واصبح الجو العام في بغداد، وفي
غيرها من المدن، يشجع ويدعم الجهود المبذولة في الترجمة والتأليف. فظهرت المدارس والمستشفيات التعليمية والمكتبات
ومصانع الورق وبيوت النسخ وورش التجليد ومحلات بيع الكتب وأدوات الكتابة. لقد جاء التطور في صناعة الورق في الوقت
المناسب، حيث أخذه العرب بسرعة مذهلة عن الصينيين، حيث تعلموه من أسرى معركة طلس
التي إنهزم فيها الصينيون سنة 751م. مما ساعد على ظهور مصانع عديدة
في المدن الرئيسية. وفي بغداد ظهر شارع
الوراقين، الموازي لدجلة، حيث تباع فيه مواد الكتابة والكتب ويضم ورش النسخ
والتجليد. وهذا الشارع لا يزال موجوداً
ويخدم الغرض نفسه، حيث حلت المطابع مكان ورش النسخ والتجليد، وحيث تعرض الكتب،
جديدها ومستعملها، فيه مثل ما كان عليه الوضع أيام العباسيين، كما تغير أسمه ليحمل
أسم واحد من أعظم شعراء العربية وهو المتنبي.
لقد
كان الواحد من هؤلاء العلماء يسافر سراً إلى بلاد الروم، حيث كانت حالة الحرب
سائدة بين البلدين، والمخاطرة كبيرة من أجل الحصول على مخطوطة أو كتاب. وقد حدث عندما كان محمد بن موسى عائداً من إحدى
سفراته أن إلتقى في منطقة حدودية بغلامٍ يعمل في دكان، حيث لمس لديه قدرة غير
عادية في تحويل العملات وإحتساب قيمها، فأقنعه في الذهاب معه إلى بغداد، حيث أصبح
هذا الغلام عالم الرياضيات والفلك المعروف ثابت بن قرة.
وفي
عصر هارون الرشيد والمأمون صاغ العلماء العرب أسماء الكثير من النجوم والكواكب مثل
الغول والطير والكور والذنب وفم الحوت [1]، التي إحتفظت بأسمائها العربية لغايةالآن.
ترجمت في هذه المرحلة بعض الكتب
الفارسية والهندية. وكان من بينها كتاب
كليلة ودمنة، الذي قام إبن المقفع بترجمته عن الفارسية، وهو يعود لأصول هندية
وتبتية. ويسمى أصلاً جاكاتا وكتب من قبل
الرهبان البوذيين في القرن الثالث الميلادي.
لقد
ذكر المؤرخون أن هارون الرشيد أهدى إلى شارلمان ساعة يخرج منها طائر يعلن الوقت كل
ساعة. ويبدو هذا مستغرباً، ولكن إذا ما عرفنا أن في تلك المرحلة المبكرة كانت لدى
علماء البلاط العباسي أجهزة تعبئة وتفريغ في الأوعية للسوائل بكميات محسوبة، فإن
العجب سيزول.
العلاقات
الدبلوماسية
هناك أوقات يصغر فيها العالم،
وتتقارب الأماكن، وتقصر الطرق. وعلى ما
يبدو لا يوجد قوة اكبر من حب السلطة، والكراسي والعروش المرتبطة بها، لتقرب البعيد
وتوحد الأضداد. ققد شهد النصف الثاني من
القرن الهجري الثاني نشاطاً دبلوماسياً
مكثفاً ظهر على شكل حلفين سياسيين، لا علاقة للدين بتشكيلهما. فقد تقارب الرشيد وشارلمان، وكان هناك عدوين
مشتركين لكلٍ منهما، وبيزنطة التي كان على عرشها، في هذه الفترة، نقفور، والأندلس التي
كان يحكمها الحكم بن هشام، ثالث الحكام الأمويين في الأندلس.
إكسلاشابل
وبيزنطة
لم
يكن للفرنجة عاصمة ثابتة، بل كان شارلمان يتردد بين عدة مدن من بينها إكسلاشابل
وآخن وغيرها.
تمحورت العلاقة بين الكارولنجيين
والبيزنطيين على قضيتين رئيسيتين؛ الأولى إعتراف بيزنطة بشارلمان كإمبراطور
روماني، والثانية تتعلق بممتلكات بيزنطة في إيطاليا والعلاقة مع البابوية. فعندما قام البابا بتتويج شارلمان إمبراطوراً،
لم يرق ذلك لإمبراطورة بيزنطة إيرين في ذلك
الوقت. فهذا كفيل أن يُفقد بيزنطة دورها
المهم في غرب أوربا، حيث أصبحت شعبيتها في تراجع نتيجة للخلاف على الإيقونات. وقد جاء إعتراف بيزنطة بالتتويج بعد إثني عشر
سنة، أي في سنة 812. وفي هذه الأثناء جرت محاولات لتزويج شالرلمان لإيرينا، ولكنها
فشلت جميعاً. كما أن ممتلكات بيزنطة
في إيطاليا وصقلية موضع إستهداف من قبل البابوية والإمارات الإيطالية الأخرى. ثم دخل المسلمون كقوة جديدة بإحتلال صقلية.
قرطبة
وبيزنطة
يُفترض
أن بيزنطة وقرطبة لهما عداء مشتركين تجعل التنسيق بينهما ضرورة، وهذا ما حصل
فعلاً، فقد شهد بلاط أُمراء الأمويين في الأندلس إستقبال وفود بيزنطية في عهود
مختلفة. وقد إستقبل الحكم الثاني وفداً
بيزنطياً.
بغداد
وإكسلاشابل
في العام 801 م الذي سقطت فيه مدينة
برشلونة بأيدي جيش الإفرنج بقيادة لويس بن شارلمان، وصل وفد هارون الرشيد الى بلاط
شارلمان، وكان شارلمان قد بادر بإرسال شخص يهودي اسمه اسحق يصحبه اثنين من الفرنج،
لتبليغ الرشيد تحياته، والطلب منه الإهتمام
بالحجاج المسيحيين وتسهيل إقامتهم. كما
طلب من الرشيد أن يهديه فيلاً. إستقبل
الرشيد الوفد إستقبالاً طيباً، ووعد بتقديم مزيد من التسهيلات للحجاج القادمين من
اوربة، وأرسل معهم الفيل الوحيد الذي كان في " دار الوحوش " – حديقة
الحيوانات - في بغداد. كما أرسل أنواعاً
من المنسوجات الحريرية والقطنية، التي لم تكن تعرفها اوربا، وكذلك طيب وعطور. كما أرسل شمعدان كبير الحجم من النحاس الأصفر. وأرسل كذلك ساعة من النحاس الأصفر تعمل على
الماء، ويخرج منها طائر من نحاس يعلن الساعة بعددٍ من الأصوات على حسب الوقت.
وكان
الوفد الفرنجي قد مر بطريق العودة على القيروان، حيث طلب من إبراهيم بن الأغلب
الوالي العباسي على إفريقيا، أن يسمح لهم بنقل جثمان القديس فبريانس من قرطاجنة
الى اوربا، فأذن ابراهيم لهم وأرسل معهم
موفداً يبلغ شارلمان تحياته.
وصل وفد هارون الرشيد إلى ميناء
بيزا في إيطاليا، ثم توجه إلى إكسلاشابل، حيث كان مقر شارلمان.
ولما
وصل الوفد إلى بلاط شارلمان قدموا له تحية الرشيد، وأبلغوه ما قال لهم الرشيد من
أنه يضع مودته فوق مودة جميع الملوك[1]. والملوك في ذلك العهد
كانوا محدودي العدد ؛ ففي أوربا الغربية
كان هناك ثلاث ممالك ؛ إمبراطورية شارلمان ومملكة لومبارديا وإمارة قرطبة. وفي شرق أوربا كان هناك الدولة البيزنطية، وفي
شرق المتوسط وجنوبه كانت هناك الدولة العباسية.
وكان هناك عدد من الكيانات المسيحية التي كانت، عموماً، خارج الصراعات
الدائرة، مثل مملكة النوبة ومملكة الحبشة في وادي النيل وأرمينيا، وهذه جميعاً لم
تكن ببال الرشيد وإنما كان يقصد حاكمي بيزنطة وقرطبة.
ويذكر أنه في العام 733 م قام
بالحج مجموعة من الحجاج إلى القدس، وقد تجولوا آمنين في فلسطين والشام، وزاروا قصر
الخليفة في دمشق[2]
. وقد كان يشاع في أوربا أن سفر الأوربيين إلى الديار
المقدسة ليس آمناً [1]، مما لا يعني أن حجاج سنة
733 م كانوا حالة فريدة.
ويذكر
أن المأمون، كذلك، أرسل وفداً إلى شارلمان يحمل هدية تحوي عطور وأقمشة.
بغداد
وبيزنطة
إتسمت العلاقة بين بغداد وبيزنطة
بإرسال الجيوش التي كانت، في غالبها، تهدف إلى الإنتقام والردع والغنائم وفرض
الإتاوة على الطرف الآخر، أكثر مما تهدف إلى الفتح. كما إتسمت الأوضاع الداخلية لكلٍ منهما بعدم
الإستقرار، إما بسبب ثورات وصراع سلطة أو حرب مع قوى أُخرى، حيث كان طرف يبادر إلى
مهاجمة الطرف الثاني عند إنشغاله، ثم يقوم هذا برد الهجوم عند فراغه من مشاغله
الأخرى. وكانت معاهدات تُعقد بمبادرة من
الطرف الأكثر إحتياجاً لجبهة هادئة تمكنه من التعامل مع قضية أُخرى. وفي هذه الفترة كانت
إيرين قد هادنت هارون الرشيد وإلتزمت بدفع إتاوة سنوية، فلما إنقلب عليها ميخائيل،
أرسل إلى هارون الرشيد يطالبه بالمبالغ التي دفعتها له إيرين. فكان رد هارون قوياً، وأرسل جيشاً مما إضطر
ميخائيل للقبول بدفع الإتاوة.
بغداد
وقرطبة
لم
تكن تربط بغداد وقرطبة أي علاقة، فكان التجاهل سيد الموقف. كما لم يظهر كلٌ من الطرفين أي عمل عدائي
للآخر. ولم تكن بينهم أي نوع من الراسلات،
ولم يُعرف عن مبادرة تقارب قام بها طرفٌ ثالث.
ولكن العلاقات التجارية كانت موجودة.
كما كان الأندلسيون يحجون إلى مكة دون عائق. ولكن لم يُسمع عن أيٍ من أُمراء أو خُلفاء بني
أُمية ذهب إلى الحج من قرطبة.
قرطبة
وإكسلاشابل
لقد
كانت دولة الفرنجة في حالة حرب مع الأندلس.
وفي عهد شارلمان قام بنفسه بقيادة حملة وُصفت بأنها فاشلة، ولكنها كان لها
آثار سلبية على المسلمين في الأندلس، إذ أثبتت للإسبان أن الدعم الأوربي ممكن، مما
سهل قيام دول إسبانية غرب البرانس. كما
قاد لويس التقي، إبن شارلمان، حملة إستولت
على برشلونة وأصبحت كونتية فرنجية. فكانت
الحروب والمناوشات السمة السائدة للعلاقة، وإن تخللها هدنات وتبادل السفارات.
في عصر الأقطاب الكبار هؤلاء كان
هناك لاعبين آخرين لا يقلوا أهمية، فقد كان البابا، الذي كان دوره السياسي في
تعاظم مستمر، كما كان في أوربا كيانات سياسية أخرى مثل الدوقيات والكونتيات
المنتشره في جميع أرجاء أوربا. وفي الدولة
العباسية كانت هناك ولايات أصبحت تُحكم من قبل سلالات تتوارث حكمها.
العلاقات
التجارية
لقد نشأت خطوط التجارة بين قارات
العالم منذ زمنٍ بعيد. فمنذ زمنٍ الفينيقيين
والآراميين غطت خطوط التجارة ما بين الصين والهند والمغرب الأقصى وإبيريا، بحراً
وبراً. ومنذ القدم كان العرب ضمن المنظومة
التجارية العالمية، التي كان بعض خطوطها يمر بجزيرتهم أو بالقرب من سواحلهم. كما كانوا يشكلون بعض حلقاتها. وبعد قيام الدولة الإسلامية، إستمرت التجارة
العالمية، وإن إختلف اللاعبون، وإختلفت طرق التجارة ووسائلها. فقد ظهر خط تجاري يربط الصين بأوربا يمر شمال
البحر الأسود. وإستمرت خطوط التجارة
البرية تمتد بشكل متواصل أو متقطع من سمرقند ألى طنجة ضمن الدولة. كما إستمرت
التجارة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية، وكذلك مع أوربا الغربية. فلم تكن قوافل التجارة تتوقف إلا في زمن
الإقتتال، فقد كان الإستمرار مصلحة مشتركة.
وكان في بعض الأوقات يتسلم هذا الدور فئة غير منحازة مثل اليهود، الذين
وصفهم أحد المؤرخين المعاصرين على أن الواحد منهم كان يتقن
عدة لغات. فلم يستطع الرومان الإستغناء عن
ورق البردى المصري، فإستمر التجار بإيصاله إلى بيزنطة مقابل الدنانير الذهبية التي
كان العرب لا يزالون يستخدمونها. وقد كانت
السلع التي لا تستغني عنها أوربا الغربية، مثل التوابل وورق البردى والحرير، تصل
إليها عن طريق بيزنطة.
إن
الحرب وحالة العداء لا توقف التجارة، فطالما هناك طلب على السلعة وقدرة على سداد
أثمانها فسيجد التجار طريقهم إلى الزبون المحتمل، ويسلمون البضاعة ويقبضون
ثمنها. إن العدو الأكبر للتجارة هو
الإقطاع، الذي يقلل الإعتماد على النقود ويعتمد أسلوب المقايضة، ويضعف المدينة
لصالح الريف، والمدينة هي محطة تجارية.
فإنتشار الإقطاع في أوربا جعل التجارة معها تقتصر على السلع التي لا تنتجها
اوربا ولا تستطيع الإستغناء عنها، مثل التوابل لحفظ الأغذية والبخور للكنائس، وغير
ذلك.
لقد كانت المدن العربية في نفس
الفترة مزدهرة ومكتظة بالسكان (وكذلك كانت الهند والصين) وتعج بالأسواق والخانات
والتجار من شتى الأصقاع. لقد كانت المدن
العربية ثرية ويقطنها طبقة لها متطلبات
إستهلاكية مكلفة. فكانت تجذب سلعاً يستغرب
المرء في زماننا كيف كانت تصل. فمثلاً جلد
السمور والقندس، الذي لا تكاد تخلو من ذكره حكاية من ذلك العهد، فقد كان يحمل،
لإستخدام الطبقة المترفة في بغداد ودمشق وبيزنطة، من المنطقة القطبية. محملاً على الزلاجات وفي القوارب النهرية وعلى
قوافل الحمير. حيث تكون سلسلة التوريد قد
تشكلت من الفايكنج والروس والبلغار والخزر والأرمن والعرب. أما الخزف الصيني فقد يسلك طريقاً بحرياً بحيث
تحمل في أحد موانئ الصين وتنزل في أحد موانئ المنطقة العربية، الذي قد يكون
البصرة، لقربها من العاصمة بغداد. لقد
كانت هذه الخطوط تقليدية.
كما
كان هناك خطوط بحرية تربط شمال المتوسط بجنوبه.
ففي زمن دولة الفرنجة كانت الموانئ الغالية المتوسطية ترتبط برحلات منتظمة
مع موانئ مصرية مثل الإسكندرية والفرما.
وعلى الأغلب أن رسل هارون الرشيد إلى شارلمان سلكوا طريقاً برياً إلى
الفرما حيث ركبوا سفينة ومعهم الفيل الهندي بين الهدايا، حيث رست بهم الفينة في
ميناء بيزا.
وكانت
الأندلس مركزاً تجارياً هاماً، فقد كانت قادرة على تصدير العديد من السلع مثل زيت
الزيتون والفواكه المحفوظة وحجر الشبة، الذي كان يستخدم في الدباغة، كما كانت تقوم
بإعادة تصدير سلع أخرى عديدة، مثل التوابل.
كانت
التجارة داخل العالم الإسلامي منظمة وآمنة. فقد كان هناك محطات للراحة وخانات للمبيت،
وبينما كانت شعوب أخرى تستخدم الحمير والبغال، كان التجار المسلمون يستخدمون
الجمال، وهي وسيلة نقل فعالة وناجعة. وفي
المدن كان هناك تنظيمات للتجار، وأسواق مختصة ومخازن ومحاكم تبت في النزاعات. كما تطورت تدريجياً شبكات علاقات تغطي مدن
العالم الإسلامي كله، قائمة على الثقة، التي قلما وُضعت موضع شك. كما ظهرت في عصور لاحقة شركات ووكالات سهلت
الأعمال التجارية وقوتها.
وفي سنة 973 رافق إبراهيم
الطرطوشي إحدى السفن التجارية الأندلسية المبحرة شمالاً بموازاة الساحل الغربي
لأوربا، حيث إعتادت أن تتوقف للتحميل والتفريغ في عدة موانئ أوربية. لقد كان الطرطوشي دبلوماسياً وعالماً وكاتباً،
فقد كان مرسلاً من قبل الحكم الثاني
أمير الأندلس الأموي إلى أوتو إمبراطور الفرنجة الشرقيين، التي كانت مُركّزة فيما
أصبح ألمانيا. وقد قابل الطرطوشي الإمبراطور
وقدم له هدايا الحكم الثاني، وقد كان الوفد الأندلسي رداً على وفد فرنجي شرقي بعثه
أوتو للطلب من أمير الأندلس أن يسعى لتخفيف الضغط العسكري الإسلامي على منطقة
بروفانس، الواقعة جنوب شرق فرنسا اليوم، فيما يعرف بالريفيرا.
وفي
طريق العودة مر على عدة مدن من بينها مدينة مينز الواقعة على نهر الراين، وفي هذه
المدينة وضع أحد أبناء المدينة قطعة نقود عليها كتابة عربية وتعود الى 160 سنة الى
الوراء ومسكوكة في سمرقند. في ذلك الزمن
كان المسافر الى اصقاع بعيدة يستغرب أن يكون سبقه أحد أو شيء إليها. وهذا الموقف واجهه إبن بطوطة في القسطنطينية
عندما قابل شخص يهودي قادم من الأندلس براً في القرن الرابع عشر، وكما قابل تاجر
عربي بحار برتغالي في القرن السادس عشر في أحد موانئ غربي الهند.
لقد نشطت تجارة الرقيق في هذه
الفترة في جميع الإتجاهات. وقد إقتنى
الأوربيون، كما إقتنى المسلمون العبيد والجواري.
وقد إحتفظ كل
من شارلمان وهارون الرشيد بعددٍ من الجواري، وبينما يوجد إحصائية لعدد جواري
شارلمان، لم أطلع على عدد جواري هارون الرشيد، ولكنه أصبح مثلاً لمن يُحاط بعددِ
كبير من النساء.
ضعف الدولة العباسية
بعد مقتل المتوكلدخلتالخلافة العباسيةفي مرحلةٍ من الضعف تجلت في سيطرة رجال البلاط
والوزراء وقواد الجيش. الذين أحسوا بنفسهم القدرة على إمكانية تغيير الخلفاء لما
يناسب أهوائهم. وهذا لم يكن يشبه وضع
الدولة الميروفنجية، التي إنتهت بنفس الوقت الذي ظهرت فيه الدولة العباسية. ففي الدولة الميروفنجية كان الملوك ضعافاً، إلى
درجة لم تكن تعلق أسمائهم بالذاكرة، ولكن كان هناك رؤساء بلاط أقوياء. كما كان هناك نظام إقطاعي له مجالس تعمل على
مستويات مختلفة، فلو كان هناك ملك ضعيف ورئيس بلاط ضعيف لبادر كبار الإقطاعيين
(الدوقات) إلى إنتخاب أحدهم رئيساً
للبلاط، أو حتى ملكاً. لم يكن النظام
الإقطاعي، في أوربا، على علاته، ليدع فراغاً سياسياً ليهيمن على الأوضاع.
أما في الحالة العباسية فلم يكن
هناك حاكم قوي في بغداد في هذه الفترة إلى أن جاء البويهيون وهيمنوا على الحياة
السياسية في بغداد، فأصبح هناك خليفة ضعيف ووزير قوي، ثم ضعف البويهيون، فإنكمشت حدود الدولة إلى
أسوار عاصمتها.
[1] شمس
العرب تسطع على الغرب.
[1] تاريخ
غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وايطاليا وجزائر البحر المتوسط، الأمير شكيب
أرسلان. نقلاً عن رينو عن الدون بوكيه عن
رواية إجينار.
[2]تاريخ غزوات العرب..،
نقلاً عن رينو.
[1] شمس
العرب تسطع على الغرب.