خذوا الحكمة من أفواه المجانين - شرف المحاولة
 
 


لنتعلم الإدارة من الحمقى

شرف المحاولة-1

لو قُُدر لك أن تعرف نتائج مهمة أنت مقدم عليها، فهل يؤثر ذلك على قرارك بالإقدام على تنفيذ هذه المهمة؟. أم هل تعزف عن المحاولة؟..

تروي لنا كتب التاريخ أنه كان هناك في الكوفة رجلين أحمقين، يسمى أحدهما جرنفش والثاني هبنقة.  فأراد بعض أهل السوق أن يتسلوا بهما فطلبوا منهما أن يتبارزا ويتحاربا، فأعد كل منهما كمية من الحجارة والأسلحة، الخشبية ربما، وبدأ جرنفش ببعض الشعر الحماسي، المأثور عن فرسان العرب، ثم إستعد لرمي حجر بيده وصاح " الترس " ، فرماه وأصاب الترس – ترس هبنقة.  فما كان من هبنقة إلا أن ألقى عدته وهرب.  فسأله الناس عن سبب هروبه، فكان يجيب " أن خصمه صرخ بأعلى صوته – الترس – ولم يخطئ ترسي، فلو صرخ – العين – أما كان سيصيب عيني ؟!."

هذه الرواية، على بساطتها، تصلح مدخلاً لنقاش طالما تعرض له الكثيرون من صانعي القرار، سواء كان القرار مهنياً أو إجتماعياً أوتجاريا أو سياسياً أو عسكرياً، عند مواجهة خيار القيام بعمل نتائجه معروفة مسبقاً، وهي نتائج لن تكون مرضية.  

ففي المصانع كثيراً ما يأتي أحد الزبائن بطلبية لا يستطيع المصنع إنتاجها في المدة المطلوبة بسبب محدودية الطاقة الإنتاجية، فهل يجوز المجازفة بقبول الطلبية وتعريض المصنع للإحراج والغرامات وتعريض الزبون للخسارة؟.

وهناك أمثلة كثيرة في حياتنا العملية، المهنية والإجتماعية، تتضح النتائج أمامنا مسبقاً مما يصبح من الحكمة عدم المضي في هذا الطريق وعدم المحاولة.

هذه العقلانية قد تكون في مكانها في بعض الأمور الشخصية والتجارية، ولكنها تفقد جدواها في القضايا الوطنية، وفي المحاولات التي تصنع تاريخ.

فعبر التاريخ خاضت الكثير من الجيوش معارك ضد قوى أكبر عدداً وأفضل عدة، وصنعت مجداً دون أن تنتصر.  فهل كان قادة هذه الجيوش محقين بقرار خوض المعركة؟.  أعتقد أن القرار كان سليماً إذا كان العدو غازياً أجنبياً ومستعمراً.  فأن تُهزم وتُحترم خيراً من أن تُهزم وتُزدرى، فهذا غالباً ما ينعكس على تصرفات قوة الإحتلال وسياساتها ويهيئ لقيام مقاومة فيما بعد. 

                 كما أن شرف المحاولة ينبغي أن يؤخذ بعين الإعتبار، إن معرفة النتائج مسبقاً عامل مهم في صنع القرارات، ولكن ينبغي البعد عن الإنهزامية والسلبية في إتخاذ القرارات، والعمل على تغيير الحسابات بطرق مبتكرة،  سواء كان قرار يخص طلبية في مصنع أو قرار حرب.

                                                                                      نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمنديم اسعد 
التعليقهذه قصة حدثت في بعض المعارك مع الروم، حيث طال الحصار، فسأل أحد الجنود " لعلنا تركنا بعض السنن" فقال آخر أننا لا نتسوك. فإنقض الجيش على الشجر المحيط بالحصن وأخذ الجند بقطع أعواد منه والتسوك بها. فشاهدهم الجيش المحاصر من على الاسوار فظنوا انهم ياكلون اعواد الشجر، فدب اليأس في قلوبهم فاستسلموا. 
   
2  
الاسمخيرية نفاع 
التعليقفي احى غزوات المسلمين كان عددهم الف بينما العدو كان يفوقهم عشر الالاف مقاتل وعندما راى قائد المسلمين بدا يتراجع معنويا طلب من افراد جيشه بان يتسلقوا اشجار النخيل للمحاولة لاخراج قطع السواك وعندما راى العدو ذلك قالوا هؤلاء وحوش ياكلون الشجر فدب الله الرعب في قلوبهم وانتصر المسلمين 
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter