لم تعرف العصور العربية القديمة شخصية بارزة بهذا الإسم، ويبدو أنه من الأسماء التي ظهرت للوجود في العهد العثماني. ولكن العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية شهدت ثلاثة حملوا هذا الإسم، ومارسوا الزعامة بأشكال مختلفة.
الأول كان حسني الزعيم الذي قام بأول إنقلاب في سوريا ( وعملياً في العالم العربي ) على حكومة دستورية في العام 1949، ففتح بذلك الباب لسلسلة من الإنقلابات سخفت تاريخ الأمة لعقود، ولا تزال الأمة تدفع فاتورتها.
أما الثاني فهو الممثل الفكاهي السوري حسني البورزان ( إسمه الحقيقي نهاد قلعي )، الذي جسد الزعامة في مسرحية " ضيعة تشرين " بطريقة لخصت أداء الزعماء العرب، ومعاناة شعوبهم، بطريقة أقل ما يقال عنها أنها كانت أكثر إمتاعاً من أداء حسني الزعيم وحسني مبارك، وهو حسني الثالث، الذي إبتليت به الأمة لمدة ثلاثين، ليكون الأطول حكماً في مصر ما بعد محمد علي.
لقد ثبت أن هذا الإسم لم يجلب حسن الطالع لحامله ولمن حوله، فقد إنتهت حياة حسني الزعيم بالإعدام بعد أن أطاح به إنقلاب آخر خلال أقل من سنة في الحكم، أما حسني البورزان فقد شُل، على أيدي زلم النظام كما يشاع، أما الثالث فقد أساء لشعبه وأمته، مثل لعنة الأنبياء، بطول العمر. ويبدو أنه سيحدث دماراً في خروجه، أكبر من الذي أحدثه في بقاءه.