لنتعلم الإدارة من القرآن الكريم – 16
الآية الكريمة من سورة النور". فإذا إستأذنوك لبعض شأنهم فإذن لمن شئت منهم
.." ( الآية 62 )
تتضمن هذه الآية تقديراً لصحابة رسول الله الذين
يستأذنونه عندما يكونون قد إجتمعوا لغاية هامة في المغادرة لغرضٍ خاص، كما تتضمن
توجيهاً عاما للرسول بأن يمنح الإذن لمن يطلبه حسب ما يراه مناسباً.
هذا النهج الذي إتبعه رب العالمين في توجيه نبيه يعلمنا
كيف نتعامل مع مرؤوسينا، وذلك بإعطاءهم هامش حرية وقدر من الصلاحيات يتحركون من
خلاله.
تعلمنا هذه الآية – وهي توجيه من رب الكون – إحترام
مرؤوسينا وإحترام قدراتهم وإعطائهم الفرصة ليتصرفوا بهامش حرية معقول ضمن توجيه
عام. فلا يكون التوجيه، أو الأمر الصادر،
يملي على الجهة المنفذة خطوات التنفيذ بحذافيرها، فهذا يعبر عن نظرة ضيقة وتقييم
متدني وثقة مهزوزة، كما أنه لا يساعد على بناء قادة ومسؤولين يتولون الدفة
مستقبلاً.
الآية الكريمة تقدم لنا نهجاً عظيماً للتعامل في
مؤسساتنا، ولا ينبغي أن ننظر إليها كجزء من واقعة يقصها علينا القرآن.
نديم
أسـعدv