لماذا لم نعد نقدر الوقت؟.
 
 


لماذا لم نعد نقدر الوقت؟.

عاش في العهد العباسي الأخير فقيه في بغداد إسمه إبن سكينة.  عاش هذا المعلم في مرحلة ما قبل الإجتياح المغولي لبغداد، أي عاش في مرحلة ضعف وتراجع، ولكنه كان يؤكد على طلابه وزواره أن يكتفوا بالسلام عندما يدخلون عليه، فلا يضيعون الوقت بأسئلة مكررة، إجاباتها معروفة مسبقاً، بل يباشرون بالدرس وبالتحصيل، دون هدر الوقت، ذلك العنصر الثمين.

هل هذا هو حالنا اليوم.  قطعاً الحال مختلف.  فلم يعد الوقت يحظى بالتقدير والإحترام الذي مارسه أمثال شيخنا.  لقد تحولت ثقافتنا، ولم تعد تستوعب قيم تقدر هذا المورد الذي يصعب تعويضه إذا فُقد.  كان حالنا أفضل فصنعنا لأمتنا مكاناً بين الأمم، أما في هذا الزمن فإن من أهم مظاهر تخلفنا، تعاملنا السلبي مع الوقت،

علماً بأن تعاليمنا الدينية تحض على فهم الوقت والتقيد بإملاءاته.   " يا إبن آدم أنت قطعة من الوقت، فإن ذهب يوم، ذهب بعضك "، هل يمكن أن يكون هناك فهم أفضل للوقت مما نص عليه هذا الحديث الشريف.  وهناك في حياتنا الكثير من العبادات التي تفرض علينا إحتساب الوقت وتفهم إيقاعه والإلتزام بإستحقاقاته.  تفهم الساعة والتاريخ. 

نحن أمة الوقت.  جميع وحدات قياس الوقت إبتكرها شعوب المنطقة وتحديداً البابليين ولاحقاً العرب.  وهذا يفسر لماذا لا يوجد غير نظام واحد للقياس، فالسنة تتكون من 12 شهر، لا يوجد سنة من 15 شهر مثلاً، اليوم يتكون من 24 ساعة، والساعة تتكون من 60 دقيقة والدقيقة تتكون من 60 ثانية، وهكذا، لا يوجد نظام آخر.  قياس الوقت إبتكار سامي بجدارة.  فينبغي لورثة هذا الإرث العظيم أن يكونوا أكثر إلتزاماً وأكثر دقة فيما يتعلق بالوقت.     

                                                                                    نديم أسـعد  

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter