مهارات إدارة الوقت -4- مهارة مراعاة المواعيد punctuality
 
 


مهارة مراعاة المواعيد punctuality

هل تذكرون رواية 80 يوما حول العالم، هذه الرواية التي طبعت عشرات المرات في عشرات اللغات وعمل منها أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية ورسوم متحركة.  في بداية الرواية يُوصف بطلها على أنه دقيق في مواعيده لدرجة أنه يمكن ضبط ساعتك على موعد خروجه من البيت، أو موعد عودته إليه.  هذه المهارة، التي تمرس عليها حتى أصبحت عادة، أفادته كثيراً في رحلته حول العالم، التي راهن على إتمامها بثمانين يوماً، وفي الحقيقة لولا هذه المهارة لخسر الرهان.  فكيف يمكن لأحدنا أن يصبح مثل بطل الرواية؟.

تتحقق هذه المهارة بتحقق الرغبة لدى الشخص المعني، الرغبة القائمة على القناعة والتفهم لأهمية أن يراعي المواعيد ويتجنب الإحراجات والخسائر وفقدان الإحترام الناجم عن عدم مراعاة المواعيد.

وتحتاج مهارة مراعاة المواعيد إمتلاك المرء لمهارة الحس السليم بالوقت، وهي أن يعيي على الدوام كم مر من الوقت وكم تبقى منه، في أي ظرف وأثناء القيام بأي عمل.  كما تعني تطوير القدرة على إحتساب الوقت المطلوب، أو تقديره، لأي عمل يقوم به.

وتتحقق، كذلك بضبط النفس وترويضها بالإبتعاد عن التكاسل والتأجيل واللامبالاة وكافة القيم والأفكار السلبية التي تدفع بالإتجاه السلبي.  مثل بعض الأمثال الشعبية الإنهزامية التي تحتوي على موروثات سلبية، مثل " كل تأخيرة فيها خيرة " و أبغضها إلي كلمة " معلش" التي تشكل غطاءاً لكثير من الممارسات السلبية ومن بينها عدم الإلتزام بالمواعيد.

ومن الضروري إجراء بعض الحسابات على الورق أو بدون ورق، يمكن أن يبدأ المرء بإستخدام جدول، يضع فيه كافة جزئيات الوقت المطلوب للوصول إلى مكان الموعد.  فمثلاً من أجل أن أصل إلى المطار الساعة العاشرة، ينبغي أن أتفهم وأحسب الوقت المطلوب لإرتداء الملابس وأمنح وقتاً للمصعد، إذا كنت أسكن في بناية، ووقت إخراج السيارة من الكراج، إذا كنت سأذهب بسيارتي، ووقت للحصول على تكسي، إذا كنت سـأستقل تكسياً،    ووقت الرحلة إلى المطار، ووقت إيجاد موقف، إذا كنت أعيش في العالم الثالث.  إحتساب هذه الأوقات جميعاً غير كافي، فقد يكون المصعد معطلاً، وقد أجد عجل السيارة مبنشر، كما قد يكون السير معطل بسبب حادث إلخ.. هذه تحتاج إلى وقت إحتياط، ولكن ما هو إحتمال أن تحدث كل هذه المعطلات معاً؟. الإحتمال قليل.  لذلك يمكن إحتساب إحتياطي إجمالي وإضافته إلى المجموع والتنفيذ بناء على ذلك، فلا يجوز إضافة وقت إحتياط لكل جزئية.

لنتذكر أن الوصول مبكراً أكثر مما ينبغي يشكل، كذلك، هدراً للوقت.

إن الذي يعتاد أن يحسب الوقت المستغرق للوصول إلى مكان الموعد سيترسخ لديه نهج، فلا يعود يحتاج إلى ورق لإجراء عمليات حسابية، فتصبح نهجاً فطرياً لا يحتاج إلى الكثير من الجهد.

لقد أصبح التأخير عن المواعيد جزء من واقعنا اليومي، فلو وجهت سؤالاً لعدد من الأشخاص: ما هي العبارة التي يبدأ بها مقدم أي جاهة؟.. لكان الجواب: الإعتذار عن التأخر.

                                                                               نديم أسـعد  

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter