ثقافة الأعذار هي الميل إلى إختلاق أعذار للتملص من المسئولية عن مشكلة ما. هذا النهج يقتل روح الفريق ويقضي على الحس بالمسئولية، كما يصرف جهد ووقت الشخص المعني عن حل مشكلة أو المشاركة في حلها إلى إيجاد أعذار لحل مشكلته الشخصية. فإذا نجح في " تبرءة " نفسه.. فلا مشكلة.
تتفشى هذه الثقافة في مجتمعاتنا العربية، وهي تتراوح من بلد إلى آخر، وتنتشر أكثر في المجتمعات التي عانت من القمع والحكم القاسي.
وتجد لها وجود أيضاً في المؤسسات التجارية والصناعية والخدمية. فهناك أشخاص يسعى الواحد منهم على الدوام إلى أن يكون "مغطى" ، فلا يقع عليه لوم إذا حصل مكروه. ومن أجل ذلك يبذل جهداً ذهنياً كبيراً. وبعد ذلك لا يهم أن يحصل الأسوأ.
فلا يهم أن تتأخر الطلبية، فعذره أنه إقترح العمل لساعات إضافية ولم يصغي إليه أحد.
ولا يهم أن يحدث حريق فقد كتب تقريراً يشرح فيه حالة منظومة الإطفاء، وهو بذلك قام بواجبه.
هذه عقلية يُفترض أن تكون إنقرضت، فهي تتنافى مع روح الفريق، ولا تتعايش مع طموحاتنا في المنافسة عالمياً .. المنافسة القائمة على الإبتكار والتحديث والتحسين المستمر.
في مصانعنا وشركاتنا ومؤسساتنا الخدمية ينبغي أن تكون مسئوليتنا جماعية وأن نعمل معاً بهذا النفس.