|
أوراق من دفتر أيار 10- إعتراف أميركا بإسرائيل
|
|
|
إعتراف أميركا بإسرائيل
بعد إعلان " الإستقلال "، الذي قرأه بن جوريون في تل أبيب بتاريخ 15 أيار 1948، توجه مدير مكتب الوكالة اليهودية في واشنطن إلى البيت الأبيض مطالباً الرئيس هاري ترومان بالإعتراف بالدولة اليهودية. ولم يكن هذا القرار بحاجة إلى تفكير من قبل الرئيس وطاقمه أو من قبل الإدارة الأميركية، فقد كان الأمر قد حُسم منذ زمن، حيث هُزم التيار الذي كان أبرز عناصره وزير الخارجية مارشال، الذي كان يعتقد، لسذاجته ، أن إستعداء العرب سيؤثر على إمدادات النفط للغرب.
لم ينتظر مندوب الوكالة كثيراً حتى قابل ترومان، كما لم يضطر إلى بذل الكثير من الجهد لإقناع الرئيس. ولكن الرئيس إكتفى بطلب أن توجه له الوكالة كتاب تطلب فيه ذلك منه. وفعلاً عاد المندوب إلى مكتبه وأحضر الكتاب. وعندما تسلم ترومان الكتاب سأل " بماذا تريدوننا أن نعترف، ماذا ستسمون دولتكم ؟." ولخيبة أمل ترومان لم يجد مندوب الوكالة اليهودية جواباً، فعاد إلى مكتبه وأرسل برقية إلى تل أبيب مستفسراً.
ويبدو أن الأمر لم يكن محسوماً، فقد كان هناك إقتراح أن تسمى "يهوذا" بينما إعتقد البعض الآخر أن " أرض إسرائيل " إسماً مناسباً، كما لم يمانع طرفاً ثالثاً أن يبقى الإسم كما يعرفه العالم كله – فلسطين. ومع ذلك جاء الجواب سريعاً – " إسرائيل ". عند ذلك أعلن البيت الأبيض إعتراف بلاده بدولة الإغتصاب.
لم يستغرق ذلك كثيراً، حيث من المعروف أن الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي، كذلك إعترفا بإسرائيل خلال وقت قياسي.
ماذا لو لم يكن لدى ترومان هذه التساؤلات، فهل كان الإعتراف الأميريكي سيسبق الإعلان الإسرائيلي نفسه، لم لا.. فهكذا عودتنا الإدارة الأميريكية.. أن تكون أكثر صهيونية من إسرائيل.
نديم أسـعد
لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار:
|
|
|
|
|
|