ضعف روح الفريق
 
 


روح الفريق

تتراوح قابلية الأفراد لعمل الفريق، فقدراتهم وميلهم لأن يكونوا جزءاً من فريق ويمارسون عملهم بصورة تكاملية تتسم بالتعاون والتعاضد ليست على نسق واحد.

يفضل البعض العمل الفردي على العمل الجماعي لأسباب ثقافية ومهنية؛ فهناك معتقدات خاطئة لدى البعض عن العمل الجماعي، ويفتقد البعض الآخر ما يتطلبه العمل الجماعي من مهارات وأدوات.

تجد هؤلاء لا يستسيغون العمل مع الآخرين ولا يحتملون تبعات عمل الفريق، مثل تقبل الإختلاف والنقد وإطالة المداولات في صنع القرارات، كما لا يتقبلوا بعض الأخطاء في العمل، مثل التوزيع غير المنصف لأعباء العمل وتكريم بعض أعضاء الفريق دون البعض الآخر أو ما يمكن أن يسمى التوزريع غير المنصف لمكتسبات العمل.

إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف روح الفريق، يعانون من نتائج هذا الضعف وينعكس ذلك على أداءهم ومسيرتهم المهنية وعلاقاتهم.  كثير من الناس يعزون إخفاقاتهم هذه إلى أسباب أخرى، مثل الحظ.  والبعض الآخر يضع اللوم على الآخرين.  ينبغي أن يراجع كل شخص قدراته وسجله في هذا المجال، فإذا وجد ضعفاً فعليه أن يسعى إلى فهمه وتشخيصة والعمل على بناء القدرات والمهارات والميول التي تجعله لاعب فريق ناجح.  وهذه جميعاً يمكن إكتسابها بقدرات ذاتية.

فعليه أن يتعلم محبة الناس وإحترام شخوصهم وآراءهم وتوقعاتهم، فهذا أساس روح الفريق.  وهذا يمكن أن يحصل بالنظر إلى إيجابياتهم والتقرب منهم والعمل على فهمهم.  كما عليه أن يتعلم كيف ينصت للآخرين ويتفهم وجهات نظرهم ويعرف كيف يتراجع بأريحية عن وجهة نظر طرحها وأن يتقبل النقد ويبتعد عن الشخصنة، فهذه المهارات والخصال مهمة لروح الفريق.

العمل الجماعي أخذ وعطاء، مساهمة جماعية وحصاد جماعي، يندر أن تتساوى المساهمة والمكتسبات في كل مرة، ولكنها في المحصلة وعلى المدى البعيد تتساوى في الفرق الناجحة، تتساوى دون أن يهتم أعضاء الفريق بمقادير مساهماتهم ولا بمقدار ما يجني كل منهم مقابل ما قدم.  روح الفريق تتطلب قدر كبير من بعد النظر ومن نكران الذات والتخلص من النظرة الضيقة والمسطحة للأمور.

يستطيع معظم الناس أن يرتقوا بقدراتهم في هذا المجال، أما أولئك الذين يجدوا أنفسهم غير قادرين على أن يكونوا جزءاً من فريق وأن يحققوا لأنفسهم مسيرة مهنية ناجحة، فهؤلاء يفضل، من خلال فهمهم لحالاتهم، أن يبتعدوا عن المهن والوظائف التي تتطلب عملاً جماعياً، وهي كثيرة.

                                                                                           نديم أسـعد       

  

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter