هناك الكثير من النشاطات والأفعال التي نقوم بها يومياً لا تضيف قيمة للغرض الذي نذهب بسببه إلى العمل. أي لا تضيف قيمة للمنتجات والخدمات التي تنتجها المؤسسات التي نعمل بها. هذا النوع من النشاطات يسمى بالإنكليزية Non-Value Adding Activity ( NVA ).
وهذه يجب العمل على تجنبها وعدم الإضطرار إلى القيام بها أو التقليل من مقدارها. من الأمثلة على ذلك حركة المواد وتخزينها وعمليات ضبط الجودة. وهذه جميعاً لا تهم المستخدم النهائي في العموم؛ فلن يختلف الشكل النهائي لمنتج إذا كانت المدخلات تجلب إلى خطوط الإنتاج من مسافات بعيدة وينفق عليها مبالغ كبيرة.
يجب التركيز على النوع من النشاطات التي تضيف قيمة للمنتجات والخدمات. حيث تزداد قيمة المنتج او الخدمة في رحلته على طول سلسلة التوريد مع كل نشاط من هذا النوع Real Value Adding Activity ( RVA ) . يجب أن نسعى لتنمية حس لإدراك وتمييز هذا النوع من النشاطات من أجل تعزيزها وإعطائها غالبية الحيز الزمني المتاح لدينا.
يضيف الباحثون الغربيون الذين تاخذ عنهم معظم علومنا نوعاً ثالثاً من النشاطات التي نمارسها في أعمالنا بشكل يومي؛ وهو ما يضيف قيمة غير مباشرة للمصلحة business ويسمى Business Value Adding Activity ( BVA ) ، ومن الأمثلة على ذلك النظافة والسلامة العامة والأمن وكذلك الدعاية وحتى البحث والتطوير، وهذه في العموم ضرورة لا غنى عنها.
بطبيعة الحال لا تقتصر نشاطات العاملين في مؤسساتنا على هذه الأنشطة الثلاث، بل هناك نوعين من النشاطات تنعم بهما مؤسساتنا وقلما يعالجهما الباحثون في الغرب:
الأول: النشطات الخاصة مثل المكالمات التلفونية الخاصة وجلسات النميمة وألعاب الكومبيوتر وغير ذلك من هدر لوقت المؤسسة.
الثاني: النشاطات الخاصة بالأجندات الشخصية والشللية والتي تتضمن التآمر على الزملاء ورسم خطط وخطط مقابلة تضيع وقت المؤسسة وكثيراً ما تكون على حساب نشاطات أساسية من النوع المفيد الذي يضيف قيمة. في بعض الأوساط الموبوءة قد يتصدر هذا النوع من النشاط الأنواع الخمسة جميعاً .من أجل رفع إنتاجية وكفاءة مؤسساتنا يجب العمل على نشر ثقافة تميز بين ما يضيف قيمة وما لا يضيف قيمة وتعزيز الأول ومحاربة الثاني من خلال التوعية والتدريب وبناء النظم المعيارية التي يسهل قياسها والمكافئة عليها.
نديم أسـعد