موازين القوى العسكرية في حرب 48
هذه ليست مقالة مكتوبة بمنظور إستراتيجي عسكري، فهذا بيس من إختصاصي ولا أملك المعرفة التي تمكني من ذلك، ولكنها مقالة تهدف إلى تصويب بعض الحقائق التي تشيعها آلة ألإعلام الصهيونية ولا تنفيها الرواية العربية. مثل:
1.
تدخلت سبع جيوش عربية في حرب 1948 بلغ تعداد ما حشدت من مقاتلين 22000 مقاتل، بينما بلغ عدد مقاتلي الهاجناه والتنظيمات الصهيونية الأخرى 68000. كان هناك عدد كبير من المتطوعين الفلسطينيين والعرب ( خصوصاً الأردنيين – زاد عدد المتطوعين من الأردن على عدد الجيش الأردني، الذي كان أكبر المشاركين ). وهذا يدحض أسطورة التفوق العددي العربي التي يدعيها الإعلام والتأريخ الصهيوني.
2.
في نهاية الحرب العالمية الثانية قررت الحكومة الأميريكية إيقاف عدد من مصانع الأسلحة عن العمل وبيعها خردة ( سكراب ) ومن أجل ضمان عدم الإستفادة منها في صناعة الأسلحة، فقررت بيعها في أكثر من مركز، بحيث تباع معدات المصنع الواحد في عدة أماكن فيصعب تجميعها، ولكن الوكالة اليهودية قررت شراءها جميعاً ، وفعلاً إشترتها وشحنتها بطريقة لا تثير الريبة، بعد أن رقموها بطريقة تسهل تجميعها. هذه المصانع كانت تعمل في العام 1948، ناهيك عن صفقة السلاح التشيكية وغيرها. أما الجانب العربي، فقد إتسم تسليحه بالضعف لأسباب تتراوح من نقص خبرات الدول المستقلة حديثاً وضعف أو غياب الإرادة السياسية الحاكمة، في أحسن الأحوال، إلى الخيانة والعمالة في أسوأها. وهذا يفند التفوق العربي في التسليح كما يزعمون.
3.
عندما إتضح أن الحر ب أصبحت حتمية في فلسطين، بعد رفض قرار التقسيم، تسابق عدد من كبار الضباط الأميريكان للتطوع في صفوف الهاجناه، وكان بينهم رئيس أركان آيزنهاور في الحرب العالمية الثانية، إلا أن آيزنهاور منعه من ذلك، ولكن عقيد إسمه ديفيد ماركوس تطوع وشارك وقتل في الحرب. وديفيد ماركوس هذا، لم يكن مجرد عقيد في الجيش الأميريكي، إنما كان له دوراً سياسياً هاماً في نهاية الحرب في كل من إيطاليا وألمانيا. لم يكن البالماخ والهاجناه والقوات الصهيونية الأخرى تنقصها الخبرة والمهارات الإستراتيجية الضرورية لخوض حرب، فقد إمتلكتها، بل تفوقت في هذا المجال على الجيوش العربية الحديثة التكوين والقليلة الخبرة. الأمر ليس كما تدعي آله الإعلام الصهيونية.
هذا لا يعفي، بطبيعة الحال، القيادات العربية في تلك الحقبة من المسؤولية، ولكن الأمور ينبغي أن توضع في نصابها الصحيح.
نديم أسـعد
لقراءة باقي سلسلة مقالات أوراق من دفتر أيار: