المدير الستراتيجي

ترتقي أنواع الإدارات بالوعي وإملاء الضرورات.  فالإدارة الستراتيجية إصبحت ضرورة بقاء في عالم إشتدت فيه المنافسة وتغيرت فيه القواعد.  والإدارة الستراتيجية تتطلب مدير ستراتيجي، يفكر ستراتيجياً ويمارس الإدارة بطريقة ستراتيجية.

هذا النوع من المدراء عينه على الأفق، لا يكتفي بمتابعة الأمور اليومية ووضع حلول لما يطرأ من مشاكل، بل يعمل على الدوام ليكون مستقبل المؤسسة أفضل من حاضرها، يعمل على الدوام على تعزيز تنافسيتها.

يفترض أن هناك في مكان ما من يخطط ويعمل على طرح منتجات جديدة، وإبتكار وسائل إنتاج تخفض الكلف وتحسن الجودة ويعمل على إستحداث أساليب تسويق أكثر فعالية.  هذه الفرضية وهذا الهاجس يجعل هذا المدير في حالة سباق مع منافس مفترض، قد يكون موجود فعلاً وقد لا يكون.

هذا السباق والحالة الذهنية الناجمة عنه تجعل المدير الستراتيجي لا يحتكر السلطة، بل يمكن مساعديه ويشرك قطاع واسع من العاملين في عمليات صنع القرار، وهذا يملي عليه تبني سياسة إعداد وتنمية موارد بشرية ممنهجة ومنظمة، ويتطلب ذلك تبني نظم وقوانين مدروسة ومرنة لتسيير العمل، وفي طليعتها نظام تخطيط ستراتيجي بعيد المدى، وتشجيع العاملين على التفكير في تطوير المنتجات وأدوات الإنتاج وطرق الإنتاج وبناء قنوات مؤسسية للتعامل مع المقترحات والأفكار والبحوث.

المدير الستراتيجي يرعى ثقافة إيجابية تشجع العمل الجماعي وتقدر الإبداع وتنبذ الشللية والطرق المختصرة.

                                                                                       نديم أسـعد