ضعف الميل إلى التعلم
 
 


الميل إلى التعلم

يتحلى الكثير من الناس بميل دائم ومستمر للتعلم وإكتساب المعارف والإستمتاع بذلك، فتشكل هذه الخاصية نقطة قوة عظيمة ينجم عنها، مع مر الأيام، مراكمة معلومات ومعارف وإكتساب مهارات  يمكن توظيفها في العمل وفي الحياة الخاصة بشكل مفيد.

أما أولئك الذين لا يميلون إلى التعلم ولا يطيقون القراءة والإستماع والتركيز ولا يميلون إلى التحري والسعي وراء المعلومات والبيانات، فإن هذه الخاصية تشكل، بالنسبة لهم، نقطة ضعف شديدة تحد من تقدمهم في الحياة.

كيف يمكن لشخص يعاني من نقطة الضعف هذه أن يتعامل معها وأن يمضي في حياته المهنية والخاصة دون أن تحد من تقدمه.

ينبغي بداية تشخيص المشكلة ومعرفة حجمها وطبيعتها وأسبابها.

ما هو موقف هذا الشخص من المعرفة والمعلومات؟ هل يؤمن بأهميتها ويقدر خطرها؟

هل يؤمن بفائدة تعلم معارف جديدة؟  هل يعتقد بصلة التعلم بالحياة المهنية والشخصية؟.

هل تتعلق المشكلة بالقراءة؟  قراءة الكتب، أم القراءة عموماً؟.

هل تتعلق المشكلة بصعوبة التلقي؟.  ضعف القدرة على الإنصات؟ غياب التركيز؟  

هل لديه صعوبة بالفهم وإستيعاب ما يقرأ أو يسمع؟

هل تتعلق المشكلة بالذاكرة؟. نسيانه لما يقرأ يجعله يعتقد أن لا فائدة من القراءة.

هل لديه مشكلة بإختيار ما يقرأ ؟

إذا كان الشخص لا يؤمن بأهمية المعرفة والمعلومات فهو إنسان غير طموح، وبالتالي فهو غير محفز للإرتقاء بنفسه بقدرات ذاتية، هذا الشخص غالباً ما تدفعه الحياة إلى تغيير  رأيه، وإلا فسيستمر بلعن حظه بقية حياته.

أما إذا كانت المشكلة تتعلق بكيفية الحصول على المعلومات، فهذا ما يمكن العمل على معالجته ولو جزئياً.  فإذا كان لا يطيق القراءة – قراءة الكتب - ولا يصبر عليها، فيمكن اللجوء إلى قراءة مقالات بدل كتب، يمكن اللجوء إلى القراءة الإلكترونية، كما يمكن اللجوء إلى التلقي السماعي.

التلقي السماعي مصدر مهم للتعلم؛ المحاضرات والنقاشات والدورات التدريبية والأحاديث الإذاعية مفيدة للغاية، وهذا يتطلب حسن إستماع مع تركيز لتعظيم الفائدة، كما يمكن تعظيم الفائدة بتدوين ملاحظات ومراجعتها لاحقاً.

أما إذا كان يعاني من ضعف في التركيز، فإن ذلك يضر بالقراءة والإستماع.  والتركيز مهارة هامة يمكن التدرب عليها.  التركيز يعني التعامل مع موضوع واحد فقط دون السماح لمواضيع أخرى أن تشوش العقل.  [ مقال منفصل عن التركيز ضمن هذه السلسلة ]

إذا كان الشخص يعاني من بطء في الإستيعاب والفهم، فيمكنه تجاوز هذه النقيصة بقراءة كتب ومقالات مختارة بحيث تكون مبسطة، كما يمكنه تكرار ما يقرأه حتى يتم إستيعابه.  وبإمكانه الإستفادة من الدورات التدريبية التي تعقد في مكان عمله، وفي حال المشاركة في دورة تدريبية عليه أن لا يخجل من توجيه الأسئلة تكراراً حتى يستوعب المادة تماماً.  

وإذا كان الشخص يعاني ضعف في الذاكرة، فهناك تدريبات ونصائح كثيرة بإمكانه الإفادة منها في تحسين ذاكرته والتقليل من ضرر ضعفها. [ سيخصص مقال خاص عن الذاكرة ]

من كان يعاني من نقطة الضعف هذه ينبغي أن يعي خطورتها وأثرها على حياته الخاصة والمهنية وعليه أن يسعى لمعالجتها، وفي هذه الأثناء يمكن تغطية هذا الضعف بعدد من الخطوات:

1.      الإعداد الجيد للإجتماعات واللقاءات.

2.      الإكثار من التدوين وأخذ الملاحظات.

3.      التعامل مع الأقوياء في هذا المجال ( الذين يمتلكون المعرفة ) على أنهم يمكن أن يكونوا مكملين لضعفه فلا يحسدهم ولا يغار منهم ولا يعمل على إقصاءهم، بل يسعى للإستفادة من قوتهم.

4.      عدم السماح لنقطة الضعف هذه أن تولد لديه إحساس بالدونية.

وفي كل الأحوال المطلوب تفهم حجم المشكلة والإقرار بوجودها، كما يتطلب الوضع حضور ذهني عالي والتعامل مع الأمور بجدية أعلى بحيث يتم التعويض عن ضعف لا ذنب له فيه، ولكن الذنب الذي لا يغتفر هو المضي في المكابرة وتجاهل المشكلة.

                                                                                         نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter