تصبح القدرة على العمل تحت الضغط ضرورة كبيرة، بل شرط أساسي للتوظيف في بعض الحالات. وهي بشكل عام مطلوبة لكثير من المراتب الإدارية.
والضغط غالباً ما يكون نفسياً وعصبياً، وغالباً ما يكون ناجماً عن أوضاع متأزمة، مثل التأخير في تنفيذ المشاريع والعمل بموارد شحيحة، مثل نقص المال والسيولة وغير ذلك من الموارد، وأسباب أخرى مثل العمل مع مدير أو رب عمل مزاجي، كما هو دارج في عالمنا العربي.
كثير من الناس الذين يعملون في مواقع إدارية مختلفة تتأثر قدراتهم على الإبداع والمبادرة ووضع الحلول وإتخاذ القرارات سلباً في أجواء يسيطر عليها التوتر وتكثر فيها المفاجئات غير السارة.
يمكن لكثير من الناس أن يعتادوا العمل في أجواء من التوتر، وهذا الإعتياد ينشأ عن كونهم تصالحوا مع قوانين اللعبة وتعرفوا أن النهايات السعيدة ممكنة، كما أنهم تمرسوا على الآليات والأساليب التي تدفع بإتجاه الحصول على نتائج مقبولة.
العمل تحت الضغط وضع غير صحي للمؤسسة وللعاملين وينبغي تجنبه، وهو يخفض سقف النتائج التي يمكن الحصول عليها، وينبغي العمل على أن لا يصبح هذا النمط هو القاعدة. كما يخلق جو طارد للكفاءات، وفي هذا السياق يمكن للخطوات التالية التقليل من التوتر ومن إنعكاساته:
1.
تحسين إدارة الوقت بحيث لا يحصل تأجيلات وتأخيرات ينجم عنها مهام مستعجلة، التي تشكل المصدر الأكبر للضغط في العمل.
2.
زيادة القدرة على العمل بلا أخطاء، فالأخطاء تتطلب تصليح، الذي غالباً ما يكون على حساب الوقت المخصص لنشاط آخر مما يسبب إرتباك وتوتر.
3.
التخطيط ومنح كل مهمة ونشاط الوقت الكافي فيتم تجنب تزاحم المهام التي تسبب توتر.
4.
العمل على التقليل من المواضيع المستعجلة.
5.
التوزيع العادل لمهام العمل يخفف من التوتر، الذي ينجم بسبب الإحساس بالغبن وبسبب زيادة العبء على بعض الأطراف.
6.
العمل على تقليص قائمة المهام – بتكليف بعضها – وبالإنتهاء، بدايةً، من المهام التي لا تحتاج الكثير من الوقت.
7.
الإرتقاء بإدارة الموارد المتاحة بحيث لا تشح في بعض الأوقات فتتسبب بإشكالات تؤدي إلى توترات وضغوط.
8.
التركيز ومنع تداخل المواضيع بحيث يتم إتمام مهمة محددة بتغييب ضغوطات المهام الأخرى ولو ذهنياً، مما يحسن من قدرة المرء على التشخيص والتحليل والتعامل مع البيانات ووضع الحلول.
9.
تفهم طبيعة المهام بحجمها الفعلي مما يجعل تخصيص القدر الكافي من الجهد والموارد والوقت، الأمر الذي يجعل إنجازها أيسر وبدون إعادة عمل. إعادة العمل، أي القيام بمهمة أو جزء منها لأكثر من مرة بسبب أخطاء في تنفيذها، يتسبب في إستنزاف الموارد على حساب مهام أخرى، وهذا يتسبب في ضغوط.
10.
الإستعداد النفسي والجسماني للعمل، بعدم الإقبال على العمل في حالة تشتت ذهني أو تعب جسماني.
11.
الحرص على إستبعاد عوامل توترات إضافية، مثل المشاكل العائلية والمشاكل العامة.
12.
إحرص على الحفاظ على روح المبادرة وأن تبقى مسيطراً على مجريات العمل. إبذل جهداً خاصاً على أن لا تنحني، حافظ على قوتك.
هناك بعض الناس الذين يجدون أن أداءهم يتراجع عند العمل تحت الضغط، مهما حاولوا الحد من ذلك، هؤلاء ينبغي عليهم البحث عن وظيفة تؤمن لهم الجو المريح للعمل، وهذا حق مشروع لهم.
نديم أسـعد