درس من سورة العصر
 
 


سورة العصر " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "  الآية 3
إن من أهم أدوار القيادة والإدارة هو التأثير على جموع الأفراد المستهدفين ضمن مجال دائرة تأثيرهم، سواء كانوا موظفين في شركة، أو هيئة عامة لمنظمة  أو جماهير شعب ضمن تشكيل سكاني محدد. هذا التأثير يوجه من الأعلى إلى الأسفل على شكل توعية وتوجيه وتحفيز، تستخدم فيه أدوات عديدة تتراوح من الأحاديث المباشرة وغير المباشرة إلى المكافئة المادية وغير المادية وإلى أبسط الأدوات، وإن لم تكن أقلها تأثيراً وهي القدوة .
إلا أن التأثير يمكن أن يُعزز بتأثير أفقي أو جانبي بحيث يؤثر أعضاء المجتمع أو الفريق على بعضهم البعض بشكل إيجابي، فيحضوا بعضهم بعضاً على .. السلوك الجيد والأداء الحسن. فيتواصوا بالحق. وهذا يتخطى بتأثيره الجهود التي تبذلها القيادة والإدارة من الأعلى .
...  
وهذا يتطلب تحول يشمل الغالبية العظمى من أبناء المجتمع، بحيث يؤمنوا بمجموعة من الأهداف العامة ويؤمنوا بضرورة العمل على تحقيقها ويؤمنوا بالأساليب والأدوات التي ينبغي إستخدامها من أجل ذلك. بحيث يصبح هذا المجتمع يمتلك رؤيا واضحة ويمتلك أفراده آليات تصحيح فيحض بعضهم بعضاً على السير على طريق الحق – طريق تحقيق الأهداف، كما يحض بعضهم بعضاً على تحمل متاعب السير على هذه الطريق.. ويتواصوا بالصبر .
هذا المجتمع، المجتمع المتواصي، قادر على صنع المعجزات. فلو أمكن إيجاده في شركة لأصبح أداؤها العام ممتازاً. وهذا يمكن تشكيله من خلال تعميق حالة الإنتماء بتعزيز رضى العاملين وتوعيتهم وتدريبهم وإشاعة ثقافة تحض على التعاضد والتعاون وتغييب التلاوم والشللية والأنانيات وعدم السكوت على الخطأ.  
نديم أسعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter