إدارة بلا تعليمات - الفصل الأول - تاريخ الإدارة
 
 


الفصل الأول
 تاريخ الإدارة
  إدارة أشكال الدولة الأولى الدولة المدينة – الدولة القبيلة
يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أنه مضى على وجود الإنسان على هذا الكوكب اكثر من مليون سنة. لم يحقق في 99% من هذه الفترة الكثير. فمعظم الاكتشافات والاختراعات ظهرت في العشرة آلاف سنة الأخيرة؛ ومن بينها الكتابة والدولاب والتعدين. كما دجن قبل ذلك بعض الحيوانات والنباتات، وكذلك عرف النار والبناء والري الصناعي والحياكة وصناعة الرماح ذوات الرؤوس الحجرية، كما استطاع تنظيم بعض التشكيلات الاجتماعية ومن بينها الأسرة والقبيلة والقرية.
لقد ظهرت الاختراعات نتيجةً للحاجة. ونجمت الحاجة عن تناقص الوفرة. الوفرة في الحيوانات التي يمكن اصطيادها بيسر وتحويلها إلى طعام، وكذلك الوفرة في المنتجات النباتية التي يحتاجها فيجمعها بيسر، وكذلك وفرة المياه وسهولة نقلها. ويعتقد بعض الباحثين أن تراجع الوفرة نجم عن ازدياد السكان، بينما يعزي البعض الآخر ذلك إلى زيادة  الجفاف الذي حول الجزيرة العربية التي كانت تجري فيها أنهار عديدة إلى صحاري، واسكندينافيا التي كانت مغطاة بالثلوج ولم يكن تعرف أي نوع من الحياة إلى إقليم أكثر إعتدالاً .
ونتيجة للجفاف ظهر الشح؛ الشح في المياه والشح في الثروة الحيوانية والثروة النباتية المتوفرة مشاعاً، وبعد التدجين أصبح هناك نقص في الأرض الزراعية وفي المراعي.
ونجم عن النقص الحاجة إلى الإدارة لتجنب الصراع على الموارد أو تنظيمه.    
ويربط فريدريك هيجل هذه التطورات بظهور الملكية الفردية [1] .  حيث كانت الأرض مشاعاً للجميع. وبعد شح الموارد لجأ الإنسان إلى تدجين الحيوانات والنباتات فامتهن الرعي والزراعة، فكان هذا أول تقسيم عمل على نطاق واسع، فظهرت تشكيلات مبنية على أساس رابطة الدم (القبيلة) في المجتمعات الرعوية التي كانت تعتمد التنقل بحثاً عن الكلأ والماء.  كما ظهرت تشكيلات قائمة على رابطة الجوار (القرية أو المدينة أو الإقليم).. القرية بدايةً، في المجتمعات الزراعية. فظهرت "دولة القبيلة" في الحالة الأولى و"دولة المدينة" في الحالة الثانية على التوالي.
وبدأت تظهر أشكال من الإدارة تعنى بتسيير أمور "الدولة" في السلم والحرب، نتجت هذه الإدارات في رحم النظم القيادية المتشكلة مع تشكل القبيلة (المشيخة) والقرية (المخترة).. أو ما شابه من نظم. وقد انطبق هذا بأشكال متفاوتة على المجتمعات البشرية كافة مع تفاوت درجات تطورها واختلاف أشكال هذا التطور، ووجود مؤثرات دينية وجغرافية وتاريخية، مثل الفارق بين الإقطاع الأوربي والإقطاع الآسيوي.
  المشيخة
ظهر نظام المشيخة لحاجة القبيلة إلى القيادة التي تنظم حياة المجتمع القبلي وتديره.  ويفترض أن القبيلة تأسست على أساس رابطة الدم. وهذا افتراض خالٍ من الصحة ومن الصعب تعميمه. فكثيراً ما يقبل دخلاء في القبائل ويذوبون تدريجياً فيها. وفي زمن العبودية كانت القبائل تمنح اسمها لعبيدها، وهذا النظام كان معمولاً به لغاية القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية وكان معمولاً به في الجزيرة العربية قبل الإسلام. وقبل ظهور نظام الرق، كانت القبائل تضم أسرى الحروب الى القبيلة. كما عرف التاريخ تحالفات قبلية اندمجت مع الزمن في قبيلةٍ واحدة. فالقبيلة قد تكون تنظيماً طبيعياُ وفطرياً كما قد تكون تنظيماً اصطناعياً. وفي كل الأحوال هناك مصالح مشتركة، مادية ومعنوية تحتاج إلى تضامن مطلق، ولضمان هذا التضامن نشأت أدبيات تحض عليه وتنبذ المارقين، وهذه عقوبة أغنت القبائل عن إقامة مؤسسات إصلاحية مثل السجون وغيرها.
لقد عرفت عن القبائل سمة التنقل (البداوة)، وهنا يوجد سوء فهم كبير. فالبداوة لم توجد مع وجود القبيلة إنما تبدت القبيلة نتيجةً لشح الموارد (ومزيد من الشح) فأخذت تتنقل ضمن مسارات معينة معروفة لها ومتعارف عليها لدى القبائل الأخرى صيفاً وشتاءً، ولم يكن التنقل عشوائياً كما هو سائد. فقد كان التنقل يجري بحثاً عن الماء والكلأ الضروريين للإنسان ومواشيه. وكان هذا يتسبب في نزاعات كثيرةً ما يؤدي إلى حروب بين القبائل، وأحياناً يتم حلها ودياً عندما تكون بين بطون وأفخاذ القبيلة الواحدة.
احتفظت بعض القبائل باسمها ووحدتها وهويتها رغم نموها وتفرعها إلى بطونٍ وأفخاذ.  وسمى العرب هذا النوع من القبائل بقبائل الرحى [2] ، وقد بلغ بعضها من الحجم أن كانت الأرض التي يسكنونها تعادل مسيرة يوم طولاً وعرضاً، أي ما يعادل خمسة وعشرين كيلومتراً في مثلها. ويلاحظ ذلك في زماننا، أن بعض القبائل تسكن بقعة من الأرض تعادل في حجمها مساحة محافظة. وقد أدى الإحساس بالكثرة، وبالتالي بالقوة، إلى محاولة الانتقال إلى مرحلة الدولة، من القبيلة إلى الدولة. وبينما نجحت ضجعم وسليح وغسان ولخم، لم تدم تجربة بكر بن وائل غير جيلٍ واحد.  كما جاء الإسلام وبنو حنيفة يتحسسون دربهم نحو بناء الدولة.
يتم اختيار شيخ القبيلة بالتوريث، وذلك بأن يوصي الشيخ بأن يتبوأ أحد أبنائه مكانه من بعده. وليس من الضرورة أن يكون الأكبر. ولا بد أن عامل السن أو الثروة أو القوة الجسدية كان له دور في الاختيار عند تأسيس القبيلة، وهذه الأسباب نفسها قد تتسبب في نقل الزعامة من فخذٍ إلى فخذ في نفس القبيلة، ضمن ظروف تاريخية معينة.. بمؤثرات سياسية خارجية مثلاً.
يستمد الشيخ سلطته من التفاف القبيلة وحفاظها على النظام الذي يرأسه. وتضفي شخصيته وأسلوبه وتصرفاته على سلطاته قوةً أو ضعفاً. وبالتالي يسهل التمرد على الشيخ الظالم مثلاً، دون أن يلحق بالمتمرد أذى اجتماعي.
وتناط بشيخ القبيلة مهمة الحفاظ على قبيلته من كل الجوانب، أفرادها وممتلكاتهم ومواردها المائية ومراعيها ومكانتها. وفيما يلي سرد للمهام الرئيسية لشيخ القبيلة:
قرار الرحيل : على الرغم من أن التنقل كان نشاطاً دورياً إلا أنه كان بحاجة إلى قرار يتعلق بالتوقيت والجهة المقصودة وخط السير.
تنظيم الموارد : من أهم الموارد المتاحة للقبيلة؛ الماء والكلأ، ورغم أنه خاص بالقبيلة، إلا أنه بحاجة إلى تنظيم، لكي يستخدم من قبل الجميع بالعدل. وهذا يتطلب تنظيم دور بمن يرد الماء ومتى، وأين تسرح مواشي فلان أو فلان. 
قرار الحرب : في أيام الغزو، كان هذا النشاط يمارس دون انقطاع لأتفه الأسباب وأقلها وهو الحصول على غنائم، التي كانت غالباً ما تكون مواشي الطرف الآخر.  فعندما ترغب القبيلة بغزو قبيلةٍ أخرى، أو التحالف مع قبيلة لغزو قبيلة ثالثة، يصدر القرار النهائي عن شيخ القبيلة.
القيادة العسكرية : يلعب الشيخ دور القائد العام لمقاتلي القبيلة، وبالتالي قد يقوم بنفسه بقيادة قوة مهاجمة أو قوة مطاردة لقبيلة أخرى فاجئت سرح القبيلة واستولت عليه جزئياً أو كلياً.  أو ربما كلف شخصاً آخر بهذه المهمة. إلا أنه يحتفظ بالقرارات المفصلية لنفسه. 
حل النزاعات مع القبائل الأخرى (الدماء) : كثيراً ما تقبل بعض القبائل الصلح على دية عند حدوث نزاع ينجم عنه إزهاق أرواح بدلاً من الثأر. في هذه الحالة يتولى شيخ القبيلة التفاوض مع الطرف الآخر، أو إنابة من يتولى ذلك عنه. وكثيراً ما يتولى دفع الدية من ماله الخاص عن أحد أفراد القبيلة.  
تمثيل القبيلة : كثيراً ما تحتاج مجموعة من القبائل إلى التنسيق فيما بينها، بل ذهب بعضها، في بعض البلدان، إلى تأليف مجالس قبلية تخدم أغراضاً عديدةً، مثل ما هو قائم إلى الآن في أفغانستان، أو ما كان قائماً في شرق الولايات المتحدة بين الهنود قبل كولمبوس. كما تتم الدعوة لاجتماع طارئ لمناقشة خطر داهم أو لحل مشكلة بين القبائل. كما حصل في اجتماع عدد من القبائل العربية قبل معركة ذي قار. فيمثل القبيلة، في العادة شيخها، أو من ينتدبه. 
حل النزاعات الداخلية : كثيراً ما تنشأ نزاعات بين أفراد وجماعات (أفخاذ وبطون)   في القبيلة، فيلجأون إلى شيخها لحل النزاع. وهذا طبعاً عدا عن مجالس القضاء، حيث يوجد قضاة معروفون يلجأ لهم المتخاصمون من مسافات بعيدة. وكثيراً ما يبادر الشيخ على المساعدة في تغطية تكاليف الحل الذي يقترحه، مثل دفع دية أو تعويض.
التعامل مع السلطات : على الرغم من الخصوصية التي تتمتع بها القبائل في العادة، من استقلالية نسبية، فإن علاقة القبيلة بالسلطة المركزية ممثلة بشيخها ليست حميمة في الغالب.  ففي زمن الحروب كانت الدول تطلب مساعدة القبائل في الجهد الحربي. وفي زمن السلم كان يناط ببعض القبائل حفظ الأمن في بعض المناطق أو على بعض الطرقات، مثل حماية طرق الحج، أو الطرق التجارية، مثل الصطراط، الذي كان يربط سوريا بما بين النهرين في العهد الروماني، حيث كانت الدولة تتعاقد مع قبيلة أو أكثر لحمايته مقابل مبلغ سنوي.
  المخترة
نشأت القرية نتيجةً لرغبة الإنسان في العيش في تجمعات سعياً وراء أمن مشترك. وقد بدأت تجمعات سكانية صغيرة (مستوطنات)  بالظهور على ضفاف الأنهار الصغيرة وبالقرب من الينابيع، بعد أن توصل الإنسان إلى تقنيات بناء مساكن له ولعائلته. 
إن القرية هي أم المدينة التي بدورها شهدت الأشكال الأولى للدولة، وهو ما عُرف بدولة المدينة. حيث أخذت الإدارة، كعلم ونهج وجهد إنساني، بالظهور والتطور. وإلى أن تحولت إلى مدينة ومن ثم تحولت إلى دولة تضم مدن وقرى عديدة، ظهرت بعض أشكال الإدارة في القرية لتنظيم الأمور وتسييرها. وهو المخترة أو العمودية. وهو نظام لا يزال معمولاً به في القرى في جميع أنحاء العالم، وإن اختلف الشكل والمسمى وطريقة الاختيار.
لقد بدأ اختيار المختار على أسس بسيطة جداً، ربما كان السن أو القوة الجسدية أو الملكية هو الأساس. ثم كانت الوراثة لتجنب عدم الدخول في سجال لاختيار مختار جديد. وبعد تأسيس الدولة أصبح لها دورها؛ إما باختيار المختار أو بمباركة اختيار القرية أو بفض النزاعات.
استمد المخاتير سلطتهم من خلال نفوذهم الاجتماعي، ونفوذ عائلاتهم. وقد فرضت الحاجة في بعض الحالات إلى قوة شرطية "خفر" خاصة، وهم عدد من الأفراد المسلحين المكلفين بحفظ النظام في القرية. وهذا معمول به في قرى مصر، حيث ظهرت الحاجة بسبب وجود جهد كبير مطلوب في تنظيم الري. وأصبح هذا ممكناً بسبب الدخل العام للقرية المرتفع نسبياً الذي يسمح بقيام نظام ضريبي يمول مصاريف هذه القوة ويضمن استمراريتها. كما كان يلجأ آخرون إلى تشكيل قوة من المتطوعين عند الحاجة، كما كان معمولاً به في القرى الأمريكية في القرن التاسع عشر.
وبالتدريج ظهرت المهام التالية المناطة بالمختار والمتوقعة منه:
§        حل النزاعات في القرية: مثل النزاعات حول ملكية الأرض وتوزيع المياه والمراعي. 
§        تمثيل السلطة المحلية: كان ديوان المختار أو مضافته أو دوار العمدة المكان الذي يقصده أي موظف حكومي يأتي إلى القرية لتنفيذ مهمة رسمية، سواءً أ كان ضابطاً في الجيش مكلفاً بتجنيد عدد من ابناء القرية، أو مأمور ضرائب، أو شرطياً يبحث عن محكوم هارب.
§        تمثيل القرية: كان المختار يمثل القرية أمام ممثلي الدولة في الإقليم.
§        تلبية احتياجات الدولة مثل التجنيد والضرائب.
§        إدارة الموارد المشتركة في القرية مثل الينابيع والآبار والأراضي المشاع والغابات.
§         تنظيم المواسم مثل الحصاد والقطاف.
§        الحفاظ على أمن القرية.
§        الأحوال المدنية : تسجيل المواليد والوفيات ومنح شهادة تثبت انتماءه للقرية للحصول على وثائق ثبوتية.
§        سلطات دينية مثل تعيين إمام للمسجد.
  إدارة جمع الضرائب
مع ظهور الدولة ظهرت الحاجة إلى موارد مالية (أو عينية)  لتشغيل آلة الدولة. فتم فرض نسبة من المحاصيل والماشية والصيد، تحصل لصالح صندوق أخذ تسميات عديدة مثل بيت المال والخزينة. ثم فرضت ضرائب على الأفراد وعلى المنازل والأراضي. ومع تزايد النشاط التجاري فرضت ضرائب على البضائع المستوردة والعابرة (رسوم جمركية ). وقد تفنن الحكام عبر العصور في ابتكار أنواع جديدة من الضرائب من اجل دخل أعلى لحكوماتهم. 
ثم ظهرت الحاجة إلى إيجاد إدارة خاصة لضبط هذه العملية، تقوم بضبط أعداد الأفراد ومساحات الأراضي المزروعة بأنواعها التي تستوجب ضرائب، وكذلك المواشي والمساكن والمحاصيل. إن حجم العمل المطلوب ضخم إلى درجة تطلبت إيجاد جهاز ضخم يتابع هذه المهام على مدار السنة. كما أن طبيعة العمل وصعوبة الحصول على معلومات مكنت القائمين على هذه المهمة، عبر السنين، من بناء نظم ومراكمة خبرات سهلت عليهم القيام بعملهم. 
لقد أغنى الجهد الساعي إلى تنفيذ مهمة جمع الضرائب معرفة البشرية بنظم الإدارة في مرحلةٍ مبكرةٍ من تاريخها، التي أمكن الاستفادة منها في مناحي أخرى.  
  إدارة الجيوش
لم يسجل التاريخ أول حرب شنها الإنسان على أخيه الإنسان، لأنها وقعت قبل اختراع الكتابة ووسائل التسجيل الأخرى. ولا تعدو الخربشات، التي تكتشف باستمرار في بقاعٍ مختلفةٍ من العالم، كونها محاولات لتخليد معارك مظفرة أو رحلات صيد ناجحة.
ولكن هذه الحرب الأولى لا بد وأن تكون وقعت بسبب نزاع على الموارد؛ ينابيع مياه أو جداول أو أنهار أو بحيرات ماء عذب وما يحيط بها من أراضي زراعية. وقد نشبت  بين مجموعتين من البشر؛ قبيلتين أو قريتين. 
ولا بد أن تجارب الإنسان مع هذا النوع من النشاط أشعرته بالحاجة إلى قيادة، ربما قيادة غير تلك التي يحتاجها في وقت السلم؛ الأمر الذي تطلب فرض مواصفات جديدة للقادة بحيث يمارسون القيادة في زمن السلم والحرب. وهنا تراجع دور المرأة الاجتماعي وانحصر نشاطها في بيت العائلة ومزرعتها.
ومع تعقد الحروب، حيث أصبح هناك كر وفر، ومعارك عدة تخاض على جبهات متعددة، وزحف لمسافات أبعد، بجيوشٍ كبيرة، ظهرت الحاجة إلى إدارة ومجهود إداري يرافق المجهود الحربي ويخدمه. 
فهناك حاجة إلى تجنيد وتدريب وتموين وتسليح ونقل وإسعاف إلخ.. وهكذا نشأت الصيغ الأولى للإدارات الأكثر تعقيداً مما توصل إليه الإنسان في زمن السلم مثل إدارة جمع الضرائب مثلاً.
   إدارة الأمن (الشرطة)  
لقد ظهرت الحاجة للشرطة في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً من تأسيس الدولة.  وقد بدأت على شكل حراسة للحكام.  وتشكل إدارة القرية، وخصوصاً القرية الزراعية القائمة على الري، الشكل الأولي للدولة والذي تطورت عنه. وفي القرية يتطلب الوضع وجود أكثر من خفير، وبالتالي وجود شيخ خفر، بحيث تشكلت بذرة تنظيم تطورت مع زيادة العدد وتعدد المهام واتساع الرقعة الجغرافية، فأصبح هناك إدارة أمنية.  وحتى في المجتمعات الرعوية، كان لدى الشيوخ رجال يمارسون دور ضبط الأمن في أوساط القبيلة، وكان هؤلاء غالباً ما يكونون من العبيد. وكان الواحد من هؤلاء يسمى في الخليج، إلى عهدٍ قريب، فديوي.   
ومع ظهور أشكال الدولة الأولى، اعتمدت الأنظمة على الجيوش التي جلبتها، في الغالب، إلى السلطة. ولكن سرعان ما تم الفصل بين القوات المحاربة وقوات الأمن الداخلي.  وهذا لا يزال يحدث إلى يومنا هذا، فعندما كان يحدث انقلاب عسكري، في بعض الدول، فإن الجيش يتولى حفظ الأمن لفترةٍ من الزمن، ثم تأخذ الشرطة هذا الدور تدريجياً. في أوربا العصور الوسطى لم يكن هناك جيوش متفرغة بينما كان هناك قوات أمن متفرغة.
إن ممارسة حفظ الأمن مهمة مارستها المجتمعات المنظمة منذ فجر التاريخ، وقد ساهمت في إغناء الموروث الإداري الإنساني عبر التاريخ، من خلال إيجاد أشكال تنظيمية جديدة، والمساهمة بخلق أنماط إدارية لم تكن معروفة من قبل.
  إدارة مشاريع الري
عندما بدأ الإنسان بممارسة الزراعة كان يختار الأراضي التي يسهل جر المياه إليها بطرق طبيعية، لوقوعها أسفل مجاري المياه، سواءً أكانت أنهاراً أم جداول أم ينابيع. مع رغبة الإنسان بتوسيع الأرض الزراعية، نتيجةً لتزايد عدد السكان، ومع تزايد الجفاف نضبت كثيرٌ من الينابيع والجداول الصغيرة التي كانت مياهها بمتناول اليد لأغراض الري. وأصبح على المزارع أن يلجأ إلى طرق صناعية لإيصال المياه إلى أماكن أبعد وأحياناً أعلى. وهذا تطلب القيام بمشاريع لا يقدر مزارع فرد القيام بها، مثل حفر القنوات وتشييد السدود وبناء النواعير إلخ.. الأمر الذي تتطلب جهداً جماعياً للقيام بذلك. كما تتطلب الأمر التعاون في توزيع المياه والقيام بأعمال صيانة دورية لهذه المشاريع لضمان استمرار قدرتها على القيام بالوظيفة التي بُنيت من أجلها. الأمر الذي تتطلب جهداً جماعياً دائماً لتحقيق هذه الغايات جميعاً؛ حفر الترع وبناء السدود وصيانتها وتوزيع المياه وجباية ضرائب خاصة أو رسوم.  وهذه المهام جميعاً ضرورية فبدون صيانة، على سبيل المثال، يمكن أن تنطمر الترع خلال سنوات بالأعشاب والأتربة، وكذلك ممكن للسدود أن تمتلئ بالطمي أو تنهار. وسرعان ما يتطور هذا الجهد الجماعي ليتحول إلى إدارة فعالة ارتقت إلى مستوى الدولة. وهذا ما يفسر لماذا ظهرت الدول، بدايةً، في أحواض الأنهار الكبرى مثل النيل ودجلة والفرات والإندوس.
فلغاية القرن السابع الميلادي لم تخضع معظم الجزيرة العربية -وهي إقليم غير زراعي- لحكم دولة، بينما كانت العراق قد مضى عشرات القرون على تنظيمها وتقسيمها إلى أقاليم وحصر الأراضي الزراعية بدقة متناهية.
لقد نشأت إدارات الري للقيام بهذه المهام المصيرية، فارتبطت ببقائها ونجاحها مصائر أمم. فعندما انهار سد مأرب نتيجةً لضعف هذه الإدارة تقلصت المساحات المزروعة وهُجرت قرى وانخفض عدد السكان. وحدث أمر مشابه بعد احتلال العراق من قبل المغول، حيث أُهملت بعض القنوات فملأتها رمال الصحراء وانطمرت، فتقلصت الأراضي الزراعية وتراجع عدد السكان.
لقد تطلب الوضع وجود إدارة قوية تعمل بكفاءة عالية ونظام دقيق، الأمر الذي أنتج، خلال سنين وعقود وقرون، إرثاً إدارياً هاماً أفاد البشرية كثيراً.  
ففي ما بين النهرين، على سبيل المثال، هناك أقاليم عديدة فيها العديد من الأنهار والقنوات تحتاج لإدارة تنفذ المهام المختلفة المتوقعة منها. وهذا تطلب تقسيمات إدارية تعتمد على التوزيع الجغرافي وعلى الوظيفة، الأمر الذي أدى إلى بناء هرم وظيفي معقد نسبياً في مرحلةٍ مبكرةٍ من تقدم البشرية. وقد رافق هذه التركيبة الوظيفية نظام عمل يحدد مهام كل موظف في هذه الإدارة، كما كان هناك نظام اتصال فعال في هذه الإدارة يسهل نقل المعلومات والتقارير. وكان هناك نظام مالي مكلف بحفظ الأموال المجبية من المزارعين المستفيدين من مياه الري، ودفع رواتب العاملين في مواقعهم المتباعدة.
كما أن مهمة حفر القنوات الجديدة تطلبت اكتساب معارف هندسية معقدة، فيصعب تخيل نجاح هذا الجهد بدون أجهزة المساحة المستخدمة حالياً، وحقيقة الأمر أن مشاريع الري التي انتهت بالفشل (بعدم جريان الماء في القناة بسبب اختلاف المناسيب) قليلة جداً. وقد خلد التاريخ أمثلة قليلة من هذه الحالات حيث انتهت الرواية، في الغالب، بتواري المهندس مخزياً. كما كان هناك حاجة للتحكم بكميات المياه المتدفقة في القناة وذلك لحصول المنطقة التي ترويها القناة على حصتها من الماء، وكذلك لسببٍ آخر تزداد أهميته في بعض أوقات السنة، وهو منع أو التقليل من فرص الفيضانات.
لقد أنجبت أنظمة الري وإداراتها دولاً قوية ثابتة وراسخة، كما خلقت ثقافة احترام السلطة بين رعايا هذه الدول. في زمن الفتوح الإسلامية عُرف الفرس بحسن إدارتهم، وأظن أن هذا تم اكتسابه من طول حكمهم للعراق المليئة بالترع والقنوات والسدود.   
          إدارة الحج
من الأعمال الإدارية التي عرفها العرب في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً، قبل الإسلام بزمنٍ بعيد، ربما منذ زمن إسماعيل عليه السلام، هو إدارة وتنظيم موسم الحج، لقد احتاج تنظيم الحج إلى جهدٍ خاص لترتيب مكان إقامتهم وإطعامهم وسقايتهم.
لقد كانت إقامة الحجيج في خيام يحضرونها معهم، ويقيمونها في " منازل " يحددها أهل مكة. ومع هذا فهناك -على بساطة المعيشة- خدمات يحتاجها الحجاج، من أعمال نظافة وفض نزاعات وتنظيم الأسواق والأهم فرض السلم العام في الحرم، وهي المنطقة المحيطة في الكعبة، حيث يمنع سفك الدماء والأخذ بالثأر وإثارة النزاعات.
لقد تم تقسيم هذه المهام بين بطون قريش، يتوارثونها جيلاً بعد جيل. مثل السقاية والرفادة والإجازة[3] وغير ذلك. وهذه جميعاً كانت تحتاج إلى جهدٍ إداري لتنظيمها بشكلٍ يحافظ على مكانة المكان وأهله.
وفي العموم كانت الإدارة ( الحكم ) في مكة قبل الإسلام تأخذ شكلاً فريداً، فلم تكن مكة تتبع إحدى الدول المحيطة بالجزيرة أو المقامة على إحدى أطرافها. كما لم تكن دولة قائمة بذاتها، بالمعنى المعروف لمفهوم الدولة. وإنما كانت قيادة جماعية لعدد من شيوخ بطون قريش يجتمعون في دار الندوة ويتدارسون مشاكلهم ويتخذون قراراتهم بصورةٍ جماعية في الغالب، لقد كان النقاش مفتوح لمن يرغب في المشاركة، وكانت الاختصاصات معروفة؛ فإذا أرادوا إيفاد أحدهم إلى قبيلة أخرى (سفارة) كانوا يختارون أحد بني عدي، وإذا أرادوا الذهاب إلى الحرب فيحمل اللواء أحد بني عبد الدار ويقود الفرسان أحد بني مخزوم.. وهكذا.  إن هذا النمط الإداري، الذي يمكن وصفه بأنه ديمقراطي وجماعي ويعتمد أسلوب المشاركة ويميل إلى الإجماع، وبنفس الوقت يقوم على تقسيم عمل موروث ومعروف، إن هذا النمط يشكل إرثاً يستحق الدراسة والاقتداء به.
  إدارة المشاريع الإنشائية :
لم يتوقف الإنسان عن البناء منذ أن تعلمه قبل عشرات الألوف من السنين. وقد أخذت هذه المهنة بالتطور مع تقدم الإنسانية وتطور احتياجاتها وتعددها. لقد بدأ الإنسان البناء بمواد متوفرة بيسر في بيئته، وقد فعل ذلك لتحقيق غايات بسيطة مثل الوقاية من قسوة المناخ والاحتماء من الضواري. ثم سرعان ما تحولت الدوافع إلى الاحتماء من بني البشر، سواء حماية الممتلكات من السرقة، أو حماية الإنسان نفسه من عدوٍ يريد إيذاءه. وهذا ما جاء إلى الوجود بالمباني ذات الطابع العسكري؛ مثل أسوار المدن والقلاع والحصون والمعسكرات.  وقد بقي منها موروثٌ هائل في أنحاء مختلفة من العالم. 
وقد بلغ حجم بعض هذه المباني درجة تركت وراءها الكثير من علامات الاستفهام، عن كيفية بنائها بالإمكانيات التي كانت متوفرة في تلك الأزمنة. فالمتأمل في مباني البتراء والأهرام وتاج محل وسور الصين ومشاريع الري في جبال الإنديز وغيرها، لا بد وأن يتساءل عن كيفية إنجاز هذه المشاريع بغياب الحفارات والشاحنات والرافعات وأدوات الثقب والقطع والجلخ إلخ..  لقد كان ذلك يعوض بتشغيل أعداد أكبر من العمال ولساعات أطول، الأمر الذي كان بالتأكيد، يحتاج إلى جهدٍ إداريٍ كبير.  لقد كانت بعض المشاريع تدار من قبل كبار موظفي الدولة لضمان وضع إمكانيات الدولة في خدمة تنفيذ المشروع، بعضهم كانوا وزراء مثل قراقوش الذي كان وزيراً لصلاح الدين الأيوبي وبنى له قلاعاً عديدة بينها قلعة صلاح الدين في القاهرة، كما فعل الإمام أبو حنيفة في بناء مدينة بغداد.  لقد ترك العرب إرثاً إدارياً عظيماً في إدارة مشاريع البناء، ولكنها اندثرت في قرون التخلف التي حكم فيها العثمانيون البلاد العربية، فبينما نُقلت المهارات إلى الأناضول حيث نشأت مهارات عظيمة تركت مباني مدهشة هناك. ولكنها سرعان ما تلاشت هذه المهارات، فمع منتصف القرن التاسع عشر، أخذت الدولة العثمانية بالإستعانة بجهات غربية لتولي المشاريع الكبيرة، فاستعانت بالألمان لبناء خطوط السكة الحديدية والإنكليز لبناء مشاريع مائية مثل سد الحبانية في العراق وسد أسوان في مصر.
عندما بدأت نهضة الدول العربية الحديثة، لم تجد من الإرث القديم ما يمكن أن يستفاد منه، فاستعانت بشركات أجنبية، إلى أن بدأت شركات محلية بالظهور مستفيدةً من تجارب الآخرين المعاصرة.   
  إدارة الصناعة:
من الخطأ الاعتقاد بأن الصناعة نشاط جديد على المجتمعات العربية.  فقد عرفت جميع المدن العربية، كمثيلاتها من مدن العالم القديم، صناعات عديدة قامت لتوفير سلع مطلوبة محلياً وفي الخارج. لقد عُرفت صناعة الغزل والنسيج والحياكة، كما عُرفت صناعات معدنية وزجاجية وخشبية.  ولكن معظم هذه الصناعات اندثرت مع الثورة الصناعية التي قامت في أوروبا، ونجمت عنها سلع أقل ثمناً. وقد قضي على بعض هذه الصناعات بالكامل مع فتح أسواق الدولة العثمانية للسلع الإنكليزية والفرنسية في أواسط القرن التاسع عشر باتفاقيات تجارية مع هذه الدول.
لقد اختفت بعض الصناعات لدرجة أنّ لا أحد يذكر أن مدن كانت مشهورة بسلع معينة، تصدر منتجاتها لأقاليم بعيدة.
ولم يصمد من هذه الصناعات سوى الصناعات التحويلية القائمة على منتجات زراعية محلية مثل عصر الزيتون في بلاد الشام  وكبس التمور في العراق وحلج القطن في مصر.
وقد كانت هذه الصناعات تدار وفق تقاليد قديمة متوارثة.  بل لقد عرفت هذه الصناعات عائلات معينة، كما عُرفت عائلات أُخرى ببعض المهن المتصلة بهذه الصناعات، بحيث كانت تورث هي الأخرى.
من الصعب الحكم على الخبرات الإدارية الموروثة والمرتبطة بهذا النشاط الاقتصادي الهام، وخصوصاً ذلك الجزء الذي استطاع الصمود، حيث لا يمكن تجاهله، كما لا يمكن تقدير تأثيره بدون بحث جاد ومستفيض، ولكن يكفي القول أن المجتمعات التي استطاعت أن تحافظ على صناعاتها التقليدية وتطورها وتحدثها، أظهرت قدرة أكبر على التعامل مع تحديات العصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
  الإدارة الحديثة :
لقد تطلب التغيير الذي صاحب الثورة الصناعية تغير في أنماط الإدارة الشائعة في ذلك الزمان، وبالتالي ظهور علم جديد، هو علم الإدارة. كما ظهر كتاب ومنظرون يكتبون في هذا المجال من واقع تجاربهم وتجارب الآخرين، من سبقهم ومن عاصرهم. 
ظهرت كتابات فريدريك تيلر في نهاية القرن التاسع عشر، حيث عمل على رفع كفاءة العمال من خلال تصميم عمليات الإنتاج بشكل علمي. يعتبر فريديريك تيلر أبا الادارة العلمية.  فقد كان يعتقد أن بالإمكان تحويل الأعمال الموكلة للعمل إلى "علم"، وبالتالي تحليلها والعمل على التوصل إلى أفضل طريقة لإنجازها.
ثم ظهرت أعمال فرانك جيلبريث وزوجته ليليان جيلبيرث.  وقد اهتما بدراسة الحركة  motion study . 
وجاءت بعد ذلك مساهمات هنري جانت، وهو الذي وضع جدول جانت، المسمى باسمه gantt chart ، والذي لا يزال مستخدماً حتى الآن. وقد اهتم جانت بجدولة العمليات والمهام، والمكافأة على حسن أدائها.
وفي بداية القرن العشرين ظهرت كتابات ماكس ويبر في المانيا، وقدم للصناعة الالمانية نظرية البيروقراطية theory of bureaucracy حيث شرح أهمية السلطة والتنظيم والوصف الوظيفي والنظم والتعليمات [4] .
وظهرت أعمال هنري فايول، وقد اهتم بتقسيم العمل ومفاهيم أخرى، مثل السلطة والمسؤولية والمبادرة وغير ذلك. كما تطرق إلى نظام الرواتب وطالب بربطه بمستوى المعيشة والأوضاع العامة للمؤسسة ونجاح المشروع والمؤهلات. [5]
لقد ازدادت الحاجة للمديرين وتعمق دور الإدارة مع تطور عمليات الإنتاج وزيادة حجمه واتساع الأسواق وتنامي حقوق العمال. ومع هذه التطورات بدأت المفاهيم القديمة تتلاشى وتبلور نظريتين في الخمسينات، الأولى " النظرية إكس " والثانية " النظرية واي "، وبينما تلخص النظرية الأولى المفاهيم القديم التي يعتقد المؤمنون بها أن الإنسان كسول بطبعه وأنه يعمل من أجل المال وتزداد إنتاجيته بدافع الخوف ويعمل بتعليمات وتوجيهات من القائمين على العمل. بينما يؤمن أصحاب النظرية الثانية أن الإنسان نشط بطبعه ويستمتع ويفخر بعمله ويُدفع لتحقيق منجزاته بدوافع شخصية واجتماعية، كما تتوفر لديه القدرة على المبادرة وتدبير أموره وتحسين عمله ومنتجاته [6] .  وقد مهد ذلك إلى ظهور نظريات الإدارة الذاتية وفكرة "الفرق ذاتية الإدارة" self managing teams .      
وفي العقود التالية كثر منظرو الإدارة، وأصبحت مادة تدرس في معظم جامعات العالم.  كما ظهرت معاهد مختصة بتدريسها وإجراء البحوث حولها.  وظهرت جمعيات للعاملين في هذا المجال ودوريات يكتبون بها.  كما ظهر جيل من أساتذة الإدارة ممن لم يمارسها على الإطلاق، كما ظهر خبراء في الإدارة يعملون كخبراء استشاريين من خلال شركات استشارية.  وهكذا ظهر الى الوجود علمٌ جديد.
ويذكر أنه كان للعرب مساهمات في تأليف كتب حول الإدارة، وقد ظهرت بشكل خاص في بداية العهد الأيوبي حيث ألف عددٌ من الكتاب كتباً في الإدارة وفي الحكم governance ، مستفيدين من تجربة الفاطميين في الحكم. وقد برز من بينهم ابن رفاعة الذي وضع كتاباً في عشرة مجلدات بعنوان "رسائل علم الرؤساء" سنة 1197م.   
 
 
 
 
 
 
 


[1]  الدولة والعائلة والملكية الخاصة، فريدريك إنجلز.

[2]  العقد الفريد.

[3] السيرة النبوية، الجزء الأول، إبن هشام.

[4] Contemporary Nanagement, Jones, George and Hill.

[5] Principles of Modern Management, by Samuel C. Certo. 

[6] End of management, Kenneth Cloke & Joan Goldsmith.

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمkhalaf 
التعليقنعم ان لها قيمة وفوائد لا تحصي . واعتقد ان الكل في حاجة لها خصوصا في الوطن العربي للتضارب الذي يحدث وعدم المنهجية في كثير من الحالات.فنجد ان النجاح ياتي صدفة. 
   
2  
الاسمkhalaf 
التعليقنعم ان لها قيمة وفوائد لا تحصي . واعتقد ان الكل في حاجة لها خصوصا في الوطن العربي للتضارب الذي يحدث وعدم المنهجية في كثير من الحالات.فنجد ان النجاح ياتي صدفة. 
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter