قصة القانون
القانون، تلك الآلة الموسيقية التي ترفل بسماتها الشرقية العربية وتفوح من موسيقاها عبق دمشق وبغداد والقاهرة والقيروان ومراكش وجميع مراكز الإشعاع الثقافي العربي، هذه الآلة أخترعها فيلسوف ولم يخترعها طبال أو عازف عود. وهو الفارابي، المعلم الثاني، بعد أرسطو.
عرفت منتديات دمشق الثقافية الفارابي، الفيلسوف والرياضي والموسيقار، وكان يخوض فيها نقاشات ساخنة، يخرج منها منتصراً، ولكنها كانت توتر الجو أحياناً، فقام بصناعة آلة موسيقية لتهدئة النفوس والأعصاب، فكانت آلة القانون.
لم يكن مدخل الفارابي للموسيقى عشوائياً، فكتابه " عناصر فن الموسيقى " يتضمن قدر كبير من الرياضيات والبحوث الرياضية التي إقترب بعضها من إكتشاف اللوغاريثمات.
عاش الفارابي في القرن العاشر الميلادي، وقدم للبشرية الكثير من الإبداعات وطرح العديد من المسائل التي بنى عليها غيره ضمن مسيرة البشرية الساعية لإكتساب المعارف ووضع الحلول، نهل من غيره ومنح الكثير لغيره من نتاج عبقريته.
نديم أسـعد