البحرين، والخوف من القضم
 
 


 

البحرين، الجزيرة الصغيرة ذات العمق الحضاري تعود إلى صفحات الأخبار الرئيسية.  البحرين كيان عربي قديم، كان يطلق على الجزء الأوسط من ساحل الجزيرة العربية الشرقي، وفي زماننا تقلص الكيان البحريني إلى الأرخبيل الواقع شرق الخليج على مقربة من الساحل.  حكم الفرس البحرين لفترات طويلة، دون أن يغير ذلك من طابعها العربي.  وعلى الرغم من زوال دولة الفرس بالفتح الإسلامي ، إلا أن ضم البحرين كان هاجساً دغدغ أحلام شاهات إيران المتعاقبين في العصر الحديث.  وبقي هذا الإحتمال يرسم معالم السياسة الخارجية للأسرة الحاكمة في البحرين، بل والداخلية.

الغالبية العظمى لسكان البحرين هم عرب، وهناك أقلية تعود بأصولها إلى إيران.  وغالبية سكان البحرين شيعة، وغالبية الشيعة عرب، إنتماءاً وإحساساً وتوجهاً، إلا أن النظام يمارس تجاههم سياسة إقصاء لا مبرر لها، هذا إن كان الإقصاء يجوز أذا توفر له مبرر.

في العام 1971 إستقلت أمارة البحرين، وبناءاً على طلب شاه إيران تم إجراء إستفتاء، وإختارت الأكثرية الشيعية عروبتها، والإستقلال بدولة عربية يحكمها حاكم عربي.  كما أظهر شيعة البحرين حسهم العروبي تكراراً في مسيرات عاشوراء، التي كانوا يحولوها إلى تظاهرات لدعم الجزائر، ولشجب العدوان الثلاثي ولتأكيد عروبة فلسطين وغير ذلك من القضايا العربية.  وفي جميع ذلك كانوا يتشاركون مع إخوتهم السنة.

التركيبة السائدة في البحرين مغيبٌ عنها العدل، وأقل ما ينجم عنها تقسيم الشعب الواحد، ذلك الشعب الطيب الحلو المعشر.  نرجو أن لا تتحول الإحتجاجات الأخيرة إلى أداة تقسيم لهذا الشعب، كما نرجو أن تزول الأوضاع الراهنة، بإصلاحات سياسية يرضى عنها شعب البحرين.   

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم   
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)    
التعليق  
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter