شهدت ميادين وشوارع مدن مصر جميعها مسيرات ضخمة غير مسبوقة بحجمها وتنظيمها ووضوح الرؤيا، فجميعهم يطالبون بتنحي الرئيس. وكانت مسيرة ضخمة جداً قد خرجت في القاهرة وغيرها من مدن مصر الكبيرة قبل أربع وأربعين عاماً تطالب الرئيس جمال عبد الناصر بالتراجع عن التنحي الذي أعلنه في خطابه حيث تحمل فيه المسئولية عن هزيمة حرب 1967.
شتان بين الرئيسين وبين المطلبين. لقد كان عبد الناصر جاداً في تنحيه، ولو أنه عاش إلى ما بعد حرب أكتوبر لكان إعتزل السياسة، كما كان يخطط.
أما مبارك فهو متمسك بالرئاسة لدرجة مرعبة، فعلى ما يبدو أنه مستعد أن يسير في أي إتجاه للحفاظ على الكرسي. فلا يمانع بقيام حرب أهلية، ولا يمانع بتقسيم البلاد.
ورد خبر قبل قليل أنه توجه إلى شرم الشيخ، فهل إختارها لقربها من السعودية، أو ربما ليقيم دولة فيها يورثها لإبنه جمال، مملكة سيناء، لم لا؟..
سيناء لا يوجد بها جيش مصري يقف بوجه هذا المشروع. ويوجد بها قوات أمن عام ، وهي مؤيدة له. كما أن إسرائيل ستدعم هذا المشروع الذي ينشئ عازلاً بينها وبين مصر. ويضاف إلى ذلك تدني الكثافة السكانية في سيناء، الأمر الذي يضعف إمكانية قيام ثورة ضده.
وسيناء تملك كافة متطلبات الدولة؛ فيها موانئ ومطارات وموارد طبيعية وسياحة رائجة وزراعة تجعل من إمكانية قيام دولة أمراً ممكناً، حتى لو كان الفساد أحد القيم التي يتغنى بها السلام الجمهوري الجديد.