لقد عرف العالم حركات تغيير كثيرة عبر التاريخ إستخدم بعضها عربات لتيسير وتعجيل التغيير، وهي في العادة وسيلة إنتشار تزيد من فعالية وكفاءة التغيير وتعزز وتديم مخرجاته.

لقد ساعد إكتشاف صناعة الورق من قبل العرب بعد العام 751م بعد أن أخذوا مبادءه من أسير صيني، على تسهيل ترجمة كتب هندية ويونانية وسريانية ونشرها في أوساط الناطقين بالعربية ومن ثم ترجمتها وغيرها من المبتكرات العربية إلى لغات أخرى.  فعزز ذلك قيام نهضة عربية، لا يمكن تخيل تاريخ البشرية لو لم تقم.

وزامن النهضة الأوربية إختراع الطباعة مما أعطى النهضة زخماً تمثل بتكثيف النتاج الأدبي والعلمي وجعل ظهور الصحافة أمراً ممكناً وجعل الكتب بمتناول الجميع بخفض كلفة إعدادها وزيادة حجم إنتاجها.

رافق ظهور الرأسمالية، وهي حركة ذات أبعاد إقتصادية وإجتماعية وسياسية، أكتشاف الآلة البخارية والثورة الصناعية، كما إقترن ذلك كله مع ظهور الإستعمار الحديث، الذي كان يهدف بداية إلى فتح أسواق لمنتجات الثورة الصناعية.  ولكن سرعان ما أدى الإنتشار الذي جعلته الآلة البخارية ممكناً إلى نشر معارف وعلوم جديدة.

في العصر الحديث إستخدمت الثورة البلشفية في روسيا ماكينة الستانسل في طباعة منشوراتها السرية التي حرضت جماهير روسيا وجعلتها تنخرط في صفوف ثورة غيرت مسار تاريخ العالم.  كما قامت الثورة الإيرانية بالإعتماد على الكلمة المسجلة على كاسيت، لدرجة سُميت بثورة الكاسيت، مما أوصل صوت قادة الثورة المنفيين بالخارج إلى أبناء الشعب الإيراني في الداخل.

أستخدمت الإنتفاضة الفلسطينية وسائل مبتكرة كثيرة ، ومن المفارقة أن بعضها كان يتسم بالبدائية كتعبير لتجنب التكنولوجيا التي يتفوق بها الخصم ويسيطر على منابعها، مثل إبتكار وسائل إتصال أذهلت المراقبين في حينه، جعلت من الإنتفاضة حركة متماسكة أبقت القضية حية لوقت طويل.  

وجاءت ثورة شباب مصر بأساليب وآليات جديدة، من ضمنها الإلتزام التام بسلمية ومدنية الحركة، وإستخدمت الفبس بوك بإقتدار وفعالية كبيرتين، فكانت العربة التي نشرت وأشاعت بواسطتها أسلوب وأهداف  وتكتيتات  الحركة، مما جعل منها ثورة عظيمة. 

لقد إستخدم شباب مصر الفيس بوك ببراعة أدت إلى إنتشار نكتة في أوساط شعب مصر تقول أن حسني مبارك تنحى ثم مات وإلتقى بعبد الناصر والسادات فسألاه " جلطة ولا منصة ؟." أي ما سبب الوفاة، هل هي جلطة مثل جمال أم إغتيال في منصة مثل أنور، فكان جوابه " لا.. فيس بوك ".