من أجل ديمومة مؤسساتنا ومن أجل نتائج اداء أفضل ينبغي للجهد التدريبي والتعليمي أن يكون مستمراً وممنهجاً. ومن أفضل من المدير معلماً، ومن أفضل من القائد معلماً.
لقد فقدت هذه الكلمة مضمونها وقيمتها، ربما بسبب الأفلام والمسلسلات المصرية، فأصبح كثيرون يأنفون أن يُنادى عليهم بهذا اللقب، المعلم، علماً بأن العرب أطلقوا لقب المعلم الثاني على الفارابي ( على أساس أن المعلم الأول هو إفلاطون ).
ولكي يصبح المدير معلماً يجب أن يؤمن بأهمية التعليم والتدريب والتوجيه وبناء ثقافة مؤسسة، ويجب أن يعتقد أن بإمكانه ممارسة تشكيل ذهنية بل وشخصية فريقه بينما يمارس إدارة المؤسسة بشكل يومي.
ويجب أن يستمتع بذلك. ويعيي أنه يخدم نفسه بذلك أولاً.
ويجب أن يتصف بالصفات الأساسية للمدربين والموجهين؛ فيجب أن يمتلك المعرفة والخبرة، كما يجب أن يقبل على العملية بذهن مفتوح وأن يطور قدراته التواصلية، كما يفضل أن يكون صاحب رسالة أو فلسفة.
من أجل أن يصبح شبابنا، الذين يشقون طريقهم في الحياة ويسعون إلى المضي بمسيرتهم المهنية نحو نهاية لائقة، من أجل أن يتحولوا إلى معلمين ينبغي عليهم أن يعملوا على أنفسهم ويسعوا نحو إحداث تغييرات في قدراتهم ليتمكنوا من تبوء هذا الدور. ويتم ذلك بالقراءة ومراكمة الخبرة، التعلم من تجاربهم الشخصية ومن تجارب الآخرين. كما يجب أن يتعلموا حب إفادة الآخرين. وأن يقتنعوا أن قوة المدير بقوة فريقه، والفريق يقوى بالعرفة.
نديم أسـعد