في مخيمات تمهيداً لإستيعابهم، وفي هذه المخيمات حدثت جريمة لا تزال قائمة لغاية الآن، وهي خطف أطفالهم، حيث يُذكر أن 1033 طفل خطفوا من المستشفيات وإدعت السلطات أنهم ماتوا ودفنوا دون أن يشاهدهم أهلهم.  يقول بعض الأهالي أن بعض القبور حفرت ووجدت فارغة.  وعبر العقود الستة التي مرت على هذه الواقعة شكلت لجان تحقيق لتثبت جميعها أن الخطف لم يحدث.
يشكل يهود اليمن أحد أهم مكونات الكيان الصهيوني فقد بلغ عددهم 300000 شخص، وما كانوا ليغادروا اليمن لولا المشروع الصهيوني، وسواء كانوا سعداء بهجرتهم أم لا، فمن الواضح أنهم لم يعاملوا المعاملة التي وُعدوا بها من قبل رسل الحركة الصهيونية الذين دفعوهم للهجرة.                                                                   
نديم أسـعد  

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter