ماذا يفعل المدراء-5 - المدير القنوع
 
 


المدير القنوع

القناعة من القيم العظيمة فيما يتعلق الأمر بجوانب محددة من حياة الإنسان، أما القناعة فيما يتعلق بالمصلحة العامة، المصلحة الوطنية أو مصلحة مكان العمل .. فإن القناعة تعني حرمان المصلحة العامة من الإفادة من فرص متاحة للنمو والتوسع وزيادة الدخل وتعزيز الموقع التنافسي.

المدراء الذي لا يضعون نصب أعينهم الإرتقاء بمؤسساتهم بالتخطيط لما هو أفضل من نظم ومهارات ومنتجات ( أو مخرجات – كإن تكون خدمة مثلاً ) يتحلون بحالة من الرضى والقناعة في غير مكانها.  هذا النوع من الإدارات تسمى إدارات الأمر الواقع status quo ، فهي لا تعمل شيء لتغيير الأمر الواقع وتطويره والإرتقاء به، إنما تجهد للحفاظ عليه. 

وتكمن وراء ذلك كله فلسفة وقناعة.  ففي ثقافتنا العربية يردد البعض مقولة مفادها أن ندع المركب سائراً، أي طالما هو سائر فلا داعي لعمل أي شيء حيال القوة المحركة التي تسير المركب.  وفي الثقافة الغربية ما هو أسوأ من ذلك فهناك مقولة  if isn’t broken don’t fix it   - أي إذا لم يكن الشيء عاطلاً فلم تصلحه؟.

طبعاً هناك شيء من المنطق يكمن في هذا الكلام، ولكن هناك دائماً فرص للتحسين، ونهج التحسين هذا أكد عليه ودعا إليه اليابانيون، حيث بثوا في أوساط مؤسساتهم ثقافة التحسين المستمر، ما أطلقوا عليه كايزن Kaizen – في اللغة اليابانية تعني الإنتقال للأفضل.  وتعلم ذلك منهم العالم.

وهذ ما ينبغي أن يتحول إلى فلسفة حياة لكلٍ منا بالسعي لتحسين القدرات والمهارات ومراكمة الخبرات والمعارف والسعي للإرتقاء ضمن الضوابط الأخلاقية دون المساس بحقوق الآخرين وفرصهم.  كما أن على مدرائنا أن ينتهجوا التحسين المستمر كفلسفة إدارة.

هذا النوع من المدراء لا يسعى إلى إجراء تغييرات في الأساليب والمخرجات، ويعتقد أن الوضع الراهن مثالي ولا جدوى لتغييره.

لا مكان لإدارة الأمر الواقع في هذا العالم؛ المتغير الشديد التنافس الآخذ بالصغر.  في هذا الزمن أصبح التغيير والإبتكار في ذلك ضرورة بقاء، وإذا لم تتغير وفستُغير، وإذا لم تتطور فسيسبقك الركب.

                                                                               م. نديم أسـعد      

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter