الإبتكار في التاريخ
 
 


يقتصر التاريخ البشري على ثلاثة نشاطات مارسها الإنسان عبر التاريخ؛ وهي النشاط العسكري والهجرات والإبتكارات.

لقد عاش الإنسان لآلاف القرون دون أن يمارس هذه النشاطات الثلاث، فلم يصنع تاريخ، ولكن منذ عشرة آلاف سنة أو أكثر قليلاً، بدأالإنسان يعاني من شح في الموارد؛ الثمار وحيوانات الصيد المتوفرة في بيئته، فتحارب وهاجر وإبتكر.

لقد إخترع الإنسان وأبدع كثيراً، ولم يصل إلينا إلا ما وُضع موضع التنفيذ منها.

لقد كانت منطقة شرق المتوسط حاضنة أولى الإبتكارات التي عرفها الإنسان، فكان أكبرها، مثل النار والعجلة والكتابة وتعدين النحاس والحديد وإنتاج البرونز والسكر والصابون والفخار وغيرها من الإبتكارات التي يتعامل معها بنو البشر الآن، على أنها من المسلمات.

وقد إستمر هذا الإقليم بالعطاء الإبداعي، وقد سجل التاريخ للعرب الكثير من الإبتكارات والإبداعات. 

كما ساهم العرب، وأبدعوا في ذلك، في أخذ العلوم عن أمم العالم القديم ، من هنود وإغريق وفرس وصينيين، كما تعلموا من إخوتهم السريان والآراميين والمصريين.

ولكن العرب أضافوا إضافات كمية ونوعية لكل العلوم والصناعات التي تعلموها من الشرق وعلموها للغرب ( أوربا )، فقد توصلوا إلى كثير من المركبات الكيماوية، وصنعوا العديد من الأجهوة الهيدروليكية، وطوروا صناعة السفن وأدوات الملاحة، مثل البوصلة.

في زمن التخلف الذي نعيش، توقف الإبتكار، وفقد العرب قدرتهم على الإقتباس والنقل فتخلفت الأمة، بينما واصل الأوربيون مسيرة الإبداع والإبتكار.  لقد أخذ الأوربيون عن العرب التفكير المنطقي وأضافوا إليه البحث  فأضافوا للمخزون الإبداعي والإبتكاري إضافات جليلة بالكم والنوع.  أما العرب فلم يأخذوا عن أوربا الميل إلى البحث وفقدوا ما كانوا يملكون من نهج منطقي في التفكير والتحليل.   

                                                                                              نديم أسـعد  

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم   
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)    
التعليق  
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter