تتراوح قدرة الناس فيما يتعلق بالتعامل مع الأرقام، والتعامل مع الأرقام يعني تذكرها والقدرة على إجراء عمليات حسابية بسيطة بدون مساعدة ( آلة حاسبة أو ورقة وقلم ) ولو بشكل تقريبي، كما يعني القدرة على تفهم القيمة النسبية
والمقارنة للأرقام.
عدم توفر هذه القدرة يعد ضعفاً، ينبغي التعرف عليه وتشخيصه وتفهم مقداره والعمل على معالجته أو التقليل من أضراره.
فإذا أدرك شخص أنه يعاني من ضعف بقدرته على حفظ الأرقام، فعليه أن يسعى إلى تحسين ذاكرته وزيادة قدرته على تذكرها، من خلال الإهتمام بحفظها، كما يفعل الطلبة ليلة الإمتحان، وإذا وجد ذلك مرهقاً وغير ضروري ولا يجلب النتائج المرجوة، فعليه التقليل من الإعتماد على ذاكرته والإكثار من التدوين وحفظ الوثائق التي تحتوي أرقام وبيانات. وهذا يتطلب حفظها بطريقة يسهل الرجوع إليها عند الحاجة، مثل الإحتفاظ بمفكرة جيب صغيرة، أو وسائل إلكترونية حديثة – لاب توب، آي باد، خلوي إلخ ..
وفي جميع الأحوال على الشخص الذي لا يثق بذاكرته أن لا يعتمد على بيانات رقمية مرتجلة من الذاكرة، فهذا قد يؤثر على مصداقيته.
الشخص الذي يعاني من ضعف في قدرته على إجراء عمليات حسابية بدون مساعدة، عليه أن يعي ذلك أولاً ثم يسعى إلى حلها بإستخدام حاسبة أو كمبيوتر أو ورقة وقلم عند الحاجة وبكل ثقة دون أن يدع ذلك أن يتحول إلى إحساس بنقص أو دونية. هذا الشخص يجب أن يتجنب العمل كمحاسب أو محلل مالي أو حاسب كميات أو مساح، فهذه المهن غالباً ما تكون مرهقة بالنسبة له، كما أن أداءه، في الغالب، لن يكون مرضياً.
التعامل بالأرقام مهارة، يمكن تنمييتها بتدريب العقل على التعامل بها وتقوية الذاكرة الخاصة بها. وهي مهارة مهمة. ولكن فقدانها ليس نهاية العالم، فالإنسان الذي يعي قدراته في هذا المجال يمكن أن يختار موضوع دراسته ومجال عمله بحيث لا يعاني من ذلك، كما يستطيع التقليل من المضار التي قد تنجم عن هذا الضعف بالإعتماد على وسائل مساعدة.
نديم أسـعد