" إنما عليك
الجهد "
ورد في سيرة إبن
هشام أن الرسول كلف أحد أصحابه بمهمة فوعد بتنفيذها. ولكنه بدا له تخوف من عدم قدرته على الوفاء بما
وعد فإمتنع عن الطعام فبلغ ذلك للرسول، فسأله عن السبب، فقال له إني أخاف أن لا أفي
بما وعدت. فقال له الرسول " إنما
عليك الجهد ". أي عليك المحاولة
باذلاً كل جهدك.
وهذا ينطبق على
الإدارة مثلما ينطبق على الأمور السياسية والعسكرية، وفي الإدارة هناك توجهان
لتقييم الأداء؛ الأول يعتمد على النتائج والثاني يعتمد على الجهد
result
oriented, effort oriented
. فالتوجه النتائجي لا
يكترث بالظروف المحيطة بالعمل أو المهمة، وينصب الإهتمام كله على النتائج المتحققة
قياساً بهدف أو أهداف محددة مسبقاً. أما
التوجه الجهدي فإنه يولي الجهد المبذول أهمية كبيرة، ويقيم الأداء العام وفقاً
لذلك.
كان التوجه
النتائجي سائداً في السابق، ولكن التوجه القائم على الجهد المبذول بدأ يقوى مع
تزايد الإهتمام بالأبعاد الإنسانية والأخلاقية للإدارة. ونحن أولى من غيرنا أن نكون رواد في هذا
التوجه، فقد علمنا ذلك معلمنا قبل أربعة عشر قرناً.
نديم أسـعد
v