ضعف الذاكرة
 
 


ضعف الذاكرة

قالت العرب قديماً " آفة العلم النسيان "، فالعلماء يحتاجون لذاكرة قوية تساعدهم على حفظ النصوص والبيانات والربط بينها، وكان بعضهم يلجأ إلى تبني أنماط غذائية معينة إعتقاداً منهم أنها تقوي الذاكرة، ومن هؤلاء المؤرخ المعروف البلاذري صاحب كتاب الفتوح الذي كان يتناول البلاذر، وهو الكاجو بكثرة، إعتقاداً منه أنه يقوي الذاكرة فلقب بالبلاذري.

لا تزال الذاكرة تلعب نفس الدور في حياة العلماء والمدراء والطلاب والفنيين وجميع الناس، على الرغم من تطور وسائل الحصول على المعلومات وحفظها،  فما هي الذاكرة؟  وهل يمكن تنميتها؟.

الذاكرة هي عملية الحصول على معلومات وتخزينها والإحتفاظ بها وإستعادتها عند الحاجة.  وهذا يتطلب ثلاث خطوات:

1.      ترميز encoding

2.      تخزين storage

3.      إستعادة retrieval

معظم المعلومات المخزنة تكون خارج دائرة الوعي وهذه تسمى الذاكرة بعيدة المدى.  وهناك بعض المعلومات المخزنة تكون ضمن دائرة الوعي ويسمى هذا النوع من الذاكرة بالذاكرة قصيرة المدى.  عملية الإستعادة تضع المعلومات المخزنة ضمن دائرة الوعي.

إن قدرة الإنسان على إستعادة المعلومات المخزنة بفعالية عند الحاجة وإستخدامها بصنع القرارات ووضع الخطط وحل المشاكل هو ما يمكن أن يسمى بالذاكرة القوية، وهو طموح كل إنسان.  إن شكل الذاكرة يشكل جزء من شخصية الإنسان، بل إنها أحد أهم عوامل نجاحه.          

النسيان جزء من واقعنا اليومي، من نسيان رقم هاتف إلى نسيان قائمة مشتريات وغير ذلك.  ينجم النسيان عن فشل في قدرة الإنسان على إستعادة المعلومة المخزنة عند حاجته إليها. ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب:

1.      عدم القدرة على إستعادة المعلومات المخزنة ويعود ذلك إلى أن هذه المعلومات تلاشت من الذاكرة بسبب إهمالها. وتسمى هذه النظرية بـ decay theory  

2.      التداخل وهي عملية تشابك المعلومات المتشابهة. وتسمى هذه بـ Interferance theory

3.      فشل التخزين، وهنا تعجز المعلومات عن الوصول إلى الذاكرة أصلاً لتأخذ مكانها في التخزين.

4.      النسيان المحفز، حيث يعمل الإنسان، عن وعي أو عن غير وعي، على نسيان بعض المعلومات لبعض الأسباب.

[ هذه معلومات مختصرة جداً تهدف إلى خدمة السياق، للتوسع يرجى الرجوع إلى مراجع أكثر تفصيلاً ]

نصائح لتحسين الذاكرة :

1.      ركز إنتباهك على المادة التي تدرسها او تتعامل معها.

2.      تجنب إزدحام المعلومات cramming ونظم عملية التلقي.

3.      نظم المعلومات التي تتلقاها على شكل مجموعات وتصانيف.

4.      أربط المعلومة بشيء مألوف إليك.

5.      كرر المعلومة حتى تحفظها.

6.      أربط المعلومة بمؤشرات مرئية مثل الصور.

7.      إستخدم المعلومات التي تحفظها بتعليمها للآخرين، وإستخدامها في أحاديثك.

8.      تعامل مع المعلومات الصعبة بإهتمام خاص.

9.      لا ترهق دماغك.

10.                         راجع المعلومات المدونة لديك.

بالإمكان التقليل من أثر النسيان بتدوين ملاحظات في دفتر او على جهاز الحاسوب او على الخلوي.  كما يمكن إستخدام بعض الأدوات المساعدة التي تساعد على التذكر، مثل ربط المعلومات على شكل مجموعات أو ربط معلومة مستغربة بمعلومة مألوفة؛ مثل تذكر رقم تلفون بربطه بتاريخ مألوف لديك، كما يمكن إستخدام الخارطة الذهنية mind map . 

مثال: إذا كان رقم يراد تذكره هو 4531، الرقم 45 هو العام الذي إنتهت به الحرب العالمية الثانية، أما الرقم 31 فهو عدد الأيام في الشهر أو لعبة طاولة الزهر الـ 31.

الذاكرة الضعيفة تشكل مشكلة بالنسبة للإداريين ولجميع البشر، ينبغي العمل على معالجتها ولو جزئياً، كما يمكن التعايش معها والتقليل من مضارها بتبني بعض العادات مثل الإعتماد التدوين والإعتياد عليه.

إذا كانت ذاكرتك ضعيفة وتريد أن تقدم عرضاً أو تلقي كلمة فيفضل أن تقرأ من نص مكتوب. إذا كنت ممن لا يستطيعون حفظ الشعر، فلا تتصدر لإلقاءه او التمثل ببعض أبياته.  إذا كنت لا تستطيع تذكر الحوار فلا تعمل كممثل.  إذا كنت لا تستطيع تذكر الأرقام فلا تعمل محللاً مالياً.  إذا كنت لا تستطيع تذكر النكت فإكتفي بالإتماع إليها من الآخرين.  بإختصار إختر الوظيفة المناسبة وتعامل مع نفسك كما تفهمها دون أن تقسو عليها.

[ للتوسع في هذا المجال يمكن الرجوع إلى كتب او مقالات على النت – يمكن قراءة كتابات توني بوزران Tony Bozan وهو كاتب مختص في هذا المجال ] 

                                                                                        نديم أسـعد     

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter