الإبتكار والمنافسة
 
 


لا تزال الكثير من المؤسسات الصناعية والخدمية تتنافس بأسلحة تقليدية؛ السعر ، الجودة ، زمن التوريد إلخ..

من بين عناصر التنافسية هذه، تعتبر الجودة قضية أساسية مسلم بها، فمن لا يمتلك ناصيتها يخرج من السباق تماماً.  أما العناصر الأخرى فبعضها مقيد بعوامل لا تتحكم بها المؤسسة مثل التكلفة وبالتالي السعر، حيث يعتمد ذلك على إقتصاد البلاد ( الأجور ، أسعار الطاقة، النظام الضريبي إلخ.. ) والتوريد الذي يعتمد على موقع البلاد الجغرافي، من بين عوامل أخرى عديدة. 

في زمن إتسعت فيه رقعة المنافسة لتغطي العالم أجمع، أصبح الإلتفاف حول عناصر المنافسة يحتاج إلى حلول مبتكرة innovative solutions .

فإدخال منتجات جديدة مبتكرة تتضمن مزايا تلبي إحتياجات وتوقعات المستخدم النهائي للسلع والخدمات تضيف ميزة تنافسية قد تجعل الزبائن يفضلونها، رغم إفتقادها لعناصر منافسة أخرى مثل السعر، وهذا يشكل تحييد لميزة السعر المنخفض للمنتجات المصنعة في بلد تتدنى فيه الأجور وأسعار الطاقة وعناصر التكلفة الأخرى.

كما أن تبني أساليب إنتاج مبتكرة تخفض وقت الإنتاج وترفع الكفاءة وتخفض فاتورة الطاقة تعزز الموقف التنافسي للمؤسسة الصناعية من خلال خفض الكلف والإلتفاف على الأجور العالية وأسعار الطاقة المرتفعة.  وهذا ينعكس على السعر النهائي.

كما أن إيجاد بدائل لمدخلات الإنتاج، وهو عمل إبداعي مبتكر، غالباً ما يخفض تكلفة المنتجات، فينعكس ذلك على السعر، ويعزز تنافسية المؤسسة الصناعية.

وبالإمكان تعزيز تنافسية المؤسسة الإنتاجية من خلال تبني نظام إنتاج مبتكر يخفض مدة الإنتاج، بالعمل بورديتين أو تطبيق نظم دوام أخرى ترفع الإنتاجية، فيصبح هذا المصنع ملاذاً لكل من لديه طلبية متأخرة محطماً بذلك جميع عناصر التنافس التقليدية.

وفي العموم تتآكل المزايا التنافسية أسرع مما نعتقد فلا يجوز الإعتماد عليها الى ما لا نهاية، يجب العمل على ايجاد مزايا تنافسية جديدة على الدوام.

إن العقل البشري قادر على وضع حلول مبتكرة للكثير من المشاكل التي تبدو مستعصية، المطلوب هو المحاولة وعدم الإستسلام.

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter