بسم الله الرحمن الرحيم
مهارات للقيادة والحياة
مهارة التفكير الستراتيجي والرؤيوي
الستراتيجية كلمة
مشتقة من الكلمة الإغريقية – ستراتيجوس – وتعني قائد عسكري ( جنرال )، والفعل
ستراتيجو يعني ” التخطيط لتدمير العدو بالإستخدام الفعال للموارد ”.
وهي مجموعة من الخطط والأساليب التي توضع لتحقيق
هدف بعيد المدى اعتماداً على التكتيكات والإجراءات المحددة لاستخدام الموارد
المتوفرة على المدى القصير.
التفكير
الستراتيجي مهارة مهمة جداً لممارسة القيادة وللحياة. وهي تتعلق بالمستقبل، صنعه وتشكيله. التفكير الستراتيجي ليس تفكيراً حالماً، إنما
هو حلم يوضع موضع التنفيذ بالإعداد الطويل النفس، هو صناعة المستقبل في رحم
الحاضر. التفكير الستراتيجي نهج وأسلوب
عمل بقدر ما هو مهارة، يُمكن الشخص من رؤية الصورة كاملة، بأبعادها جميعاً،
المكانية والزمانية فيرى، كذلك المتغيرات وما ستؤول إليه بعد مرور وقت، شهور،
سنين، عقود، يرى الحركة والتغيير تحت وقع مؤثرات شتى.
التغيير في الإحتياجات والتوقعات وفي
القوانين والقواعد. كما يرى التحولات في
أسس المنافسة وتقلبات السوق.
التفكير
الستراتيجي قرين الإدارة الستراتيجية، الأول أسلوب والثاني ممارسة. الإدارة الستراتيجية هي عملية تحليل منظمة
للعوامل المرتبطة ببيئة العمل الخارجية، الزبائن والموردين، وبيئة العمل الداخلية
المرتبطة بالمؤسسة وتركيبها وأداءها للخروج بأفضل الممارسات الإدارية لمتابعة
العمل اليومي. فالإدارة الستراتيجية تسعى
لتنسيق ومكاملة ( تحقيق التكامل بين ) نشاطات الأقسام الوظيفية المختلفة لمؤسسة من
أجل تحقيق الأهداف البعيدة المدى لهذه المؤسسة.
أما التفكير الستراتيجي فهو عملية إستعراض ظروف العمل وكافة العوامل
المتغيرة من أجل التوصل إلى أفضل كفاءة
عمل وهو كذلك التفاعل بشكل أفضل وأكثر إبداعاً وثقة أعلى مع التحديات الخارجية. الفارق بينهما أن التفكير الستراتيجي هو ممارسة
شخصية يمكن لأي شخص أن يمارسها متى شاء، وفي أفضل حالاتها تتحول إلى ممارسة
دائمة. أما الإدارة الستراتيجية فهي
مرتبطة بفريق يعمل وفق خطط وأطر زمنية ومحددات أخرى.
من أهم دواعي
التفكير الستراتيجي هو، أولاً، تحقيق حالة من التوازن بين الموارد المتاحة وحجم
العمل المطلوب لتحقيق أهداف المؤسسة. وثانياً،
الحفاظ على تنافسية وإستدامة المؤسسة بتحسين وتطوير الأداء العام على المدى القريب
والبعيد.
الستراتيجية تشبه سباق
لتفهم الستراتيجية،
فهي تشبه أحياناً بسباق؛ من أجل المشاركة في هذا السباق وإتمامه..
.. المطلوب الوصول إلى خط النهاية قبل الآخرين – وهذا هو
الهدف. وهذا ما سيسعى كل مشارك لتحقيقه.
.. يحتاج السباق، كذلك
إلى وضع مسار وتحديد محطات وأطر زمنية – خطة.
.. يحتاج السباق إلى
وسائل نقل وطعام ومال ووقود – موارد.
.. يحتاج السباق إلى من
ينظم الموارد وآليات صنع القرار وحل النزاعات – قيادة.
.. يحتاج السباق إلى
أسس وقوانين للسير عليها – نظم.
.. يحتاج السباق إلى
مشاركين – موارد بشرية.
بإكتمال هذه
العناصر يمكن أن ينظم السباق، بحيث يتنافس عدد من المشاركين وفق نظام محدد
مستفيدين من الموارد في السباق المنظم حسب خطة موضوعة تحت إشراف قيادة لتحقيق
الهدف.
فعناصر الستراتيجية،
كما هو موضح في المثال، هي كما يلي:
¨
النظم: التي يمارس وفقها العاملون في المؤسسة
عملهم اليومي، وتشكل مدخلاً وأساساً لقياس الأداء، كما تستخدم لتدريب الموظفين
الجدد. المؤسسة التي لا تملك نظم، كمن
يسافر بدون خريطة.
¨
المهارات: القدرات الفنية والإدارية التي
يمكن إكتسابها بالتدريب والممارسة، وهي ضرورية لأداء أفضل، ووجودها شرط أساسي
لتحقيق المرونة الضرورية للتخطيط الستراتيجي.
¨
العنصر البشري: العاملون بمختلف المراتب
والوظائف. تزداد أهمية العنصر البشري في بعض الصناعات وأنواع الأعمال، وهي ما تسمى
الصناعات المعتمدة على العمال
labour
intensive
، وفي جميع الأحوال
يبقى الإنسان المدرب والماهر والمنتمي ذخراً للمؤسسة التي يعمل بها، ويشكل شخصيتها
وهويتها.
¨
أساليب العمل: لكل مؤسسة أساليب عمل ترسخت عبر سنين من
الممارسة. قد تكون مكتوبة، وقد لا تكون.
¨
البناء التنظيمي: وهو تركيبة المؤسسة التي
تظهر العلاقات التنظيمية بين العاملين، من يتبع لمن ومن مسؤول عن من. وهو في العادة يعبر عنه بيانياً على شكل هرم،
حيث يقبع المدير العام في قمة الهرم ويليه أعضاء الإدارة العليا ثم الإدارة الوسطى
ثم الإدارة الإشرافية ثم العمال.
¨
الهدف النهائي: لكل مؤسسة هدف، تأسست من
أجله، ولكل خط إنتاج هدف، بني هذا الخط من أجل تحقيقه. الهدف هو ما يسعى الفريق بأكمله لتحقيقه
بإستخدام النظم والمهارات والأساليب والموارد الأخرى.
جميع التعريفات تشير إلى تكامل الماضي والحاضر لصنع
المستقبل. فالستراتيجية هي الإنخراط النشط
في صنع المستقبل الذي نريد.
شروط
أساسية لقيادة ستراتيجية فعالة، وهي القيادة
التي تمارس التفكير الستراتيجي:
وهي على شكل نصائح التي إن عمل وفقها المرء، يتحول، ولو
نسبياً إلى التفكير الستراتيجي، فيما يلي ندرج هذه النصائح أو الشرط:
1.
ليكن لديك أهداف حاسمة وواضحة، فلا تفكير
ستراتيجي ولا تخطيط ستراتيجي ينفع بدون أن يكون هناك أهداف، واضحة ومحددة وممقدرة
( من مقدار -
quantified
)، بحيث ينصب الجهد
العام بإتجاه تحقيقها. وحتى على الصعيد
الشخصي والإجتماعي ينبغي التحرك نحو هدف، فوجود هدف يسهل علينا تقييم كل ما نقوم
به من أعمال من خلال إذا ما كانت هذه الأعمال تضيف قيمة إلى الهدف، وإذا ما كانت
تقربنا من الهدف.
2.
حافظ على المبادرة، المبادرة رديف أساسي
للفعل الستراتيجي، فالقائد الستراتيجي مبادر بطبعه، ويتمتع بمرونة عالية ومتحرر من
أنماط التفكير الجامدة ويستطيع طرح أي فكرة
يراها مفيدة، فلا يخاف النقد المتعجل ولديه القدرة على عرض أفكاره، كما أن
لديه ملكة حسن التوقيت لطرح مبادراته.
القائد الستراتيجي مبادر ويشجع المبادرة لدى الآخرين.
3.
ركز الموارد، القيادة الستراتيجية تمتلك
وتهتم بإستخدام القدر المناسب والمطلوب من الموارد. وهذا، ببساطة يعني كفاءة أعلى، ويعني كلف
أقل. وهذا يتطلب موائمة حجم الموارد
المحشودة مع إحتياجات العمل ( النتائج )، وهذه ليست عملية سهلة كما تبدو، فإذا كان
هناك 300 عامل في الشركة وكانت إحتياجات المرحلة 280 عامل فقط، فالشركة ستدفع
رواتب الـ 20 عامل الجالسين بدون عمل، وتشغيلهم لن يجدي الكثير من النفع لأنهم
سيكونون عمالة زائدة. الحل هو إما زيادة
حجم العمل، بزيادة المبيعات، أو صرف الـ 20 عامل، وكلا الحلين يحتاج وقت، ويحتاج
تفكير ستراتيجي للتعامل معه. والأمر نفسه
ينطبق على بقية الموارد.
4.
كن مرناً، فالجمود نقيض للتوجهات الستراتيجية
الساعية للتعامل مع المنافسة وتغيرات السوق ومع إملاءات العولمة. المرونة تتطلب قدرة على إجراء تغييرات فورية في
أمور قد يعدها البعض أساسية، مثل نظام التسعير، سلة المنتجات أو الخدمات المقدمة
أو حتى أشكال التسويق، المرونة تخفف من آثار مطبات السوق ومناورات المنافسين.
5.
ليكن لديك قيادة متعاونة وملتزمة، القيادة
الستراتيجية ليست حالة فردية، فلا يمكن أن تكون عرض من قبل شخص واحد
one
man show
، فمدير عام مؤسسة
يلزمه في قيادته للمؤسسة أن يكون محاطاً بقادة، وهذا يتطلب من القائد نفسه أن يعمل
جاداً على تنمية المهارات القيادية لأعضاء فريقه، بالتدريب والتكليف والتمكين،
بحيث يستقوي بنماء قوتهم. وهذا سيجعلهم متعاونون
وملتزمون ومنتمون.
6.
إمتلك المفاجئة، يقال أن المدير الناجح لا
يتفاجأ. وكذلك القائد الستراتيجي لا
يتفاجأ، فكل ما يحدث من مشاكل وأزمات ونتائج مُتوقع حدوثها، بالنسبة إليه، من خلال
إطلاعه الدائم ومعايشته للواقع وتفهمه للعاملين في فريقه، من ناحية، ومن ناحية
أخرى، بسبب قدرته على التوقع. القائد
الستراتيجي قادر على مفاجئة الآخرين بمرونته وقدرته على المبادرة.
7.
حافظ على عنصر الأمان، مع أن القائد
الستراتيجي لا يمانع القيام بمجازفات محسوبة، فإنه يحافظ على عنصر أمان، فلا يقامر
بمقدرات المؤسسة المؤتمن عليها، ولا يعرضها لمخاطر طائشة. وهذا جنوح دارج لدى المدراء الذين يتمتعون
بسلطة واسعة.
لماذا نفكر
ستراتيجياً ؟.
لقد أصبح التفكير
ضرورة بقاء، وله مزايا كثيرة وفائد، فيما يلي إستعراض لهذه الفوائد:
1)
توفير في الوقت والجهد، ينجم عن التفكير الستراتيجي الممنهج حالة من
التوازن النسبي بين الأهداف المراد تحقيقها وحجم الموارد المحشودة لهذه الغاية،
وحالة التوازن هذه تعني تقليص الهدر في الموارد، بما في ذلك الوقت والجهد.
2)
أستخدام موارد أقل، التفكير الستراتيجي يمكن المؤسسة من إنجاز أعمالها بعدد
أقل من الموارد، وهو الغاية التي تتمناها اي مؤسسة، حيث الأمر يعني كلف أقل وأرباح
أعلى. وينجم ذلك عن إعداد الكفاءات، بحيث
تتوفر هذه الكفاءات عند الإحتياج لها بالعدد المطلوب والإختصاصات المطلوبة.
3)
نتائج أفضل، التفكير الستراتيجي يرتقي بالجودة ويزيد الإنتاجية ويقلل الهدر
ويخفض الكلف، ويتحقق هذا بتنمية المهارات ودعم القيم التي تعزز دافعية العاملين.
4)
تعزيز فرص النجاح، التفكير الستراتيجي يعزز فرص نجاح أي تحرك، وينجم ذلك عن
تقليص فرص الإخفاق من خلال الإعداد الجيد وعدم ترك الأمور للصدف.
5)
تعميق الرضى الوظيفي، ينجم عن التفكير الستراتيجي الذي يعمد إلى تبني الكثير
من السياسات التي تنصف العاملين وتلبي إحتياجاتهم المادية والفكرية مما ينجم عنه
حالة الرضى لديهم.
6)
جذب أفضل الناس، تتحول المؤسسات التي تسود فيها ممارسة التفكير الستراتيجي
إلى مؤسسات جاذبة للعمال والموظفين الأكفاء والموهوبين، بسبب الأجواء المريحة التي
تسود في أوساطها وبسبب أساليب العمل المعمول بها وبسبب الفرص القائمة على أسس
موضوعية التي يحظى بها العاملون لتحقيق الذات.
هذه المؤسسات تتحسن نوعية العاملين بها على الدوام.
التفكير الستراتيجي
هو عملية بناء رؤيا
vision
للمؤسسة والعمل على وضع خطة أو خطط لتحقيق هذه الرؤيا. بدون رؤيا،
لن يكون هناك إتجاه ومن المستحيل تحقيق الرؤيا بدون ستراتيجية.
الرؤيا
تمكن الناس من فهم عن ماذا تتكلم. تكون تصور عن طموحات وتطلعات وخطط المؤسسة
على المدى القريب والبعيد. التحرك
الستراتيجي تدفعه الرؤيا. ولا يجري وراء
حل المشاكل .
ويشمل التفكير الستراتيجي العمل الدائب على:
¨
بناء المهارات الإبداعية، تستقوي أي مؤسسة
برصيدها من المهارات
skills
والمواهب
talents
والمبدعين، وبقدرتها على توظيفهم، التوظيف
الفعال. لهذا ينبغي أن تنصب كافة سياسات
وتوجهات المؤسسة على جذب العناصر الواعدة وعلى تنميتها بحيث تصبح قادرة على تقديم
مساهمات إبداعية خلال عملها اليومي. وهذا
الجهد يتم التعامل معه بنهج ستراتيجي، بحيث يتم التعامل مع إحتياجات المستقبل
الكمية والنوعية من المواهب، بناء على مسوح ودراسة الإحتياجات التدريبية لكافة
العاملين.
وفي هذا السياق ينبغي التطرق إلى أهمية تبني سياسات تهدف
إلى الحفاظ على هذه المواهب والمهارات، بحيث لا يتم نزفها وفقدانها، بترك العمل أو
بضعف الدافعية.
¨
تطوير آليات ومهارات حل المشاكل، فحل المشاكل
وصنع القرارات هو شأن يومي يتعلق بكل حركة تتم في المؤسسة، وعلى محصلة ذلك يعتمد
الأداء العام للمؤسسة. فنجاح أي مؤسسة
يمكن أن يقاس بنسبة القرارات السليمة التي تم إتخاذها في الفترة موضوع البحث. فالقرارات غير السليمة تكلف المؤسسة مالاً
ووقتاً وجهداً.
تسعى القيادة الستراتيجية، التي تفكر ستراتيجياً، إلى
تطوير آليات صنع القرار وحل المشاكل بحيث يشترك عدد كبير من الموظفين في العملية
من خلال قنوات قائمة وفعالة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تشيع ثقافة تحترم آراء
الجميع فتسعى إلى تحقيق الإجماع على الدوام، بحيث تحظى الحلول والقرارات بتأييد
الجميع. ويتحقق هذا بإعطاء المعارضين فرصة
لشرح وجهة نظرهم وبذل جهد خاص لإقناعهم، وهذا يدلل على عدم تجاهلهم وإحترامهم،
وهذا كفيل بتخفيف معارضتهم للقرار.
¨
تطوير البنى التحتية – البنى التحتية، سواء كانت خطوط إنتاج أو أدوات
ووسائط مستخدمة في تزويد الإنتاج بحاجة إلى تطوير وتحديث على الدوام وفي التوقيت
المناسب. وهذا يتطلب يقظة، لا يحققها إلا
شيوع وإنتهاج التفكير الستراتيجي في الإدارة والتخطيط. المؤسسات المغيب عنها التفكير الستراتيجي تلحق
بها المنافسة وتجد أنها تم تجاوزها في تحديث التكنولوجيا وتطوير البنى التحتية المرتبطة بها. عند ذلك تتصرف برد الفعل، فلا يأتي ذلك
بكثير. تطوير البنى التحتية يحتاج ألى حسن
توقيت وإلى حشد الموارد الضرورية للتحديث والتوسعات المرتبطة بذلك، مثل الموارد
المالية والبشرية.
¨
تطوير المنتجات والخدمات، التفكير الستراتيجي
نقيض للجمود، فجزء من الجهد يبذل من أجل أن تبقى المؤسسات الإنتاجية والخدمية
متجددة بتطوير منتجاتها وخدماتها وطرح منتجات وخدمات جديدة. ويتم هذا بأسلوب منهجي منظم، وبتفاعل المبيعات
والإنتاج والتصميم لخدمة السوق وإحتياجاته المتغيره، بحيث تزود المؤسسة بميزات تنافسية
على الدوام.
¨
تطوير العمليات، وكما تتطور المنتجات ينبغي
العمل على تطوير عمليات الإنتاج، من أجل تحسين الجودة وخفض كلفة الإنتاج وتقليص
مدة التصنيع، مما يزود المؤسسة بمزايا تنافسية إضافية. التفكير الستراتيجي يشجع هذا التوجه من خلال
تبني نظم التحسين المستمر وبناء القنوات والآليات الخاصة به.
¨
تعزيز ثقافة المؤسسة، التفكير الستراتيجي
يدفع بإتجاه خلق حالة تجانس في عناصر ثقافة المؤسسة، كما يعمل على نبذ العناصر
السلبية وتشجيع العناصر الإيجابية التي تدفع بإتجاه تحقيق أهداف المؤسسة والإرتقاء
بأداءها.
¨
تعزيز روح وعمل الفريق، عمل الفريق كنمط وروح
الفريق كقيمة ضرورين أساسيتان للعمل الستراتيجي، ولذلك يسعى التفكير الستراتيجي
إلى بناءهما وتعزيزهما بشتى الطرق والممارسات التي تقوي الروابط بين أعضاء الفريق
وتعزز تكاملهم وتنبذ ما يسيء لروح الفريق والعمل الجماعي.
¨
تنمية وتشجيع التفكير النقدي
critical
thinking
، التفكير النقدي
أسلوب عمل هام جداً لتقييم الخيارات المطروحة عند إتخاذ قرارات، وهو، كذلك أداة
tool
من أدوات صنع القرار. في زمن التنافس المعولم، لا يمكن إتخاذ
القرارات بالمزاج، أو تحت وقع مؤثرٍ ما، ولكن بإستخدام أدوات علمية من بينها
التفكير النقدي الذي يمكن صانعي القرار – مع الإصرار على الجمع – من تحديد عدد من
الخيارات، ثم محاكمة كل خيار نقدياً لكي يتوصلوا إلى القرار السليم والأفضل.
¨
المرونة، يعمل التفكير الستراتيجي على تنمية
المرونة، والتي تعزز من قدرة المؤسسة على التعامل مع متغيرات السوق وإحتياجاته
المتجددة، ويتم هذا ببناء طاقة إنتاجية مرنة، وتشجيع ميل العاملين إلى تقبل
التغيير والتحسين المستمر.
المفكرون
الستراتيجيون يمتلكون القدرة على رؤية
الصورة كاملةً، بأبعادها المختلفة، كما أنهم قادرون على إكمال الصورة
وتحسينها. وهم قادرون، كذلك، على تحقيقها. المفكرون الستراتيجيون يحولون الحلم إلى حقيقة،
فهم ليسوا حالمون رومنسيون، إنما هم حالمون يصنعون واقع حقيقي.
خطوات لتعلم التفكير الستراتيجي
فيما يلي نستعرض الخطوات التي يمكن أن تساعد على تعلم
التفكير الستراتيجي:
1.
تفحص الأمر الواقع، التفكير الستراتيجي يتطلب تفحص واقع الحال بشكل نقدي، من
أجل تحديد إذا ما كانت هذه هي الطريقة المقبولة و هذا الواقع كفيل بتحقيق أهداف
المؤسسة. المفكرون الستراتيجيون لديهم
القدرة على النظر بمنظار غير تقليدي، وهذا شرط أساسي، من أجل التوصل لطرق مبتكرة
وأكثر كفاءة لإدارة المؤسسة.
2.
أنظر إلى الغابة وليس الأشجار، المفكرون الستراتيجيون لا تشدهم التفاصيل
والأعمال اليومية. ولا ينشغلون بصغائر
الأمور. المفكرون الستراتيجيون ينظرون إلى
المؤسسة بشمولية أوسع لتقييم المزايا والفرص وإعداد الخطط وإجراء التغييرات
الضرورية في الوقت المناسب.
3.
ركز على المستقبل، التفكير الستراتيجي موجه لتحقيق الأهداف العامة والخاصة
للمؤسسة، وموجه، كذلك، برؤيا، لخدمة
مستقبل المؤسسة. فهو يعزز إستدامة المؤسسة
ويدعم قدرتها على المنافسة من خلال تنمية مواردها البشرية ودعم المهارات القيادية
وإبقاء بنيتها التحتية مواكبة للتكنولوجيا القادرة على المنافسة.
4.
خذ بعين الإعتبار العوامل الخارجية عند وضع خطة ستراتيجية. الخطط الستراتيجية تطلب التفكير بالعوامل
الخارجية، إضافة إلى العوامل الداخلية، وهي التي يفترض أن لا يكون للمؤسسة تأثير
عليها، القوانين المعمول بها في البلاد ووضع السوق والعوامل الإقتصادية. لا يجوز أن يكون التفكير معزول أو إنتقاءي.
5.
إحرص على الحصول على تغذية عكسية من داخل المؤسسة. هذه المعلومات يمكن أن تبنى عليها خطط
وتوقعات. وكذلك تفهم السوق بإجراء أبحاث
ودراسات، لتتمكن من وضع توقعات ورصد الموارد للشهور والسنوات القادمة.
6.
تحقق من المعلومات. التفكير
الستراتيجي يتضمن عمل توقعات حول المستقبل. هذه التوقعات ينبغي أن تكون واقعية. إجمع
بيانات تساعدك على وضع أهداف قريبة من الواقع، وتأكد من دقة المعلومات.
7.
فكر في البناء التنظيمي لمؤسستك، فالبناء التنظيمي مهم لمؤسسة منظمة. قد
تحتاج لإعادة تنظيم فريقك وتنظيم مؤسستك.
البناء التنظيمي ينبغي أن يكون مدروساً بحيث يصبح قابل للتطبيق ويضيف قيمة
لعمل المؤسسة، وهذا ما يستوجب أن يكون الهرم الوظيفي قليل الطبقات وأن تكون
المسميات الوظيفية تحمل دلالات منطقية والوصف الوظيفي واضح وينم عن توزيع عادل
لأعباء العمل.
8.
توقع التحديات، من أهم أركان
التفكير الستراتيجي توقع المشاكل والتحديات.
توقعها ووضع خطط لمواجهتها مقدماً، أو منع حدوثها. أي خطة مبنية على فرضيات وتوقعات ينبغي أن تكون
مرنة، فقد لا تثبت صحة هذه الفرضيات والتوقعات.
المرونة جزء هام من التفكير الستراتيجي.
التفكير
الستراتيجي مهارة فردية مهمة وضرورية لكل شخص، يحتاجها في حياته المهنية وحياته
الخاصة، هذه المهارة تعود الإنسان أن يفكر بطريقة شمولية، والشمول يشمل أبعاد
مكانية أو جغرافية، كما يشمل تغطية مساحة زمنية عريضة، بما في ذلك المستقبل القريب
والبعيد. الشخص الذي يمارس التفكير الستراتيجي
لا يتفاجئ.