بسم الله الرحمن الرحيم
مهارات للقيادة وللحياة
مهارة المرونة الرجوعية
المرونة الرجوعية -
resilience
- هي القدرة على التعافي بسرعة من حالة
التوتر الناجمة عن أزمة أو حالة مكدرة.
كما أنها القدرة أن يكون المرء ناجحاً على الصعيدين الشخصي والمهني في وسط
بيئة مضغوطة سريعة الإيقاع وكثيرة التغير.
وهي تختلف عن المرونة -
flexibility
- وإن تقاطعت معها ببعض الخصائص،
ولذلك لا بأس من تسميتها رجوعية، كما سنرى.
الدلالة الفعلية للمرونة
الرجوعية – البعد
الفيزيائي –
يمكن تفهم الدلالة الفعلية للمرونة أو الرجوعية من خلال العودة إلى أساسيات
العلوم المختصة في خصائص المواد وتحديداً ما يسمى بـ " قوة المواد " أو
"
strength of
materials
" حيث تقسم المواد من وجهة نظر
فيزيائية إلى قسمين:
الأول: مطاط أو -
elastic
- وهي المواد التي تستعيد شكلها الطبيعي
بعض تعرضها لقوى خارجية.
الثاني: لدن أو -
plastic
- وهي المواد التي تحتفظ بالشكل
الجديد الذي نجم عن تعرضها لقوة خارجية.
إن الأشخاص الذين يتحلون بخاصية المرونة الرجوعية ويمتلكون من المهارة المرتبطة
بها إنما هم أشبه بالصنف الأول من المواد، الذي يستعيد شكله الطبيعي بسرعة مهما
تعرض له من طرق وشد وضغط وحك إلخ..
هؤلاء الأشخاص قادوا أمم ومؤسسات في أوقات صعبة وأبدعوا. في موروثنا الشعبي، ردد هؤلاء القادة مقولة
" يا جبل ما يهزك ريح " بينما كانت مقراتهم تقصف أو تشن عليهم حملات
صحفية شعواء أو يعيشون حالة حصار أو تتعرض مؤسساتهم التجارية لمنافسة شديدة.
عرف العالم قادة كبار
أظهروا قدر كبير من القوة المتمثلة بما
سميناه المرونة الرجوعية، من بينهم تشرشل الذي أُنتخب لرئاسة وزراء بريطانيا وهي
تخوض حرب ضروس ضد ألمانيا وحلفاءها تدافع فيه عن مستعمراتها التي تحولت إلى أعباء،
كما تدافع عن حلفاء ضعاف، ولم تكن الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي قد دخلتا
الحرب بعد، بينما كانت فرنسا قد وقعت تحت السيطرة الألمانية. لقد أظهر تشرشل صلابة غير عادية، وعندما تسلم
القيادة قال للشعب البريطاني ليس لدي ما أقدمه لكم غير الدماء والدموع. وقد كان لقيادته دور كبير في النصر، وقد تجلى
ذلك عندما كانت بريطانيا تتعرض للقصف الجوي يومياً من قبل ألمانيا، التي كانت تحتل
معظم القارة الأوربية، والتي كانت تحاول عقد صلح مع بريطانيا، ولكن تشرشل لم يوافق
على هذه المحاولات، وإستمر في حشد القوى والقتال حتى تمت هزيمة ألمانيا وحلفاءها.
أما ستالين فقد تأثر بصدمة الهجوم الألماني المباغت على الإتحاد السوفييتي،
حيث تذكر بعض الروايات أنه أغلق على نفسه الغرفة لعدة أيام، ثم خرج تحت إلحاح
مساعديه، ليستعيد قوته وصلابته ويقود بلاده حتى تم إخراج الجيوش الألمانية من
بلاده ودخول الجيش الأحمر إلى الأراضي الألمانية حتى تم النصر النهائي على
ألمانيا. لقد قاد ستالين بلاده في ظروف
صعبة شحت فيها الموارد، وإصطف جزءٌ كبير من شعبه مع الألمان، ومع ذلك إستمر في
الحرب حتى تحقق النصر.
كثيراً ما تكون الأزمات التي يمر بها قادة المؤسسات – مدراؤها العامون أو
رؤساء مجالس إداراتها – تتشابه مع الأزمات التي تعصف بالأمم، ولكن، غالباً ما لا
تكون بحجمها، إلا أن آليات التعامل وردود الفعل تتشابه إلى حدٍ ما. فالمدراء تعصف بشركاتهم أزمات يمكن أن تضع
نهاية للشركة ككيان إقتصادي، وهنا يظهر معدن الإدارة والقيادة، كما يظهر معدن جسم
المؤسسة الوظيفي. فقد يتسمون بالمرونة
ويحافظون على توازنهم مثل المادة المطاطة فالشخص المرن، الشخص الرجوعي، يستعيد
توازنه وما كان عليه من صفاء ذهن وهيئة بعد أن يتلقى ما يمكن أن يعد صدمة بالنسبة
إليه. فما هي الصدمة؟.
الصدمة
الصدمة هي حدث أو معلومات عن حدث غير متوقع. عندما نتحدث عن الصدمة التي قد
تجعل الأداء يتراجع والتفكير يتشوش فإنا لا نشير بالضرورة إلى تراجعات كبيرة أو
أزمات مستعصية، ولكن هناك مواقف قد تبدو عادية للبعض وتبدو صادمة للبعض الآخر، مما
قد ينجم عنه إرتباك وتوتر.
هناك عنصرين هامين يؤثران على مدى وقع الصدمة، وهما:
الأول: مقدار المفاجئة.
الثاني: حجم الضرر.
وهناك عنصر ثالث لا ينبغي تجاوزه ويتعلق بأسلوب تلقي المعلومات
أو إيصالها.
مقدار المفاجئة: أي البعد الكمي للمفاجئة وهو الفارق بين الواقع والتوقع،
فكلما كانت الفجوة عريضة بين النتائج المتحصلة فعلياً وبين النتائج المتوقعة
مسبقاً يكون وقع الصدمة أكبر. ولذلك فإن
قدرة الفرد على التوقع تقربه من الواقع وتصغر الفجوة وتقلل حجم المفاجئة، مما يجعل
الصدمة أقل وقعاً وخطراً.
هناك مقولة تتردد على الدوام بهكذا سياق وهي أن المدير الناجح لا يتفاجأ.
حجم الضرر: لحجم الضرر الناجم عن
أزمة أو مشكلة أو خبر مكدر دور مهم في الأثر الذي تتركه الصدمة على الشخص وعلى
قدرته على إستيعابها والتعامل معها. وهنا
ينبغي أن يتمتع المتلقي بمهارة تفهم الضرر الحقيقي لما حدث والآثار المترتبة على
ذلك.
يعتقد بعض الباحثين أن أي عملية نقل معلومات – تواصل – تتضمن قدر معين من
الضجيج المصاحب لها، هذا الضجيج
noise
عبارة عن مبالغات وتفاصيل عديمة
القيمة ومعلومات ظنية، ينبغي على المتلقي الواعي أن يتقن مهارة التمييز بين
المعلومات المفيدة والضجيج، بين الغث والسمين، من أجل تفهم الوضع بحجمه
الفعلي.
أسلوب تبليغ الأخبار السيئة: هناك
بعد ثقافي لهذه التفصيلة. فهناك أشخاص
يميلون إلى درمتة طروحاتهم ( تحويلها إلى دراما )، وهناك آخرون يبالغون في
التفاصيل، ونوع ثالث يستمتع بشيء من السادية بإيصال الخبر السيء، وهناك طبعاً
أصحاب الأجندات الخاصة. ينبغي التنبه إلى
هذا البعد
والحرص على تفهم الخبر بحجمه الصحيح وسيقه المنطقي. كما ينبغي إدراجه ضمن البرامج التدريبية
والتوعوية في المؤسسة.
أسباب وقوع الصدمة
تحدث الصدمات بمقاديرها المختلفة بسبب تلقي معلومات تتضمن أخبار سيئة، مثل:
1.
نتائج متدنية
2.
تراجع في جودة الأداء
3.
شكاوى الزبائن
4.
خلافات شخصية
5.
نزاعات عمالية
6.
تدني التدفق النقدي
7.
شح الموارد
8.
تغير القوانين
9.
إرتفاع أسعار المواد الأولية والطاقة
10.
إهتزاز الإستقرار
– البعد الأمني
إذا كانت المرونة الرجوعية هي اللاحدث، فما هو الحدث وما يسببه؟..إذا كانت
المرونة الرجوعية هي عدم التأثر بصدمة أو
نتائج سيئة، فكيف يكون التأثر؟.
تتراوح نتيجة الصدمة ورد الفعل عليها من حالة إمتعاض بسيطة إلى شلل جزئي أو
حتى كلي يظهر على الجهازين العصبي والعضلي لجسم الإنسان. وقد يظهر على شكل تشويش في التفكير وضعف القدرة
على تفهم ما يجري وبالتالي تراجع في القدرة على صنع القرار
والتصرف.
" ماذا أفعل ؟. " قد يتساءل البعض صراحة والبعض الآخر قد يرتسم
السؤال على وجوههم دون أن يتفوهوا به.
يتسائلون ماذا يفعلون في الوقت الذي يكون فيه الشخص المرن قد إستوعب الموقف
وإتخذ قراره ووضعه موضع التنفيذ. وهذا ما
يجعل هذه المهارة هامة للقادة، بل ضرورية جداً في كثير من الحالات. وهذا ما يحدد الفرق بين من يتمتعون بهذه
المهارة وبين من لا يمتلك ناصيتها. وكيف
يتميز القادة، وكيف تفرز المواقف الصعبة قادة عظام.
لنتخيل هذه المقارنة بين النموذجين المبينين أعلاه تحدث في مجال المنافسة
على سوق معين، فكيف سيتصرف المتنافسون، أو بين ساسة يخوضون معتركاً سياسياً أو بين
قائدين عسكريين يقودان جيشين متحاربين.
أعراض الصدمة:
ينجم عن الصدمة أعراض مثل:
1.
تباطؤ في
رد الفعل
.
2.
بطء في التفكير
.
3.
صعوبة
تحديد الأولويات.
4.
صعوبة
تنفيذ المهام الروتينية.
5.
الانشغال
بقضايا ثانوية ومهام عادية
6.
التردد
7.
عدم
القدرة على التركيز
8.
فقدان
المبادرة
9.
الشعور
بالارهاق
كما قد يصحب ذلك إحساس بالخدر وبعدم التصديق ( الانكار ) وربما يحدث
إغماء وتبعات كثيرة تظهر لاحقاً.
وهذه جميعاً تظهر بدرجات متفاوتة معتمدة بذلك على طبيعة الصدمة
وظروفها وعلى قدرة الفرد على تلقيها وإحتمالها.
|
|
مظاهر المرونة ( الرجوعية ):
تتجلى هذه المهارة على شكل ممارسات وقدرات وعلى شكل رسائل تصدر عن حركات
وإيماءات ونبرات الشخص.
الأفراد:
1.
الحفاظ على الهدوء.
2.
الحفاظ على صفاء الذهن واستيعاب الوضع بحجمه الصحيح.
3.
إظهار الثقة بالنفس.
4.
القوة الجسمانية والصحة الجسمانية
5.
إظهار التوازن العاطفي.
6.
الحفاظ على القدرة على التحليل.
7.
عدم الانكسار من الداخل.
8.
عدم تغير تعابير ولون الوجه.
9.
الحفاظ على لغة جسد طبيعية يظهر عليها التماسك والتفاؤل.
10.
القدرة على إتخاذ
قرارات ووضع حلول.
11.
الحرص على عدم الانزواء
والاكثار من الظهور.
المؤسسات:
المؤسسة المرنة تواجه الأزمات وكأن شيئاً لم يحدث، تتلقى الضربات وتستمر
بالمحاولات من أجل عكس النتائج وتحقيق أهدافها بالعمل المنظم. المرونة الرجوعية ليست حالة إنكار لما يحدث،
إنها ليست رد فعل بليد، بل هي مزيج من القوة الواعية وقدرات على التصرف نابعة من
خبرات متراكمة وثقافة عميقة.
وتظهر المرونة على شكل ممارسات وسياسات، مثل:
1.
حفاظ قادة المؤسسة على هدوئهم
بحيث ينعكس على حالة من الثبات والإتساق والبعد
عن العصبية والتصرفات النزقة.
2.
عدم تغير الأساليب والتكتيكات بشكل جذري، بحيث يتم
الإحتفاظ بنفس السياسات، ما لم توضع خطة طوارئ خاصة.
3.
الإحتفاظ بالموارد البشرية، فلا يحدث نزف في الكفاءات.
4.
الحفاظ على دوائر صنع القرار، بعدم إقصاء بعض أركانها،
مع إمكانية تطوير آليات صنع القرار لتصبح أكثر فعالية وتتناسب مع الوضع الطارئ.
5.
تحافظ على توزيع الأدوار
6.
تبقي على إحترام أولويات
الموظفين
7.
تظهر ترابط الألويات الشخصية والألويات العامة ( العمل )
والمؤسسة المرنة إصلاً تمتلك بناءاً تنظيمياً قوياً وثقافة مؤسسية مستنيرة
قائمة على قيم المشاركة وتنمية الموارد البشرية ورضى العاملين. المؤسسة المرنة تفتخر بدرجة عاية من إنتماء
موظفيها لها، وبالجو الأسري السائد في أوساط العاملين.
لماذا نحتاج المرونة الرجوعية
المرونة الرجوعية ضرورية لعالم تتزايد فيه المتغيرات يوماً بعد يوم. يزداد فيه التنافس والتناحر، تتناقص فيه
الموارد في وقت يزيد عليها الطلب. وهذا مما غير قواعد اللعب بحيث تصبح سرعة الأداء
من الشروط الأساسية للبقاء مع كثرة التحديث والإبتكار وتقارب المسافات، الأمر الذي
كثيراً ما يتسبب باختلال سلم الأولويات ويربك الخطط. هذه أوضاع تسبب توترات ونقاشات حادة ومفاجئات
غير سارة تحتاج إلى أشخاص ومؤسسات تتمتع بمرونة كافية للمضي في العمل كما يجب.
المرونة الرجوعية تجعل من الأزمات فرصة للتعلم والإرتقاء، كما تحد من
إحتمال الإنهيار الكامل الذي يتسبب به الإرتباك الناجم عن الخسارة أو التراجع أكثر
مما تسببه الخسارة أو التراجع أو حتى الهزيمة.
مرونة الأشخاص
يتصف الأشخاص المرنون بأنهم أقوياء، فالمرونة الرجوعية ضرباً من ضروب
القوة، قال العرب قديماً: " لا تكن
ليناً فتعصر ولا تكن صلباً فتكسر "، فالمرونة نقيض للصلابة الصماء التي لا
تستوعب الصدمات فتؤثر بها – كسراً أو حفراً أو تدميراً.
قوة الإنسان المرن لا يعبر عنها بالصلابة وإنما بالقدرة على إستيعاب الصدمة
وإستعادة عناصر القوة التي قد تكون تراجعت بسبب هذه الصدمة.
وهذه الصدمة قد تكون جسمانية فعلية وقد تكون معنوية ووجدانية، وفي كلتا
الحالتين ينبغي أن لا تؤثر على قدرة الشخص على رد الفعل؛ الذي يحتاج إلى:
1)
صنع قرار
2)
حشد عناصر القوة لتنفيذ القرار
3)
توقيت رد الفعل
وقد يكون القرار أن لا يكون هناك رد فعل أصلاً. في جميع الحالات ينبغي إتخاذ القرار بذهن
صافي. الذهن الصافي لا يبقى صافياً تحت
وقع الصدمة أو الأزمة، مهما كان حجمها.
ولكن الصفاء يعود. ما يميز الأشخاص
المرنون عن غيرهم هو سرعة عودة صفاء الذهن.
لا يمكن القول أن الشخص المرن عديم الإحساس، فهو يعي حجم الصدمة وحجم
الخسارة وآثارها وما قد ينجم عنها من نتائج، ولكنه لا يسمح لنفسه أن يضعف تحت
وقعها، بل يتماسك ويمضي لوضع خطة لمخرج من الأزمة.
هناك نوع من الناس يتصرف تصرفاً بطولياً في وقت الأزمات وفي الحروب، وهو في
الحقيقة ليس شجاعاً، إنما هو إنسان غبي لأنه لا يعي حجم وشكل الخطر الذي يتعرض
له. وهذا ما يجعل هناك علاقة بين الغباء
والشجاعة، كثيراً ما تؤدي إلى الخلط بينهما.
والأمر نفسه ينطبق على المرونة، فالشخص الذي يُظهر قوة عند الأزمات لأنه لم
يعي خطرها ليس شخصاً مرناً، وما يظهر عليه ليس قوة.
في إحدى المعارك التي خاضها صلاح الدين الأيوبي من أجل توحيد الأمة، إحتشد
ضده عدد من الأمراء مع جيوشهم، فقام صلاح الدين بمناورة واسعة نجم عنها إنسحاب
جميع الأمراء ما عدا واحد بقي مع جيشه في ميدان المعركة، فقال صلاح الدين لقادته
" هذا الأمير إما أن يكون أشجعهم أو أغباهم .. إهجموا عليه دفعة واحدة ..
".
مرونة المؤسسات
مرونة المؤسسات ضرورة لا تقل عن مرونة الأفراد، فالمؤسسات هي التي تمارس
العمل وتحقق نتائج.
وتكمن أهمية المرونة الرجوعية الكمهارة جماعية وخاصية سلوكية جماعية بأنها
تكسب المؤسسة سلاحاً يزيد من فرص النجاح على المدى البعيد ويعزز من فرص البقاء.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو قدرة الفرد على التعامل مع
الآخرين، ويتضمن إدارة الذات وفهم المشاعر الذاتية وضبط المشاعر والتجاوب مع الوضع
اليومي.
الذكاء العاطفي لا يعني الضعف من قبل من
يمارسه ولكنه يعني التعامل بذكاء. وهو
يشبه صفة الحلم التي كان يفتخر بها العرب بقادتهم.
الذكاء العاطفي يساعد على التعامل مع الناس
في مكان العمل وفي الحياة العامة والخاصة. والسعي لتطوير الذكاء العاطفي يعني
الإقرار بوجود عواطف ومشاعر في مكان العمل تتطلب العمل على ضبطها والسيطرة عليها. وهنا من المناسب أن يذكر أن الذين يفشلون بسبب
مشاكل مرتبطة بالمشاعر، أكثر من الذين يفشلون بسبب تدني المهارات.
ثمانية نصائح لتحسين الذكاء العاطفي:
1.
خذ نفس.
2.
لا تنسى أن تأكل.
3.
تعلم أن تسترخي.
4.
تعرف على نفسك وعلى الآخرين.
5.
تأمل مشاعرك.
6.
أعد توجيه عقلك.
7.
إسأل نفسك: هل ما أقوم به ذا قيمة.
8.
عش الواقع والحاضر.
هناك خمسة مهارات مرتبطة بالذكاء العاطفي، وهي:
1.
فهم الذات
2.
القدرة على ضبط الذات
3.
تفهم الدافعية، وكيف تعمل آلياتها.
4.
التشاعر، وهي القدرة على فهم إحتياجات الآخرين
وأحاسيسهم.
5.
المهارات الإجتماعية، من معاملات وأساليب تعامل.
لقد ثبت أن التحلي بالذكاء العاطفي يبين من يستطيع أن يقود ومن لا
يستطيع. كما أن الذكاء العاطفي خاصية
تساعد كثيراً على إكتساب مهارة المرونة الرجوعية والمهارات القيادية الأخرى.
إدارة التوتر
يشكل التوتر أحد معيقات المرونةالرجوعية، فيحد منها ويدخل الفرد في حالة
يفقد السيطرة معها ويكون أبعد ما يكون عن المرونة الرجوعية، لذلك ينبغي العمل على
إدارة التوتر، بالسيطرة عليه والحرص على أن لا يحدث تغيرات على نمط التفكير
والسلوك والوظائف الأخرى .
التوتر هو حالة ذهنية ونفسية لها إنعكاسات جسمانية وتؤثر على المخرجات –
الأداء والتوجهات وأسلوب ومضمون التواصل. لذلك ينبغي محاربته وعد سماح الشخص أن يصبح ضحية
سهلة للتوتر كلما سنحت مسبباته ودواعيه. النصائح التالية تساعد على الحد من التوتر
ومن آثاره:
1.
إحضر إلى العمل بعد حصولك على قسط كافي من النوم:
النوم يجعل الإنسان يستعيد طاقته وحيوته ويريح
الدماغ ويجعله أقل عرضة للتوتر.
2.
خفف من التدخين وتعاطي المنبهات:
التدخين والمنبهات تزيد من قابلية الإحساس
بالتوتر وتجعل الإنسان أكثر عرضة له.
3.
أشرك الآخرين بما يقلقك:
إشراك الآخرين، الزملاء والأصدقاء والأقارب، يزيد
من الإحساس بالأمان ويخفف من التوتر.
4.
تحدث مع زميل:
الحديث مع الآخرين يخفف من التوتر ويعطي
إحساس بالطمأنينة.
5.
البكاء:
البكاء، حيثما أمكن، يساعد على الإسترخاء. ليس من السهل أن يبكي الإنسان أمام الآخرين،
وخاصة أن البكاء في مجتمعنا يفهم على أنه ضعف، ولكن ذرف الدموع وسيلة إسترخاء
فعالة.
6.
إشرب مشروب ساخن:
إختار نكهة مناسبة مثل النعناع. هذا الشراب له أثر طيب على الجهاز الهضمي. ويساعد على الإسترخاء، وله آثار علاجية.
7.
خذ غفوة صغيرة:
حيثما أمكن تساعد الغفوة على إستعادة نشاط الجسم
والدماغ. فالنوم يضخ طاقة إلى الجسم.
8.
إشرب ماء:
الجسم يحتاج ماء، وخاصة الدماغ، فالماء يساعد
على تحسين أداء الدماغ ويحصنه ضد التوتر.
9.
تمشى قليلاً:
عند الإحساس بشيء من التوتر تمشى قليلاً نحو
خارج المبنى، حيثما أمكن. تمشى بقوة. إستنشق هواءاً نقياً وساعد نفسك على الإرتخاء.
10.
إمرح واضحك:
الضحك والفكاهة من أفضل وأسرع وسائل تخفيف
التوتر وأكثرها فعالية. المرح والفكاهة
يجعلان العقل يعمل بإتجاه مختلف، مما يبعد الفرد عن أسباب التوتر. كما أن الفكاهة تتسبب في ضخ إنزيمات مفيدة
للدماغ.
إدارة الغضب
حالة الغضب التي يمكن أن يصل إليها شخص تقف مانعاً قوياً يحد من قدرته على
ممارسة المرونة في أوقات تصبح المرونة الرجوعية فيها ضرورة. فعلى الرغم من أن الغضب ظاهرة طبيعية وصحية
يعيشها أكثر الناس، فإن تجاوزها لحد معين يجعلها مكلفة للشخص ولمن حوله. فقد يكون لها تأثير على العمل وعلى العلاقات
الشخصية وعلى نوعية الحياة التي يعيشها الرفد.
وقد يتراوح الغضب من حالة إنفعال بسيط قد تكون عابرة إلى حالة من الهياج
الشديد. وفي كل الأحوال يصاحب الغضب
تحولات فسيولوجية وبيولوجية تتسارع معها دقات القلب ويرتفع ضغط الدم، كما يزداد
إفراز الأدرينالين.
الطريقة الطبيعية والغريزية للتعبير عن الغضب تظهر بالرد الفعل
العدواني. الغضب هو رد طبيعي على
التهديدات، وهو يطلق مشاعر ومسلكيات قوية وأحياناً عدوانية، والتي تمكن الشخص من
القتال والدفاع عن نفسه عندما يهاجم. ولذلك فإن قدر معين من الغضب ضروري
للبقاء. ولكن هذا لا يعني بالضرورة إظهار
الغضب في كل مناسبة يحدث فيها تفاوت في وجهات النظر، أو يواجه فيها المرء ما لا
يروق له وما يمكن أن يعد تهديداً، فهذا نهج مضر بسمعة صاحب العلاقة، كما أنه يحد
من التوجه الساعي إلى تنمية مهارة المرونة الرجوعية.
لذلك ينبغي العمل على السيطرة على مظاهر الغضب بشتى أنواعه وممارسة مهارة المرونة
الرجوعية. الخطوات التالية تساعد على إدارة الغضب:
الخطوة الأولى: تقبل المسؤولية لمشكلتك (
وضعك )
situation
،
فأساليب إدارة الغضب الفعالة تبدأ بتحديد الموقف والتوجه
attitude
.
الخطوة الثانية: حدد
العاطفة الكامنة في صميم المشكلة موضوع البحث.
الخطوة الثالثة:
حدد سبب الغضب.
الخطوة الرابعة:
إحتفظ بسجل موثق حول حالات الغضب التي تمر بك.
الخطوة الخامسة:
إجري تقييم لكل حالة وحاول أن تستنبط بدائل.
الخطوة السادسة:
تعامل مع كل حالة غضب بقوة. إغضب على غضبك
.
الخطوة السابعة:
أطلب مساعدة شخص حكيم.
هذه الخطوات تعزى لبعض الباحثين، هناك خطوات ونصائح أخرى، جميعها تتطلب من
الإنسان أن يكون قوياً، وكما قال الرسول الكريم " ليست القوة بالصرعة "
ولكنها بالتغلب على الذات.
التعامل مع الخوف
الخوف عامل معطل ويعيق القدرة على التفكير السليم، ناهيك عن التحلي
بالمرونة الرجوعية، الإحساس بالخوف غالباً ما يكون مبالغاً فيه، بل قد يكون مبني
على أوهام. يجب محاربة الخوف والتخلص منه
ومن تبعاته، النصائح التالية تساعد على ذلك:
1.
أهرب من الخوف مؤقتاً: فلا يمكن إيجاد مخرج من الخوف تحت
تأثير الخوف، إبتعد قليلاً، قابل بعض الأصدقاء، شاهد مسرحية أو فيلم، هذا غالباً
ما يعيد الاتزان إلى تفكيرك وبالتالي قد يخلصك من الخوف.
2.
تعرف على الخوف:
إعمل على تفهم مصادر الخوف بعقلانية وبعيداً عن التشويش الذي يسببه الخوف.
3.
عرض نفسك للخوف: إذهب إليه، تحداه، إذا كنت تخاف العتمة
فإذهب إلى أكثر البقاع ظلاماً وسترى أن إحساسك بالخوف مبالغاً فيه.
4.
رحب بالأسوأ: إسأل نفسك ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لك،
وإصرخ بأعلى صوتك – دعه يحدث – وتخيل أنه حدث.
قد تتخلص من الخوف، تذكر أن المعاناة من الخوف قد تكون أكبر من المعاناة
مما نخاف.
5.
فكر بواقعية: إسأل نفسك: هل ما أخاف وقوعه يمكن أن يحدث
واقعياً؟. ستجد أن إحتماله قليل، وبالتالي فإن الخوف لا أرضية له.
6.
لا تتعامل مع نفسك بمنظور مثالي: فالحياة مليئة
بالأخطاء، فلا ينبغي الخوف من الأخطاء والفشل، على سبيل المثال، فهي تحدث مع جميع
الناس.
7.
تحدث عن مخاوفك مع أصدقاءك: فالحديث سيثبت لك أنك تبالغ كثيراً، كما أنك
ستستمع إلى ما يجعل مخاوفك ضئيلة.
8.
إستجمع عناصر القوة التي لديك: تذكرها وعددها وإحشدها – بذهنك – لمواجهة
مخاوفك التي تعتقد بوجودها.
9.
كن مؤمناً وتوكل على الله: فهذا كفيل بالتخفيف عن وقع
المخاوف عليك.
فيما مضى قال أحد قادة الحرب العالمية
الثانية قبل وقوعها: إن أكثر ما ينبغي أن نخاف هو الخوف نفسه.
الخوف إحساس طبيعي، لا بأس من معايشته، ولكن
لا يجوز أن نسمح له بكرسحة جهودنا ونشاطنا وإندفاعنا.
كيف يمكن تنمية المرونة الرجوعية في الأشخاص
مهارة وخاصية المرونة الرجوعية حالة تليق بالقادة الذين يتحملون
المسؤولية، مسؤولية المؤسسات والدول والمنظمات، ولا يمكن التعامل معها بمعزل عن
المهارات والخواص الأخرى الأساسية لبناء القيادات وتنمية المهارات القيادية. ولذلك ينبغي العمل على تنميتها ضمن باقة من
المهارات والخواص المترابطة التي يؤثر بعضها ببعض.
مهارة المرونة الرجوعية ليست مهارة تولد مع الإنسان، فهي ليست حكراً على
أحد، كما أنها يمكن تنميتها بالتدريب. أو
بمعنى أكثر دقة يمكن التدرب على الأفكار والمعتقدات والتوجهات والمسلكيات التي
تُبنى عليها المرونة الرجوعية في العادة.
§
الأفكار
o
يا جبل ما يهزك
ريح
o
النصر صبر ساعة
o
إذا خسرت فتمالك
نفسك لتقلل الخسارة بينما تعمل على تحويلها لنجاح
§
المعتقدات
o
الثقة بالنفس
o
الثقة بالزملاء /
الحلفاء
o
الوعي بأن
التراجعات تقع.
o
إحترام الذات
o
هناك عناصر ضعف
لدى الطرف الآخر تعمل لصالحي
o
هناك عناصر قوة
متحالفة معي بطبيعتها لم تتدخل بعد
§
التوجهات
o
موقف سلبي من
الخسارة والفشل
§
الممارسات
o
الإطلاع
o
المتابعة
o
المشاركة
§
المسلكيات
o
القدرة على إخفاء
مشاعر الضعف
o
إدارة الغضب
o
التعامل الإيجابي
مع الخوف
في المؤسسات
المرونة الرجوعية في المؤسسات مهارة لا تقل أهميتها عن مرونة الأفراد، فهي
تمكنها من تجاوز الأزمات الداخلية والخارجية وتمكنها من التعامل مع قضايا التنافس
وتجاذبات السوق. بعض أنواع المؤسسات تشكل
المرونة الرجوعية بالنسبة لها ضرورة بقاء.
الجيوش التي تنتصر في المعارك والحروب، غالباً ما تتمتع بهذه الصفة، فقد
تتلقى ضربات قاسمة ولكنها تتحملها وتحافظ على تماسكها، وتستمر في العمل على تحقيق
هدفها العام وهو الفوز في المعركة دون أن تتأثر بالضربات والخسائر. هذا ينطبق على المؤسسات العسكرية كما ينطبق على
المؤسسات التجارية والصناعية وينطبق كذلك على الفرق الرياضية. وعلى الرغم من أنني لست من متابعي مباريات كرة
القدم، فإن بعضها يشدني كثيراً، حيث يستمر الفريق باللعب بنفس التكتيك والهدوء
والإيقاع رغم تلقيه عدة ضربات مميته تبعده عن فرص الفوز كثيراً، ويحدث أن يُنهك
الفريق الآخر أو يتراخى لآطمئنانه على الفوز، بينما الفريق المهزوم مستمر في اللعب
بنفس النهج، فيتمكن من قلب النتائج وتحويل الخسارة إلى فوز.
لقد تكرر ذلك كثيراً، ففي كثير من المباريات تم كسبها بسبب إحتفاظ أحد
الناديين بتماسكه وهدوء لاعبيه على الرغم من خسارته في بداية المباراة حتى تمكن من
تحقيق التعادل والفوز.
وكذلك في ميادين القتال حيث حدث كثيراً أن كسب أحد الطرفين المعركة على
الرغم من قلة عدته وعديده بسبب هذه الخاصية.
أسوق هنا مثالاً من معركة غير مشهورة رغم أهميتها، وهي معركة ستيلو، التي
وقعت في العام 982م. عندما كان العرب
يحكمون جنوب إيطاليا، وقام الإمبراطور أوتو الثاني، إمبراطور الإمبراطورية
الرومانية المقدسة بقيادة جيشه الذي كان مصحوباً بتحالف أوربي واسع لإخراج العرب
من جنوب إيطاليا. وكان أمير صقلية وجنوب
إيطاليا من قبيلة كلب، القبيلة العربية،
فحشد جيشه لملاقاة الجيش الأوربي. وعندما إقترب
الجيش الأوربي أدرك قادة الجيش العربي أنه يفوقهم عدداً بكثير، فقد وضعت قارة
مواردها مقابل موارد دولة صغيرة. فقرروا
الانسحاب. ولكنهم سرعان ما أدركوا أن
الفجوة بين الجيشين تضيق شيئاً فشيئاً، حيث كان الجيش الأوربي أسرع. فقرروا التوقف والمواجهة، حيث قال أحدهم منذ
متى ننتصر بالعدد. وفعلاً توقفوا والتحم
الجيشان. قتل القائد العربي أثناء
المعركة، ولكن قادة الجيش لم يهتزوا واستمروا بالقتال حتى تحقق النصر قبل أن تغيب
شمس ذلك اليوم. تمكن أوتو الثاني من
الإفلات بصعوبة، ولكنه مات غماً قبل أن يصل إلى بلاده، فقد تمزق جيشه. لقد أظهرت قيادة الجيش قوة وصلابة ومرونة
رجوعية فريدة، فلم يهزهم هول حجم الجيش المدجج بالسلاح، كما لم يهزهم قتل قائدهم،
في زمن كانت إشاعة مقتل القائد كفيلة بضمان النصر لطرف والهزيمة لطرف آخر.
العوامل التالية تدفع بإتجاه تنمية مرونة في المؤسسات:
1.
وجود قيادة مرنة وتشجع على تفشي ثقافات تعزز المرونة
الرجوعية.
2.
غياب ثقافات سلبية مثل ثقافة اللوم.
3.
تفشي ثقافات ومسلكيات تعزز إنتماء العاملين.
4.
غياب ممارسات سلبية مثل الشللية والتآمر وثقافة الخوازيق
5.
وجود نظم قياس أداء موضوعية يبنى عليها تقييم الأفراد
والفرق
6.
تفشي روح الفريق وقيم التعاضد والتعاون والتكامل
7.
تقدير الجهد وعدم التركيز على النتائج فقط
8.
غياب ثقافة تقدر النجاحات السريعة ولا تتحمل الإخفاقات
التكتيكية.
المهم عدم الإنهزام من الداخل، الإنسان المهزوم
داخلياً يحارب ضد نفسه في الجبهة المعادية.
لا يمكن لمهزوم داخلياً أن ينتصر. v