كتاب " نحن واوربا " - الجزء الثاني - الفصل الرابع - ( القسم الثالث )
 
 



البرامكة

كان خالد بن برمك، أحد كبار قادة الدعوة العباسية عندما إنطلقت من خراسان.  وتعود العائلة في أصولها إلى مدينة بلخ، التي تقع في شمال أفغانستان الحديثة، وقد كانت العائلة تتوارث حماية ورعاية المقدسات البوذية في بلخ، قبل الفتح الإسلامي [1] .  وقد ولاه المنصور على الموصل وعلى أذريجان، كما ولى إبنه يحيى على أرمينية.  وقام المهدي بتكليف يحيى تربية الرشيد.  وقد كان له دورٌ كبيرٌ في الحفاظ على حقوق الرشيد بالخلافة أيام الهادي، وقد تعرض للحبس بسبب ذلك.  ولهذا سلمه الرشيد الوزارة عندما تسلم الخلافة.  وقد أعطاه صلاحيات واسعة، وأثبت أنه جدير بها.  وقد كان البرامكة يملكون المهارات الإدارية، فأبناء يحيى، جعفر والفضل ومحمد تمرسوا في خدمة الدولة، وأظهروا مهارة عالية، كما أظهروا حنكة سياسية نادرة.  وقد تولوا هم أيضاً مصر وخراسان.  كان يحيى يرجع في كثيرٍ من الأمور إلى الخيزران، التي كانت، هي أيضاً، متمرسة في تسيير شؤون الدولة.  ولكنها توفيت في بداية حكم الرشيد.  لقد كانت العلاقة بين العباسيين والبرامكة نموذجية.  فقد كان الرشيد والفضل إخوان في الرضاعة، وكان الرشيد يخاطب يحيى بقوله " يا أبتي ". كان من الممكن لهذه العلاقة أن تستمر لعدة أجيال، بحيث تورث الخلافة في بيت، بينما تورث الوزارة في البيت الآخر.  الأمر الذي كان ليعطي لمسة مؤسسية على الأداء العام للدولة، ويساعد في تراكم الخبرات.  كما كان ليعزز التكامل العربي الفارسي الضروري لإستقرار الدولة الإسلامية.  ولكنه، مع الأسف، لم يستمر سوى لجيلين.  ولما تولى المأمون ولاية العهد وكل جعفر بن يحيى بتأديبه.  وكانوا يكلفون في مهام صعبة، فقد إنتدب الرشيد يحيى إلى دمشق لفض النزاع بين المضرية واليمانية، ونجح بذلك.  كما إنتدب الفضل للتعامل مع يحيى بن عبد الله العلوي [1].  فكان المنظر السياسي العام في بغداد يشير إلى أنهم سيطروا على الخلافة تماماً.  هذا بالإضافة إلى كرمهم وحبهم لخدمة الناس، التي خلقت لهم شعبية كبيرة.  فمهما قدم المؤرخون من تفسيرات لما سموه نكبة البرامكة، فإن السبب لا يتعدى خوف الخلافة على نفسها.كما أن الصلاحيات المطلقة تؤدي إلى التمادي، وصدور تصرفات غير مقبولة من قبل من مارس هذه الصلاحيات.  فأول ما ظهرت نقمة الرشيد على جعفر، الذي طلب قتله بعدما رجع من الحج، حيث عرج على الأنبار، وطلب من حاجبه أن يأتيه برأس جعفر.  كما حبس الفضل وتحفظ على البقية في بيتهم، كما تحفظ على أموالهم.  ولكنه لم يتعرض ليحيى ولا لأبناءه.

 بويع للمعتصم (218-227) فور وفاة أخيه المأمون الذي كان قد أوصى له بذلك.  فهتف الجنود بحياة العباس بن المأمون، فحضر العباس وبايع للمعتصم، فهدأ الجنود. والمعتصم هو باني سامراء، وملبي نداء " وامعتصماه" الشهير.

وفي زمنه نشبت عدة ثورات، تم القضاء عليها جميعاً، ولكنها ساهمت في ضعف الدولة وتشجيع التجرؤ عليها.  فقد ثار أحد أحفاد الحسين بن علي، حيث تم الإمساك به وحبسه فإستطاع الهرب من السجن.  وقامت ثورة الزط، وهم من " أخلاط الناس "، ثاروا في جنوب العراق، فأرسل المعتصم جيشاً إستطاع قتل بعضاً منهم وأسر الباقين، فبعثهم لقتال الروم فلم يرجع منهم أحد.  كما ثار بابك الخرمي في فارس في أيام المأمون وإستمرت ثورته إلى أيام المعتصم، وقد إستنفذت جهود كبيرة من قبل الدولة لإخمادها. 

ثم قام المعتصم ببناء سامراء.  وقد كان سبب بناءها شكوى أهل بغداد من جند المعتصم، الذين ضاقت بهم طرقات بغداد، فأمر ببناء " سر من رأى " إلى الشمال من بغداد في موقع كان الرشيد قد بنى به مدينة ولم يكملها، وسماها القاطون.  حيث أسكن فيها جنوده، ولكنه بقي في بغداد.  ولم تتحول العاصمة إلى سامراء إلا في زمن الواثق[1]. 

وفي سنة 223  (868 م) فتح المعتصم عمورية.  فقد هاجم جيشاً بيزنطياً كبيراً  بقيادة الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس بن ميخائيل الثاني  ثغور الدولة العباسية، حيث هاجم زبطرة فاستباحها قتلا وسبياً وهاجم ملطية وغيرها ومثل بالأسرى[2].  وتذكر المصادر الغربية أن زبطرة كانت عزيزة على المعتصم، لكونها مكان ولادته أو مكان ولادة أمه [3].  وبلغ الخبر المعتصم، كما بلغه أن إمرأة إستجارت به صارخة " وامعتصماه "، عندما قبض عليها  الروم.  فأعلن النفير العام فور سماعه ذلك، وخرج فعسكر في إحدى قرى دجلة، حيث توافدت عليه الجيوش تمهيداً للزحف على الأناضول.  كما عجل بإرسال قادة عسكريين إلى زبطرة لمساعدة أهلها فوجدوا الروم قد إرتحلوا عنها.  في هذه الأثناء قرر المعتصم فتح عمورية Amorion، وهي التي إنحدر منها الكثير من الأباطرة الروم، ومن ضمنهم الأسرة الحاكمة الحالية.  فدخل الأناضول بجيشٍ يزيد عدد مقاتليه عن المائة ألف، سالكاً عدة طرق، التي أصبحت معروفةً للعرب بإسم الدروب، فسلك كل قائدٍ بجيشه مساراً معيناً، بينما إتجه المعتصم بنفسه حتى بلغ قرب أنقرة، حيث جرت مناورات غطت مساحات واسعة من وسط وشرق آسيا الصغرى، حيث جرت لقاءات محدودة بين قطاعات صغيرة من الجيشين.  وصل الجيش إلى أنقرة ودخلها بقيادة المعتصم، حيث كان أهلها قد أجلوا عنها.  ثم تقدمت الجيوش نحو عمورية حيث دمروا كل شيء بين أنقرة وعمورية، التي تبلغ المسافة بينهما 250 كلم.  وعندما وصل الجيش إلى عمورية تطوع احد أبناء المدينة بإخبار المعتصم عن جزءٍ ضعيفٍ من سور المدينة، فقام المعتصم بنصب خيمته مقابل هذا الجزء من السور، وأمر الجيش بقصفه بالمنجنيق.  فتصدع السور، فكتب قائدها رسالة إلى الإمبراطور البيزنطي، إلا أن الجيش الإسلامي إعترض حامل الرسالة، الأمر الذي أحبط حامية المدينة، فتقدم حاكم عمورية ليطلب الأمان، وفي هذه الأثناء حدثت ثغرة في السور مكنت الجيشين من الإلتحام لعدة أيام.  ثم ما فتئ الجيش الإسلامي أن دخل المدينة، ولكن المعتصم أعطى الحاكم الروماني الأمان.  يذكر إبن خلدون أن الجيش الرومي المتراجع إلى داخل المدينة، إعتصم في كنيسة فتم حرقها بمن فيها.  كما تم نهب المدينة وتدميرها وحرقها.  لم تستعد المدينة اهميتها، وهي اليوم قرية في الأناضول تحمل إسماً تركياً.  ولكنها لا تزال أُسقفية أُرثودكسية، نظراً لأهميتها في السابق.  لقد نجا ثيوفيلوس بصعوبة من الحرب ولكنه لم يتحمل نتائجها، إذ مات بعد وصوله القسطنطينية بقليل. لا يزال رجال الكنيسة يذكرون " شهداء عمورية الإثنين والأربعين ".  الذين أخذوا كرهائن إلى سامراء، حيث تم 

إعدامهم في العام845م[1]، فقد كان أخذ الرهائن نهجاً متبعاً لمنع خرق الإتفاقيات. 

لقد كانت هزيمة ثيوفيلوس مدوية، فقد عدها خصومه المذهبيون، عقوبة من الرب، بسبب تعذيبهم على يديه[2].

لقد كان الصراع في هذه المرحلة قاسياً للغاية، ولم يكن يهدف إلى الإحتفاظ بالمدن المفتوحة، وإنما إلى توصيل رسائل رعب إلى الطرف الآخر، الذي كان قادراً، في ظرفٍٍ أفضل، على إيصال هذه الرسالة. نجم عن هذا الوضع إفراغ المنطقة من السكان.  الأمر الذي شجع أحد القادة النورمان، الذي كان يخدم على رأس قوة مرتزقة بالجيش البيزنطي،  إلى التفكير بإقامة إمارة نورمانية في وسط الأناضول.  كما نجح الأرمن بإقامة دولة في كيليكية، شمال خليج الإسكندرونة، سُميت ارمينية الصغرى.  كما سهل هذا الأمر ظهور عدة إمارات تركية، نجحت واحدة منها في تغيير شكل الإقليم وجلب الإستقرار له.  ولكن كل هذا حدث بعد قرون.   

في طريق عودة الجيش المظفر تآمر بعض القادة العسكريين مع العباس بن المأمون، لعزل المعتصم وتنصيبه خليفة.  فعرف المعتصم بالمؤامرة وإعتقل المتآمرين وقفل راجعاً، حيث أخذ يعدم واحداً منهم أو أكثر في كل محطة توقف فيها.

وكان المعتصم قد مضى في حربه على الرغم من نصيحة بعض المنجمين أنه سيهزم إذا حارب.  فقال بذلك الشاعر المعروف أبو تمام قصيدته المشهورة، التي مطلعها :

 السيف اصدق أنباء من الكتب          في حده الحد بين الجد واللعب

 لقد كان المعتصم أُمياً، فقد كان  يقرأ ويكتب بصعوبة بالغة، ويذكر أن الرشيد عزاه في طفولته بزميلٍ له في المدرسة (الكُتاب)، فكان رد المعتصم أن صديقه المتوفى إرتاح من الكتاب، فقال له الرشيد، الذي إستثناه من ولاية العهد لهذا السبب [1]، إذا كنت تكره الكتاب إلى هذه الدرجة فلا حاجة لك إلى العلم [1].  فمن المفارقات الغريبة في التاريخ العربي أن يحكم المعتصم الأمي بعد المأمون العالم، كما أن المأمون المتنور المحب للعلم أوصى إليه بالخلافة، بينما أبوه إستبعده منها.  

لقد جرت محاولة لعقد هدنة بين الروم والعرب في زمن المأمون، حيث بادر ثيوفيلوس بإرسال رسالة، يقترح هدنة.  ولم تخلو الرسالة من لغة التهديد وإستعراض القوة، فلم يكن موفقاً في عرضه.  فخلى رد المأمون مما يشجع على الإستمرار في التفاوض.  لقد كان ثيوفيلوس شخصاً متهلماً ومحباً للثقافة والفنون، مثلما كان المأمون، ومع هذا لم يستطع الزعيمان التوصل إلى إتفاق، الذي لو حصل لأنقذ مدينتين من الدمار.  حيث كانت الغلبة لمنطق العصر.

تولى الخلافة بعد المعتصم إبنه الواثق (227-232) ثم بويع للمتوكل

(232–247) من بعده.  يشكل نهاية حكم المتوكل بداية مرحلة إنتابت الخلافة فيها حالة شديدة من الضعف.  وقد مات المتوكل مقتولاً من قبل قادته سنة 247 (862 م)، الذين عينوا إبنه خليفة.  ففقدت الخلافة هيبتها كلياً.  فتجرأ الروم على المسلمين، فغزوا دمياط وغيرها، كما قامت ثورات عديدة في مناطق مختلفة، وبدأت الدولة تفقد سيطرتها على الأقاليم البعيدة.

لقد سجل المتوكل إنتصاراً على الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث، الذي كان يسمى ميخائيل السكير[1]،  في سنة 860م.  وكان ميخائيل هذا آخر أباطرة الأسرة العمورية، حيث خسر العرش لصالح زوج عشيقته وعشيق أخته باسل المقدوني، وقد كان ميخائيل قد أوفد وفداً إلى بلاد الخزر للحد من إنتشار الديانة اليهودية فيها.  كما شن حرباً على البلغار عندما وصلته معلومات أن ملكهم سيعتنق الديانة المسيحية على مذهب الفرنج (الكاثوليكي)، وكان من شروط صلحه مع البلغار أن يعتنقوا المسيحية على المذهب الأرثودكسي.

لقد قال المأمون وبعده المعتصم والواثق بخلق القرآن، وجاء المتوكل وإتبع نهجاً آخر، ولكنه كان مبغضاً لأهل البيت، ويتمادى في ذلك.  كان الواثق أشعر خلفاء بني العباس روايةً وقولاً، وقد كان يتمتع بقوة جسمانية فائقة.  كان لدى المتوكل أربعة آلاف جارية، أما المعتصم فكان أول من أكثر من إقتناء المماليك.  كانت فترة حكم هؤلاء الخلفاء الأربعة خالية من الحروب الداخلية الكبيرة، فدخلت على الدولة أموال كثيرة، فزاد نزع الخلفاء إلى اللهو، وكان أكثرهم المتوكل.

الترجمة والتأليف

لم يعرف العهد الأموي ترجمة إلى العربية عن لغات أخرى، إلا ما عُرف عن خالد بن يزيد بن معاوية من إهتمام بعلم الكيمياء، حيث ترجمت له بعض الكتب وتعمق بمعرفتها، كما أنه طور قدراته اللغوية، حيث يُعتقد أنه كان لديه معرفة، ربما كانت محدودة، في اللغة السريانية وربما الإغريقية.  وقد كانت دوافع تعلم الكيمياء ليست بالنبل الذي يقف، في العادة، وراء الإقبال على أي علم، فقد كان العلماء يأملون في أن يتمكنوا من تحويل المعادن إلى ذهب.  وقد كان  خالد عالماً قارئاً واسع الأُفق.  ولكن الجو العام لم يكن يساعد على تحول إهتمامات خالد إلى ظاهرة عامة يقبل عليها عددٌ أكبر من الأفراد وينجم عنها حركة ترجمة واسعة.  لقد عُير خالد بأن عقله " ذهب "  لكثرة إطلاعه على الكتب.  كما تُرجمت بعض كتب الطب لهشام بن عبد الملك، ولم تتحول الترجمة إلى حركة واسعة إلا في زمن المنصور.

ولكن ما أن بدأ العهد العباسي حتى تغيرت الأمور.  ففي عهد المنصور وفد عليه شخص هندي، إسمه " كُنكه "، حيث أحضر له كتاباً في الرياضيات، سمته المصادر العربية بإسم " السند هند "، وفي الأصول الهندية إسمه " سيدهارتا "، وهو من تأليف عالم هندي إسمه براهماجوبتا سنة 628 م. حيث يستخدم فيه الأرقام العشرة (التسعة مضافاً إليها الصفر).  لقد نجح القادم من الهند في لفت نظر المنصور، الذي كان فقيهاً ويسافر في طلب العلم قبل تولي الخلافة، فطلب من الفزاري ترجمته.  لقد شكل العام 154 عام تحول في تاريخ البشرية، وسواء كان العرب نقلة أم مبتكرين، فقد إنضموا إلى طليعة الشعوب التي تسعى للإرتقاء في ثقافة ومعارف الجنس البشري، بل يمكن القول أنهم، في ذلك العام، تولوا قيادة هذا الجهد لقرون طويلة.

فقد شهدت الهند نهضة علمية في القرن السادس، حيث حقق الهنود تقدماً في الرياضيات والفلك والطب وعلوم أخرى[1].  كما أن العام 752م شهد إعتلاء أسرة حاكمة جديدة في جنوب ووسط الهند، فربما كان ذلك سبب في هجرة بعض العلماء الهنود إلى خارج الهند، فلم يقتصر الأمر على كنكة وإنما جاء غيره في زيارات متعددة، سجل بعضها في زمن هارون الرشيد.  وهذا يعني أن إنفتاح العرب كان على العلوم الهندية أولاً، ثم كان على العلوم الفارسية والسريانية والإغريقية، التي تُرجم منها الكثير.  إن من الخطأ الإعتقاد أن الترجمة إقتصرت على الإغريقية.  ولم تذكر المصادر ترجمات عن اللغة الصينية، فقد كانت الصين تمر بعصرها الذهبي تحت حكم أسرة تانج.

فتح الخلفاء العباسيون أبواب قصورهم للعلماء والمبدعين، كما كانت قبلهم مفتوحة للشعراء والفقهاء والخطباء.  وفي زمن المأمون كان قصر الخلافة يحوي مكتبة ومرصد فلكي وقاعات للمناظرة ومجالس علم. 

لقد شجع الوضع الجديد علماء مدرسة جنديسابور على الإنتقال إلى بغداد.  وكانت هذه المدرسة قد تأسست في القرن الرابع، عندما أقفلت الإمبراطورية الرومانية مدرسة أثينا، لأسباب دينية، فإنتقلوا، بتشجيع من ملك الفرس سابور الأول، إلى فارس، حيث قُدمت لهم تسهيلات جمة.  فجذبت المدرسة علماء سريان وفرس وهنود.  وقد أُشتهرت المدرسة بشكلٍ خاص في العلوم الطبية، وكان التعليم فيها باللغة الآرامية.

واصبح الجو العام في بغداد، وفي غيرها من المدن، يشجع ويدعم الجهود المبذولة في الترجمة والتأليف.  فظهرت المدارس والمستشفيات التعليمية والمكتبات ومصانع الورق وبيوت النسخ وورش التجليد ومحلات بيع الكتب وأدوات الكتابة.  لقد جاء التطور في صناعة الورق في الوقت المناسب، حيث أخذه العرب بسرعة مذهلة عن الصينيين، حيث تعلموه من أسرى معركة طلس التي إنهزم فيها الصينيون سنة 751م. مما ساعد على ظهور مصانع عديدة في المدن الرئيسية.  وفي بغداد ظهر شارع الوراقين، الموازي لدجلة، حيث تباع فيه مواد الكتابة والكتب ويضم ورش النسخ والتجليد.  وهذا الشارع لا يزال موجوداً ويخدم الغرض نفسه، حيث حلت المطابع مكان ورش النسخ والتجليد، وحيث تعرض الكتب، جديدها ومستعملها، فيه مثل ما كان عليه الوضع أيام العباسيين، كما تغير أسمه ليحمل أسم واحد من أعظم شعراء العربية وهو المتنبي. 

وتم تأسيس بيت الحكمة في العام 830 م في أيام المأمون وهو مدرسة ومكتبة ومؤسسة ترجمة.  نبغ في هذه المرحلة أبناء موسى بن شاكر، الذي كان يعيش في كنف المأمون، فبرزوا في الرياضيات والفلك والطب.  كما نبغ الكندي وحنين بن إسحاق وثابت بن قرة. ولم يكن التنافس بينهم يخلو من إستخدام أساليب غير مهنية في الإيقاع ببعضهم، فقد تآمر بعضهم على الكندي وصادروا مكتبته وآذوه، فكان مطلبه الوحيد، الذي كان يطرق مختلف الأبواب لتحقيقه، هو إستعادة مكتبته.

لقد كان الواحد من هؤلاء العلماء يسافر سراً إلى بلاد الروم، حيث كانت حالة الحرب سائدة بين البلدين، والمخاطرة كبيرة من أجل الحصول على مخطوطة أو كتاب.  وقد حدث عندما كان محمد بن موسى عائداً من إحدى سفراته أن إلتقى في منطقة حدودية بغلامٍ يعمل في دكان، حيث لمس لديه قدرة غير عادية في تحويل العملات وإحتساب قيمها، فأقنعه في الذهاب معه إلى بغداد، حيث أصبح هذا الغلام عالم الرياضيات والفلك المعروف ثابت بن قرة.

وفي عصر هارون الرشيد والمأمون صاغ العلماء العرب أسماء الكثير من النجوم والكواكب مثل الغول والطير والكور والذنب وفم الحوت [1]، التي إحتفظت بأسمائها العربية لغايةالآن. 

ترجمت في هذه المرحلة بعض الكتب الفارسية والهندية.  وكان من بينها كتاب كليلة ودمنة، الذي قام إبن المقفع بترجمته عن الفارسية، وهو يعود لأصول هندية وتبتية.  ويسمى أصلاً جاكاتا وكتب من قبل الرهبان البوذيين في القرن الثالث الميلادي.

لقد ذكر المؤرخون أن هارون الرشيد أهدى إلى شارلمان ساعة يخرج منها طائر يعلن الوقت كل ساعة. ويبدو هذا مستغرباً، ولكن إذا ما عرفنا أن في تلك المرحلة المبكرة كانت لدى علماء البلاط العباسي أجهزة تعبئة وتفريغ في الأوعية للسوائل بكميات محسوبة، فإن العجب سيزول.        

العلاقات الدبلوماسية

هناك أوقات يصغر فيها العالم، وتتقارب الأماكن، وتقصر الطرق.  وعلى ما يبدو لا يوجد قوة اكبر من حب السلطة، والكراسي والعروش المرتبطة بها، لتقرب البعيد وتوحد الأضداد.  ققد شهد النصف الثاني من القرن الهجري الثاني نشاطاً دبلوماسياً  مكثفاً ظهر على شكل حلفين سياسيين، لا علاقة للدين بتشكيلهما.  فقد تقارب الرشيد وشارلمان، وكان هناك عدوين مشتركين لكلٍ منهما، وبيزنطة التي كان على عرشها، في هذه الفترة، نقفور، والأندلس التي كان يحكمها الحكم بن هشام، ثالث الحكام الأمويين في الأندلس.

إكسلاشابل وبيزنطة

لم يكن للفرنجة عاصمة ثابتة، بل كان شارلمان يتردد بين عدة مدن من بينها إكسلاشابل وآخن وغيرها. 

تمحورت العلاقة بين الكارولنجيين والبيزنطيين على قضيتين رئيسيتين؛ الأولى إعتراف بيزنطة بشارلمان كإمبراطور روماني، والثانية تتعلق بممتلكات بيزنطة في إيطاليا والعلاقة مع البابوية.  فعندما قام البابا بتتويج شارلمان إمبراطوراً، لم يرق ذلك لإمبراطورة  بيزنطة إيرين في ذلك الوقت.  فهذا كفيل أن يُفقد بيزنطة دورها المهم في غرب أوربا، حيث أصبحت شعبيتها في تراجع نتيجة للخلاف على الإيقونات.  وقد جاء إعتراف بيزنطة بالتتويج بعد إثني عشر سنة، أي في سنة 812. وفي هذه الأثناء جرت محاولات لتزويج شالرلمان لإيرينا، ولكنها فشلت جميعاً.  كما أن ممتلكات بيزنطة في إيطاليا وصقلية موضع إستهداف من قبل البابوية والإمارات الإيطالية الأخرى.  ثم دخل المسلمون كقوة جديدة بإحتلال صقلية.

 قرطبة وبيزنطة

يُفترض أن بيزنطة وقرطبة لهما عداء مشتركين تجعل التنسيق بينهما ضرورة، وهذا ما حصل فعلاً، فقد شهد بلاط أُمراء الأمويين في الأندلس إستقبال وفود بيزنطية في عهود مختلفة.  وقد إستقبل الحكم الثاني وفداً بيزنطياً.

 بغداد وإكسلاشابل

في العام 801 م الذي سقطت فيه مدينة برشلونة بأيدي جيش الإفرنج بقيادة لويس بن شارلمان، وصل وفد هارون الرشيد الى بلاط شارلمان، وكان شارلمان قد بادر بإرسال شخص يهودي اسمه اسحق يصحبه اثنين من الفرنج، لتبليغ الرشيد تحياته، والطلب منه الإهتمام بالحجاج المسيحيين وتسهيل إقامتهم.  كما طلب من الرشيد أن يهديه فيلاً.  إستقبل الرشيد الوفد إستقبالاً طيباً، ووعد بتقديم مزيد من التسهيلات للحجاج القادمين من اوربة، وأرسل معهم الفيل الوحيد الذي كان في " دار الوحوش " – حديقة الحيوانات - في بغداد.  كما أرسل أنواعاً من المنسوجات الحريرية والقطنية، التي لم تكن تعرفها اوربا، وكذلك طيب وعطور.  كما أرسل شمعدان كبير الحجم من النحاس الأصفر.  وأرسل كذلك ساعة من النحاس الأصفر تعمل على الماء، ويخرج منها طائر من نحاس يعلن الساعة بعددٍ من الأصوات على حسب الوقت.

وكان الوفد الفرنجي قد مر بطريق العودة على القيروان، حيث طلب من إبراهيم بن الأغلب الوالي العباسي على إفريقيا، أن يسمح لهم بنقل جثمان القديس فبريانس من قرطاجنة الى اوربا، فأذن ابراهيم  لهم وأرسل معهم موفداً يبلغ شارلمان تحياته.

وصل وفد هارون الرشيد إلى ميناء بيزا في إيطاليا، ثم توجه إلى إكسلاشابل، حيث كان مقر شارلمان. 

ولما وصل الوفد إلى بلاط شارلمان قدموا له تحية الرشيد، وأبلغوه ما قال لهم الرشيد من أنه يضع مودته فوق مودة جميع الملوك[1].  والملوك في ذلك العهد كانوا محدودي العدد ؛  ففي أوربا الغربية كان هناك ثلاث ممالك ؛ إمبراطورية شارلمان ومملكة لومبارديا وإمارة قرطبة.  وفي شرق أوربا كان هناك الدولة البيزنطية، وفي شرق المتوسط وجنوبه كانت هناك الدولة العباسية.  وكان هناك عدد من الكيانات المسيحية التي كانت، عموماً، خارج الصراعات الدائرة، مثل مملكة النوبة ومملكة الحبشة في وادي النيل وأرمينيا، وهذه جميعاً لم تكن ببال الرشيد وإنما كان يقصد حاكمي بيزنطة وقرطبة.

ويذكر أنه في العام 733 م قام بالحج مجموعة من الحجاج إلى القدس، وقد تجولوا آمنين في فلسطين والشام، وزاروا قصر الخليفة في دمشق[2]

.  وقد كان يشاع في أوربا أن سفر الأوربيين إلى الديار المقدسة ليس آمناً [1]،  مما لا يعني أن حجاج سنة 733 م كانوا حالة فريدة. 

ويذكر أن المأمون، كذلك، أرسل وفداً إلى شارلمان يحمل هدية تحوي عطور وأقمشة.

بغداد وبيزنطة

إتسمت العلاقة بين بغداد وبيزنطة بإرسال الجيوش التي كانت، في غالبها، تهدف إلى الإنتقام والردع والغنائم وفرض الإتاوة على الطرف الآخر، أكثر مما تهدف إلى الفتح.  كما إتسمت الأوضاع الداخلية لكلٍ منهما بعدم الإستقرار، إما بسبب ثورات وصراع سلطة أو حرب مع قوى أُخرى، حيث كان طرف يبادر إلى مهاجمة الطرف الثاني عند إنشغاله، ثم يقوم هذا برد الهجوم عند فراغه من مشاغله الأخرى.  وكانت معاهدات تُعقد بمبادرة من الطرف الأكثر إحتياجاً لجبهة هادئة تمكنه من التعامل مع قضية أُخرى.  وفي هذه الفترة كانت إيرين قد هادنت هارون الرشيد وإلتزمت بدفع إتاوة سنوية، فلما إنقلب عليها ميخائيل، أرسل إلى هارون الرشيد يطالبه بالمبالغ التي دفعتها له إيرين.  فكان رد هارون قوياً، وأرسل جيشاً مما إضطر ميخائيل للقبول بدفع الإتاوة.

  

بغداد وقرطبة

لم تكن تربط بغداد وقرطبة أي علاقة، فكان التجاهل سيد الموقف.  كما لم يظهر كلٌ من الطرفين أي عمل عدائي للآخر.  ولم تكن بينهم أي نوع من الراسلات، ولم يُعرف عن مبادرة تقارب قام بها طرفٌ ثالث.  ولكن العلاقات التجارية كانت موجودة.  كما كان الأندلسيون يحجون إلى مكة دون عائق.  ولكن لم يُسمع عن أيٍ من أُمراء أو خُلفاء بني أُمية ذهب إلى الحج من قرطبة.

قرطبة وإكسلاشابل

لقد كانت دولة الفرنجة في حالة حرب مع الأندلس.  وفي عهد شارلمان قام بنفسه بقيادة حملة وُصفت بأنها فاشلة، ولكنها كان لها آثار سلبية على المسلمين في الأندلس، إذ أثبتت للإسبان أن الدعم الأوربي ممكن، مما سهل قيام دول إسبانية غرب البرانس.  كما قاد لويس التقي، إبن شارلمان،  حملة إستولت على برشلونة وأصبحت كونتية فرنجية.  فكانت الحروب والمناوشات السمة السائدة للعلاقة، وإن تخللها هدنات وتبادل السفارات.

في عصر الأقطاب الكبار هؤلاء كان هناك لاعبين آخرين لا يقلوا أهمية، فقد كان البابا، الذي كان دوره السياسي في تعاظم مستمر، كما كان في أوربا كيانات سياسية أخرى مثل الدوقيات والكونتيات المنتشره في جميع أرجاء أوربا.  وفي الدولة العباسية كانت هناك ولايات أصبحت تُحكم من قبل سلالات تتوارث حكمها.

العلاقات التجارية

لقد نشأت خطوط التجارة بين قارات العالم منذ زمنٍ بعيد.  فمنذ زمنٍ الفينيقيين والآراميين غطت خطوط التجارة ما بين الصين والهند والمغرب الأقصى وإبيريا، بحراً وبراً.  ومنذ القدم كان العرب ضمن المنظومة التجارية العالمية، التي كان بعض خطوطها يمر بجزيرتهم أو بالقرب من سواحلهم.  كما كانوا يشكلون بعض حلقاتها.  وبعد قيام الدولة الإسلامية، إستمرت التجارة العالمية، وإن إختلف اللاعبون، وإختلفت طرق التجارة ووسائلها.  فقد ظهر خط تجاري يربط الصين بأوربا يمر شمال البحر الأسود.  وإستمرت خطوط التجارة البرية تمتد بشكل متواصل أو متقطع من سمرقند ألى طنجة ضمن الدولة. كما إستمرت التجارة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية، وكذلك مع أوربا الغربية.  فلم تكن قوافل التجارة تتوقف إلا في زمن الإقتتال، فقد كان الإستمرار مصلحة مشتركة.  وكان في بعض الأوقات يتسلم هذا الدور فئة غير منحازة مثل اليهود، الذين وصفهم أحد المؤرخين المعاصرين على أن الواحد منهم كان يتقن عدة لغات.  فلم يستطع الرومان الإستغناء عن ورق البردى المصري، فإستمر التجار بإيصاله إلى بيزنطة مقابل الدنانير الذهبية التي كان العرب لا يزالون يستخدمونها.  وقد كانت السلع التي لا تستغني عنها أوربا الغربية، مثل التوابل وورق البردى والحرير، تصل إليها عن طريق بيزنطة.

إن الحرب وحالة العداء لا توقف التجارة، فطالما هناك طلب على السلعة وقدرة على سداد أثمانها فسيجد التجار طريقهم إلى الزبون المحتمل، ويسلمون البضاعة ويقبضون ثمنها.  إن العدو الأكبر للتجارة هو الإقطاع، الذي يقلل الإعتماد على النقود ويعتمد أسلوب المقايضة، ويضعف المدينة لصالح الريف، والمدينة هي محطة تجارية.  فإنتشار الإقطاع في أوربا جعل التجارة معها تقتصر على السلع التي لا تنتجها اوربا ولا تستطيع الإستغناء عنها، مثل التوابل لحفظ الأغذية والبخور للكنائس، وغير ذلك. 

لقد كانت المدن العربية في نفس الفترة مزدهرة ومكتظة بالسكان (وكذلك كانت الهند والصين) وتعج بالأسواق والخانات والتجار من شتى الأصقاع.  لقد كانت المدن العربية ثرية ويقطنها طبقة لها متطلبات إستهلاكية مكلفة.  فكانت تجذب سلعاً يستغرب المرء في زماننا كيف كانت تصل.  فمثلاً جلد السمور والقندس، الذي لا تكاد تخلو من ذكره حكاية من ذلك العهد، فقد كان يحمل، لإستخدام الطبقة المترفة في بغداد ودمشق وبيزنطة، من المنطقة القطبية.  محملاً على الزلاجات وفي القوارب النهرية وعلى قوافل الحمير.  حيث تكون سلسلة التوريد قد تشكلت من الفايكنج والروس والبلغار والخزر والأرمن والعرب.  أما الخزف الصيني فقد يسلك طريقاً بحرياً بحيث تحمل في أحد موانئ الصين وتنزل في أحد موانئ المنطقة العربية، الذي قد يكون البصرة، لقربها من العاصمة بغداد.  لقد كانت هذه الخطوط تقليدية.

كما كان هناك خطوط بحرية تربط شمال المتوسط بجنوبه.  ففي زمن دولة الفرنجة كانت الموانئ الغالية المتوسطية ترتبط برحلات منتظمة مع موانئ مصرية مثل الإسكندرية والفرما.  وعلى الأغلب أن رسل هارون الرشيد إلى شارلمان سلكوا طريقاً برياً إلى الفرما حيث ركبوا سفينة ومعهم الفيل الهندي بين الهدايا، حيث رست بهم الفينة في ميناء بيزا.

وكانت الأندلس مركزاً تجارياً هاماً، فقد كانت قادرة على تصدير العديد من السلع مثل زيت الزيتون والفواكه المحفوظة وحجر الشبة، الذي كان يستخدم في الدباغة، كما كانت تقوم بإعادة تصدير سلع أخرى عديدة، مثل التوابل.

كانت التجارة داخل العالم الإسلامي منظمة وآمنة.  فقد كان هناك محطات للراحة وخانات للمبيت، وبينما كانت شعوب أخرى تستخدم الحمير والبغال، كان التجار المسلمون يستخدمون الجمال، وهي وسيلة نقل فعالة وناجعة.  وفي المدن كان هناك تنظيمات للتجار، وأسواق مختصة ومخازن ومحاكم تبت في النزاعات.  كما تطورت تدريجياً شبكات علاقات تغطي مدن العالم الإسلامي كله، قائمة على الثقة، التي قلما وُضعت موضع شك.  كما ظهرت في عصور لاحقة شركات ووكالات سهلت الأعمال التجارية وقوتها.

وفي سنة 973 رافق إبراهيم الطرطوشي إحدى السفن التجارية الأندلسية المبحرة شمالاً بموازاة الساحل الغربي لأوربا، حيث إعتادت أن تتوقف للتحميل والتفريغ في عدة موانئ أوربية.  لقد كان الطرطوشي دبلوماسياً وعالماً وكاتباً، فقد كان مرسلاً من قبل الحكم الثاني أمير الأندلس الأموي إلى أوتو إمبراطور الفرنجة الشرقيين، التي كانت مُركّزة فيما أصبح ألمانيا.  وقد قابل الطرطوشي الإمبراطور وقدم له هدايا الحكم الثاني، وقد كان الوفد الأندلسي رداً على وفد فرنجي شرقي بعثه أوتو للطلب من أمير الأندلس أن يسعى لتخفيف الضغط العسكري الإسلامي على منطقة بروفانس، الواقعة جنوب شرق فرنسا اليوم، فيما يعرف بالريفيرا. 

وفي طريق العودة مر على عدة مدن من بينها مدينة مينز الواقعة على نهر الراين، وفي هذه المدينة وضع أحد أبناء المدينة قطعة نقود عليها كتابة عربية وتعود الى 160 سنة الى الوراء ومسكوكة في سمرقند.  في ذلك الزمن كان المسافر الى اصقاع بعيدة يستغرب أن يكون سبقه أحد أو شيء إليها.  وهذا الموقف واجهه إبن بطوطة في القسطنطينية عندما قابل شخص يهودي قادم من الأندلس براً في القرن الرابع عشر، وكما قابل تاجر عربي بحار برتغالي في القرن السادس عشر في أحد موانئ غربي الهند. 

لقد نشطت تجارة الرقيق في هذه الفترة في جميع الإتجاهات.  وقد إقتنى الأوربيون، كما إقتنى المسلمون العبيد والجواري.  وقد إحتفظ كل من شارلمان وهارون الرشيد بعددٍ من الجواري، وبينما يوجد إحصائية لعدد جواري شارلمان، لم أطلع على عدد جواري هارون الرشيد، ولكنه أصبح مثلاً لمن يُحاط بعددِ كبير من النساء.

 

ضعف الدولة العباسية

بعد مقتل المتوكلدخلتالخلافة العباسيةفي مرحلةٍ من الضعف تجلت في سيطرة رجال البلاط والوزراء وقواد الجيش. الذين أحسوا بنفسهم القدرة على إمكانية تغيير الخلفاء لما يناسب أهوائهم.  وهذا لم يكن يشبه وضع الدولة الميروفنجية، التي إنتهت بنفس الوقت الذي ظهرت فيه الدولة العباسية.  ففي الدولة الميروفنجية كان الملوك ضعافاً، إلى درجة لم تكن تعلق أسمائهم بالذاكرة، ولكن كان هناك رؤساء بلاط أقوياء.  كما كان هناك نظام إقطاعي له مجالس تعمل على مستويات مختلفة، فلو كان هناك ملك ضعيف ورئيس بلاط ضعيف لبادر كبار الإقطاعيين (الدوقات) إلى إنتخاب أحدهم رئيساً للبلاط، أو حتى ملكاً.  لم يكن النظام الإقطاعي، في أوربا، على علاته، ليدع فراغاً سياسياً ليهيمن على الأوضاع. 

أما في الحالة العباسية فلم يكن هناك حاكم قوي في بغداد في هذه الفترة إلى أن جاء البويهيون وهيمنوا على الحياة السياسية في بغداد، فأصبح هناك خليفة ضعيف ووزير قوي،  ثم ضعف البويهيون، فإنكمشت حدود الدولة إلى أسوار عاصمتها. 


 


 



[1] شمس العرب تسطع على الغرب.

 



[1] تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وايطاليا وجزائر البحر المتوسط، الأمير شكيب أرسلان.  نقلاً عن رينو عن الدون بوكيه عن رواية إجينار.

[2]تاريخ غزوات العرب..، نقلاً عن رينو.

 

 



[1] شمس العرب تسطع على الغرب.


 



[1] العلوم عند العرب.


 

 



[1] The Byzantine Empire, Oman.


 



[1] تاريخ الخلفاء.

 



[1] تاريخ الخلفاء.

 


[1]الموسوعة الكاثوليكية.

[2]The Byzantinte Empire.

 


[1]إبن خلبدون.

[2]ابن خلدون.

[3] The Byzantine Empire , C. Oman.




[1] إبن خلدون.

 


[1] When Baghdad Ruled the Moslem World.


 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter