التعامل مع العنصر البشري مهارة هامة، وتصبح ضرورية وملحة في بعض الحالات بحيث تعتمد نتائج أداء الأفراد والمؤسسات على توفر هذه المهارة.
تزداد أهمية هذه المهارة والحاجة إليها لدى المدراء والقادة الذين يتولون مناصب ويحتلون مواقع في شركاتهم ومنظماتهم.
كثير من الأفراد لا يدركون أن لديهم ضعف في هذا المجال، ويعزون النتائج السيئة لأداءهم لأسباب تتعلق بالآخرين، وبالتالي فهم لا يسعون للإرتقاء بمهاراتهم وتغيير نمط تعاملهم.
ينبغي لكل شخص أن يتفهم قدراته ويعمل على تشخيص حالته لمعرفة حقيقة هذه المهارة التي يمكن أن تكون محصلة المعطيات التالية:
1.
إمتلاك الشخص للأساليب والأدوات وتفهمه لآليات وقواعد التعامل مع الناس.
2.
توفر الدافعية والرغبة للتعامل الإيجابي مع الناس.
3.
إمتلاك الخبرة والتمرس على التواصل مع الناس.
4.
موقف الشخص من الناس ومدى ميله للتعامل معهم.
والنقاط الأربعة هذه يمكن إختزالها بتوفر الرغبة والقدرة؛ الرغبة بالتعامل الحسن والقدرة على ذلك.
فمن الممكن لضعف المهارة أو قوتها أن تعزى لواحد أو أكثر من هذه العوامل، ويسهل معرفة ذلك وضع حل في حال وجود مشكلة.
فنقص مهارات التعامل والتواصل ومعرفة الأساليب والأدوات يمكن إكتسابها بالتدريب؛ التدريب على التواصل والإتيكيت وتعزيز الإهتمام بقضايا الناس وإهتماماتهم وتطلعاتهم وتوقعاتهم.
تبنى الدافعية، في العادة، بمؤثرات خارجية، ولكن كثير من الأفراد يستطيعون أن يحفزوا أنفسهم بطرق مختلفة مثل التأمل فيما يمكن أن يجنوه من تحسن علاقاتهم مع الآخرين، وإستعراض ما خسروه مؤخراً من سوء إدارتهم لهذه العلاقات مع زملاءهم وزبائنهم وجماهيرهم، فهذا كفيلٌ بأن يحفزهم على مراجعة أساليبهم ومواقفهم ويدفعهم لبذل جهد أكبر للإرتقاء بعلاقاتهم مع الآخرين.
نقص الخبرة لا يعوض إلا بإمتلاكها، وهذا لا يتم إلا بمرور الوقت، ولكن يمكن التسريع بإكتسابها من خلال التركيز والسعي لإكتساب المعارف والتجارب بالإطلاع على تجارب الآخرين ودراستها وإستيعابها وإستنباط الدروس منها. الخبرة المكتسبة لا تقاس بالزمن، فهذا مقياس ساذج وغير دقيق، ولكنها تقاس بمقدار النضج الذي إستحوذ عليه الشخص في فترة زمنية محددة، وهذا يعتمد على طبيعة التجارب التي يمر بها الشخص ومقدار إستفادته منها.
موقف الشخص من الناس يتعلق بتربيته وتركيبته، فهناك أشخاص يميلون للإختلاط بالناس والتفاعل معهم، بينما هناك آخرون لا يرتاحون للتعامل مع الآخرين ولا يستمتعون بذلك، وهذا يشكل مشكلة تحد من أداء هؤلاء ومن شعبيتهم ومن نتائج عملهم، خاصة لبعض المهن. وهذا ربما يحتاج إلى علاج بمساعدة خارجية في بعض الحالات، أو يحتاج إلى جهد ذاتي يعمل من خلاله الشخص على إخفاء هذا الضعف والتقليل من أثره.
إن هذه المهارة هامة وضرورية، فلا يمكن تخيل مدير عام ينأى بنفسه عن الإختلاط بمرؤوسيه، وهذا ينطبق على السياسيين والمشاهير. فمحبة الناس تؤثر على نوعية العطاء، والتواصل الناجح مع الناس يمكن الشخص من تفهم إحتياجات الناس وتوقعاتهم، كما يجعل العمل معهم أكثر متعة.
نديم أسـعد