الصيانة والتصليح
 
 


الصيانة والتصليح

يختلط الأمر على كثير من الناس حول الصيانة والتصليح فيعممون التعبير الأول ليشمل أعمال الصيانة وأعمال التصليح.  وفي حقيقة الأمر فالصيانة والتصليح مختلفان وإن كانا يكمل أحدهما الآخر. 

فالصيانة هي عمل وقائي بشكل أساسي ويهدف الى منع حدوث أعطال في المعدات والنظم بإستبدال أو إصلاح قطعة أو أكثر فيها.  أما التصليح فهو حل لمشكلة وقعت وعطل ( توقف ) حدث، وهذا يتطلب تغيير قطعة أو أكثر أو إصلاحها.

ففي المصانع تهدف إدارة الإنتاج، بين أشياء عديدة، إلى خفض وقت تعطل معدات الانتاج الى الحد الادنى الممكن.  وهذا يتأتى من خلال أعمال الصيانة التي تستبق الأعطال وتعالجها بإستبدال القطع المستهلكة أو بأعمال نظافة وتزييت دوريين لإطالة أعمار المعدات ومكوناتها وفق برنامج معد مسبقاً يطبق بحذافيره حسب أطر زمنية مدروسة.  وجهد الصيانة مكلف فهو بحاجة الى قطع ومواد مستهلكة وعمالة، وكلاهما له تكلفته، كما أن أعمال الصيانة قد تحتاج الى إيقاف العمل، وهذا له كلفته.  والأمر ينطبق على أعمال التصليح كذلك، فهي بحاجة ألى قطع وجهد بشري وتتسبب في أعطال ناجمة عن توقف المعدة.  فما الفرق إذن؟  ولماذا نلجأ إلى الصيانة ونفضلها؟.

السبب يكمن في التوقيت،  ففي حالة الصيانة فإن الإدارة تملك قرار التوقيت بيدها، فبإستطاعتها تأخير أو تقديم موعد إجراء عملية الصيانة.  أما التصليح فهو رد فعل لعطل حدث فجأة بحيث لا يترك خيار توقيت التعامل معه لأحد.  فالصيانة يمكن إجراءها خارج ساعات الدوام مثلاً أو عندما يكون الطلب على المعدة خفيفاً، وهذا يخفف من كلفتها.  وهذا يقودنا إلى سؤال آخر؛ وهو لماذا لا تقتصر إدامة المعدات على الصيانة فقط ؟.   الجواب أن برامج الصيانة تقوم على فكرة إستبدال القطع حسب برامج زمنية محددة ومبنية على تجارب سابقة وتعليمات الشركة المصنعة للمعدة.  فلو تم تقصير المدد الزمنية الواجب مرورها قبل عملية الصيانة فهذا يؤدي إلى تراجع الحاجة إلى أعمال تصليح، ولكنه يؤدي إلى رفع كلفة الصيانة.  لذلك ينبغي إحداث حالة من التوازن فيما بينهما، يعبر عنها بيانياً بحيث يحدد مقدار الصيانة والتصليح عند نقطة تقاطع منحنيات تكاليف كل منهما.  وهذا كفيل أن يجعل الكلفة المشتركة لكليهما تصل حدها الأدنى والأعطال تبلغ مستوى محمول ومقبول.

في عالمنا المتغير، لم تعد إدامة المعدات أمرأً بسيطا وثانوياً، بل أصبح بحاجة إلى إدارة وتنظيم وتخطيط مُجَدول، يعتمد في كثير من الحالات على برامج محوسبة جاهزة، كما تحتاج إلى فنيين متعلمين ومدربين جيداً.

نديم أسـعد  

          

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter