عندما تقابل الجيشان في
معركة الجمل، كان الصحابة شديدي الحرص على أن لا يتطور النزاع إلى قتال، وهناك عدة
إشارات تؤكد ذلك من بينها إنسحاب الزبير من ميدان المعركة ومنها ما فعله أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب، حيث أرسل إبنه الحسين إلى طلحة بن عبيد الله، ليذكره
ببعض الأمور عسى أن يرجع عن موقفه.
فقال له إذهب إليه..
" وستجده قد ركب الصعبة وترك السهلة .. " وهذا ما نود التوقف عنده
تاركين السياق التاريخي لغير هذا المقام.
وفعلاً وصله الحسين وو جده
يمتطي فرساً لا تكاد تستقر تحته، وهي الصعبة التي وصفها علي بينما كان لديه خيارات
أخرى بإمتطاء أحد الخيول السهلة المتوفرة لديه.
الدرس: لماذا يختار
البعض الطريق الصعب بينما هناك طرق أسهل تؤدي إلى نفس النتائج إن لم تكن أفضل.
يروى أن بوذا، عندما
خرج إلى العالم يستكشفه، مر بأحد الرهبان الهندوس في بعض كهوف الهيمالايا، فوجده
يصوم طويلاً ويمكث ببعض أوضاع اليوغا لأيام، فسأله بوذا ماذا يجني من ذلك. فقال له الراهب أستطيع أن أقطع النهر ماشياً
على سطح الماء. فرد عليه بوذا: " لم
هذا العناء وهناك قارب يمكن أن تستخدمه ".
نديم أسـعد