ماذا يفعل المدراء-3
المدير التيس
قد لا تكون الصورة بهذه القتامة، كما في الحالة السابقة. ولكن، في الواقع .. يوجد ما هو أسوأ من ذلك.
فالمدير الذي لم يتلقى الإعداد الكافي والذي لم يكترث بتطوير قدراته الفنية والإدارية، والذي تم تعيينه في موقع إداري متقدم بالواسطة أو لقرابته من رب العمل أو صاحب القرار، هذا الشخص، الذي غالباً ما يتحول إلى شخص يأمر وينهى ويقر سياسات ويقطع ويوصل وتعتمد عليه مصائر، دون أن يكون لديه المهارات والتجارب والقدرات التي تمكنه أن يكون صانع قرار جيد ومحلل مقتدر للمعلومات.
يتحول هذا النوع من المدراء إلى شخص لا يقبل النقاش والنقد ويعتقد أنه مصيب على الدوام. هذا الشخص متواصل سيء ولا يتمتع بروح فريق، كما أنه يتحول إلى الإعتقاد أنه قائد تاريخي وأن الآخرين محظوظون للعمل معه، وهذا الإعتقاد يساعد على تنميته وجود منافقين حوله.
وفي الواقع أن إحاطته بعدد من المنافقين حتمية يمليها التسلسل الطبيعي لمسيرته، فهو، بمقتضى حالته ووضعه، سيعمل على إقصاء من لا يوافقه على الدوام ويقرب الذين يزينون له أخطاءه وسياساته الضحلة.
وفي بعض الحالات يقع هذا النوع من المدراء فريسة لأحد المساعدين من ذوي الخبرة والمكر، فيصبح دمية بيده دون أن يشعر.
هذا النوع من المدراء منتشر في مؤسساتنا وشركاتنا، وهو لا يعرف أن مؤهله الوحيد أن على رأسه قرون لم يبذل جهداً في رعايتها وشحذها، إنما ورثها أو وضعها على رأسه قريب متنفذ. هذا النوع – التيس – لا ينفع مؤسسات ولا يربي أجيال ولا يخدم طموحات تنموية تتوق لها مجتمعاتنا، إنما يشد إلى الوراء ويضيع فرص.
هذا النوع من المدراء لا يفعل الكثير، يسعى إلى تحقيق بعض النجاحات السطحية والسريعة، ولا يفكر بالمستقبل ولا يعمل على تنمية كفاءات ومهارات، وإنما يعمد إلى تدميرها وإقصاء أصحابها.
نديم أسـعد
[ المعذرة على إستخدام هذا التوصيف فقد وجدته ملائماً ]