لنتعلم
الإدارة من القرآن الكريم – 18
للذين
يتبوؤن مواقع إدارية متقدمة والذين يحجبون الصلاحيات عن مساعديهم نورد الآية
الكريمة " .. وإذا إستأذنوك لبعض
شأنهم فإذن لمن شئت منهم .. " من سورة النور ( الآية 62 ) التي يخاطب بها رب
العالمين جل وعلا رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حول كيفية التعامل مع
أصحابه بتعليمات فضفاضة تتضمن هامش حركة واسع.
فإذا كان الصحابة ( الرعية، حشد جماهيري، الهيئة العامة لمنظمة ) في إجتماع
أو صلاة أو حشد قتالي وأراد يعضهم المغادرة لسبب ما فللرسول صلاحية منح الإذن
لبعضهم أو حجبه، هذه الصلاحية منحها الله لرسوله والفارق بينهما في المكانة
والقدرات شاسع جدا.
إن
المدراء أولى بمنح الصلاحيات لمساعديهم من أجل أم يتقووا بها ويتقوى بقوتهم النظام
المؤسسي الذي يقوده المدير مانح الصلاحيات. يخاف كثير من المدراء من المساعدين
الأقوياء ذوي الخبرة فيحجبوا عنهم المعلومات ولا يمنحوهم الصلاحيات التي تمكنهم
وتطورهم. وهذا خطأ منهجي عقيم؛ فضعف
المساعدين ضعف للمؤسسة وضعف للإدارة التي يرأسها المدير حاجب الصلاحيات.
المدير
الذي لا يهيء مساعديه ليستلم أحدهم موفعه في يوم من الايام لا يريد ان يغادر هذا
الموقع الى مكان افضل، فهو عديم الطموح وقليل الثقة بنفسه. هذا النوع من المدراء لا يتطورون ولا تتطور
مؤسساتهم.
نديم أسـعد