طريقة آي بي أم
 
 


من الصعب عدم ربط شركة آي بي أم بالكمبيوتر، ولكنها ظهرت إلى الوجود قبل ظهور أول جهاز كمبيوتر بنصف قرن.  فلم تكن شركة آي بي أم من إختر الكمبيوتر ، كما لم تكن أول من عمل على صناعة الإختراع الجديد، ولكنها أول من أتم صنعه وأول من أدخله مجال التشغيل وأول من حوله إلى سلعة.

الجميع يعرف قصة المهندسين الشابين الذين عرضا على وزراة الدفاع الأمريكية بناء حاسوب لصالحها، وقصة سماع رئيس آي بي أم بالعرض، حيث قرر أن يصنع الإختراع الجديد قبلهم، فجمع كبار إداريي الشركة وعقولها وأبلغهم برغبته ووضع إطاراً زمنياً للمشروع، وإستخدم في عرضه جميع أنواع التحفيز، بما في ذلك التهديد.  وفعلاً قامت آي بي أم بتصنيع أول كميوتر بينما كان منافساهما لا يزالان ينتظران موافقة وزارة الدفاع على عرضهما.

ومنذ ذلك الوقت إرتبط إسم الشركة بالكمبيوتر، وأصبحت معدات فرز البريد التي كانت الشركة منهمكة في صنعها منذ العام 1894 جزءاً من ماضيها الذي تفتخر به، ولكنها مع هذا ترفض أن تدمغ على أنها شركة تصنع وتبيع أجهزة الكمبيوتر، على الأقل مجازاً على لسان أحد كبار مدراءها وهو نائب الرئيس للمبيعات بك روجرز Buck Rogers، والذي نجح في مضاعفة مبيعات الشركة 200 ضعف خلال العشر سنوات من إدارته لقسم المبيعات ( 1974-1984 )، حيث إستطاع زيادة المبيعات من 250 مليون إلى 20 بليون سنوياً، وهو مؤلف كتاب " طريقة آي بي أم " The IBM Way  .

روجرز يتعامل مع شركته على أنها، بشكل أساسي، مقدم حلول لزبائنها وأنها تساعد هؤلاء الزبائن على الإرتقاء بأعمالهم.  لقد كان روجرز يتعامل مع زبائنه على أنهم شركاء ، وكان هذا جزء من ثقافة الشركة؛ مشاركة الزبائن والموردين،  وقال لأحد زبائنه المتعبين ذات مرةً " أتريد أن تشتري أجهزة أم تريد أن تكسب شريكاً؟. " فما كان منه إلا أن مد يده وقال " بك سلم على شريكك الجديد ".

لقد أبدت شركة آي بي أم إهتماماً شديداً بالتدريب وتنمية الموارد البشرية، وقد أسست لهذه الغاية مركزاً للتدريب كان ينظم برامج تدريبية تستهدف كافة الفئات الوظيفية ، بل كات تخدم زبائن الشركة ومورديها وتنظم لهم برامج تدريبية خاصة.

كما إهتمت الشركة بالجودة، وكانت تعقد دورات تدريبية خاصة لجميع الفئات الوظيفية في الشركة.

لقد إستطاعت آي بي أم الصمود والبقاء رغم منافسة ميكروسوفت وغيرها.  لقد مر على تأسيسها أكثر من مائة وأربعة عشر سنة، وفي هذا قصة نجاح قل مثيلها.

 

 

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمنديم أسعد 
التعليقأتفق معك مهندس عمر على أهمية التدريب، بالنسبة لجميع الشركات، وبالأخص الشركات الكبيرة التي تستطيع تحمل كلفة برامج تدريب وتنمية موارد بشرية منظمة لتهيئة العاملين في الشركة تبوء مواقع أعلى وملء شواغر.  
   
2  
الاسمEng.omar 
التعليقألاحظ و بشكل واضح الاهتمام الكبير للشركات العملاقة و الناجحة بالتدريب, فالتدريب له عوائد ايجابية كبيرة على تقدم و تطور الشركات و هو الامر الذي يجب ان توليه منظماتنا العربية الأهمية اللائقة بالتدريب البشري . 
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter