أسس
آرثر أندرسين شركته التي حملت إسمه سنة 1913. وكان آرثر قد نشأ يتيماً في شيكاغو ولكنه إستطاع أن يكمل تعليمه وأن يؤسس عمله الخاص في سن مبكرة جداً.
ركز آرثر على أهمية إحترام المعايير المهنية والتقيد بها، والأهم من ذلك أكد على أهمية أخلاقيات العمل وأهمية الإلتزام بها. ومن أجل ذلك أسس مركزاً للتدريب في ضواحي شيكاغو Q Center لتدريب الموظفين وبناء قدرات ومهارات العمل والتأكيد على أهمية الإلتزام بأخلاقيات العمل.
وكشركة تدقيق، كان هذا الإلتزام مفيداً لها، فإتسعت الشركة وإنتشرت وفتحت لها فروع في جميع أنحاء العالم. وكمؤشر لحجمها نذكر أن دخلها في العام 2003 بلغ أكثر من 9 مليار دولار.
توفي ارثر اندرسون في العام 1947 بعد ان ترك شركة كبيرة تقدر القيم الايجابية وتحافظ على اخلاقيات العمل وتعلمها للغير من خلال شركة استشارية اقامتها لهذه الفاية.
تحولت الشركة للعمل في مجال تقديم الاستشارات لمدراء الشركات الكبيرة، إضافة الى عملها التقليدي في مجال التدقيق.
تختلف متطلبات الاستشارات كثيراً عن متطلبات التدقيق، وكذلك تختلف المعايير الاخلاقية المرتبطة بكلٍ منهما، كما أن
عوائد الاستشارات أكبر بكثير من عوائد التدقيق. وهذا إنعكس على
كبار المدراء والشركاء، الذين أفادوا كثيراً من نشاطهم. ثم إنجرفت الشركة وراء " رضى الزبائن " لتصبح طاعة عمياء، فأصبحت الخدمات المقدمة للزبائن تتضمن عناصر لا أخلاقية ومخالفة للقانون.
وتغيرت توجهات الشركة فأصبحت توظف أصحاب الخبرة، فأهملت مركز التدريب، وكان على الموظفين الجدد أن يخضعوا لدورة تدريبية يتعلمون فيها " طريقة أندرسون " ويستوعبون ثقافة الشركة، فتم التراجع عن ذلك.
وكانت النتيجة إضمحلال الشركة وإنتهائها. ففي العام 2002 إرتبط إسم الشركة بفضيحة إنرون. أغلقت الشركة فروعها في الخارج، ولم يعد لوجودها سوى الإسم.
ومن الغريب أن أهم مصدر دخل لها الآن يأتي من مركز التدريب الذي أسسه آرثر لتعزيز أخلاقيات العمل في أوساط الشركة.