التركيز مهارة مهمة وضرورية لإتمام المهام ووضع الحلول وإتخاذ القرارات
ومتابعة الأعمال اليومية، وتحد من تشتت الأفكار والجهود وإضاعة الوقت.
ما يحد من التركيز ويضعفه
هو التشويش الناجم عن تداخل مواضيع وأولويات أخرى، فتكمن المهارة في قدرة الشخص على إستبعاد أي أفكار أخرى وحشد جميع القدرات الذهنية على الموضوع قيد التعامل – أي خفض التشويش إلى الحد الأدنى.
التركيز ممارسة جماعية أيضاً، ففي الإجتماعات المخصصة لبحث مشكلة محددة بغاية الخروج بحل لها، قد تطغى على النقاش ممارسة إيجابية وبناءة تحد من الخروج عن السياق وتدفع بإتجاه تخصيص كل الوقت والجهد والمداخلات والنقاشات جميعاً لتحقيق الغاية من الإجتماع، وهي وضع حل لمشكلة معينة. وهذا يتأتى من حالة الوعي والإنضباط المتوفرة لدى المشاركين، وكذلك من قدرة رئيس الجلسة على الحد من، أو حتى قمع، محاولات الخروج عن السياق وحث المشاركين على صب جهودهم على الموضوع الأساسي وتنظيم أفكارهم وتكامل مساهماتهم. كما يمكن أن يضيع الكثير من الوقت والجهد بتشعب النقاشات وتشتتها نتيجة لعدم الإنضباط وسيادة الفوضى على النقاشات والطروحات.
الأمر نفسه قد ينطبق على شخص واحد، فعندما يعمل على موضوع بحيث يتوصل إلى حل لمشكلة أو يصوغ طرح للموضوع أو يضع خطة لإخراجه إلى حيز التنفيذ، فلا توجد هناك ضمانة من أن لا تدخل مواضيع أخرى على الخط وتفرض نفسها. وهذا أمر يتعلق بعمل الدماغ البشري والطريقة التي يخزن بها المعلومات وكيفية ترابطها مع بعضها مما يجعل إمكانية التنقل بين أفكار متباعدة أمر تلقائي وسريع. وهنا يكمن دور الفرد في تنظيم تفكيره فيتصرف مثل رئيس الجلسة الذي يمنع أي خروج عن السياق.
وهذا يتطلب كبح ذاتي يتطور ويعظم بترويض العقل على العمل على موضوع واحد، وهذا يصبح مممكناً إذا ما ساعد المرء نفسه بالإبتعاد عن مواضيع أخرى مشوشة وتجنب الإنخراط في مواضيع مفصلية عند التعب والجوع والعطش والوضع الجسدي والنفسي غير المؤاتي.
إن التركيز على موضوع واحد يجعل من نجاعة الحلول والمخرجات الأخرى أعظم. وهذا نهج قائم على مهارة ينبغي العمل على إكتسابها.
أما الذين يجدون صعوبة في ذلك فبإمكانهم التعاون مع شخص آخر أو أكثر لتنظيم التفكير والجهد جماعياً، أو أن يلجأ إلى الإستعانة بورقة وقلم؛ فيكتب ما يخرج به من أفكار، وهذا كفيل أن يبقيه على ذات المسار.
م. نديم أسـعد