بسم الله الرحمن الرحيم

ورد في الاية 169 من سورة البقرة في كتاب الله العزيز " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ".  تتردد مفردة الحكمة على ألسنتنا كثيراً فيوصف شخص أو موقف على أنه حكيم، فما هي الحكمة، التي يصفها القرآن بأنها خير كثير وهبة عظيمة من الخالق.

إن إدارة الحياة، سواء كانت الحياة الشخصية أو العائلية أو حتى السياسة وكذلك الأعمال يمكن إختزالها بسلسلة مشاكل وحلول؛ مشاكل تظهر أو تُتَوقع وتوضع لها حلول.  مشاكل تحد من إمكانية التوصل إلى الأهداف العامة للفرد أو الأسرة أو الشركة أو الحزب السياسي، وحلول تلغي العوائق التي أوجدتها المشاكل و تعزز الجهد العام المكرس لتحقيق الأهداف.  حل المشاكل يتطلب صنع قرار، وصنع القرار هو عملية إختيار بين عدد من الحلول المطروحة، بدائل، لإختيار الحل الأمثل.  حل المشاكل وصنع القرارات مهارتان رديفتان تعتمد عليهما مسيرة الإنسان والمجتمع والأسرة والمؤسسة.  فبقدر عدد الحلول الناجعة يتحقق النجاح.

الحكمة هبة من الله تمكن الإنسان، وحيثما كان هو صانع قرار، التعامل الفوري مع المشاكل ووضع الحلول المناسبة لها ووضعها موضع التطبيق.

والمشاكل، بالمفهوم العلمي، ليست، بالضرورة مصائب؛ فالذهاب إلى السوق مشكلة تتطلب حلاً.  والحل هو الإختيار بين البدائل المتاحة أو إيجاد بدائل أخرى وإختيار إحداها؛ مشياً على الأقدام أو بالسيارة الخاصة أو بسيارة أجرة.  فإذا كان السوق بعيداً يُستبعد خيار المشي، وإذا كان هناك السوق أزمة مواقف للسيارات فقد يُستبعد خيار السيارة الخاصة، وإذا كان السوق واسع ويتطلب التوقف للتسوق من أكثر من مكان يصيح خيار سيارة الأجرة مستبعداً، وهكذا.  مهارة حل المشاكل وصنع القرارات يمكن تنميتها وتعلم أدواتها وأساليبها.  وكذلك يمكن تنمية الحكمة التي قد تُفهم على أنها مطابقة لمهارة حل المشاكل وصنع القرارات أو أنها أكثر شمولية، فتشمل خصال حميدة مثل الموضوعية والبعد عن الشخصنة والمزاجية.