التفكير والتخطيط بعيد المدى ضرورة ستراتيجية للإدارة العليا، أفراداً وفرقاً، ينبغي أن يتحلى به أعضاؤها ويمارسوه.
فالتفكير قصير المدى يقلل من قدرة الفرد والمؤسسة من التعامل مع المتغيرات والتحديات، ويضعف قدرتها على البقاء والمنافسة.
التفكير بعيد المدى يتطلب إبقاء عين على المستقبل عند إتخاذ القرارات ووضع الخطط، بحيث يُدرس وقع هذه القرارات وهذه الخطط على مستقبل المؤسسة من جميع الجوانب. كما يتطلب تبني سياسات تنمية بشرية ونظم تحسين في المنتجات ووسائل وطرق الإنتاج، وكذلك علاقات الإنتاج.
كثير من الأفراد يعانون من إنعدام القدرة على التفكير الشمولي الذي يغطي المستقبل، وتوقع إحتياجات المؤسسة المستقبلية من توسعات وطرح منتجات وخدمات جديدة وتحديث أدوات الإنتاج والتكنولوجيا المستخدمة في الإنتاج.
ينجم هذا التوجه عن غياب بعد النظر، حيث يكتفي البعض بالتفكير بالحاضر والحصول على نتائج سريعة. هذا التوجه ناجم عن تفكير خاطئ، يدرك خطأه الكثيرون، ولكن بعد دفع ثمن، والتعلم بالطريقة الصعبة.
ينبغي للفرد أن يعتاد التفكير بوقع كل عملٍ يقدم عليه على مستقبله، وعليه، بالتالي، التمرس على ما يضيف قيمة لمسيرته ومستقبله. والأمر نفسه ينطبق على المؤسسات مثلما ينطبق على الأفراد.
إن الإمعان في التفكير والتخطيط القصير المدى، المسيطر على نمط عمل بعض القائمين على شؤون التنمية في وطننا العربي، يعد من بين أهم الأسباب التي تحد من تقدم الأمة وإرتقاءها. يعزى ذلك لتغييب النمط المؤسسي في العمل، حيث لا يقدم بعض صانعي القرار على تبني خطط بعيدة المدى بسبب توقعهم أن تجنى ثمارها في زمن غير زمنهم.
م. نديم أسـعد