الإبتكار في الحضارة العربية
يوصف العرب في التراث الغربي على أنهم أهل خيال واسع، وهم لا يفعلون ذلك على سبيل الذم. ويبدو أن خيال الأوربيين محدود، فوجدوا في إبداعات العرب الأدبية وغيرها منبع ينم عن خيالات خصبة. وهذا لا مبالغة فيه.
والخيال يشكل أرضية خصبة للإبتكار . وقد شملت منبثقات الحضارة العربية كماً هائلاً من الإبتكارات. لقد بدأت الحركة العلمية العربية بالترجمة عن الهند وفارس واليونان، وسرعان ما كانت الترجمات وشروحاتها تتضمن الكثير من الأفكار المبتكرة. وقد ترجم ذلك إلى علوم مفيدة في مجالات الزراعة والري والصناعة والملاحة والحرب.
في مجال الحرب؛ وضع العرب الخرائط ( خرائط الإدريسي وبيري ريس – الأميرال العثماني ) وطوعوا المعادن ( الفولاذ الدمشقي ) وصنعوا أسلحة جديدة. لقد صنع إثنان من المهندسين السوريين منجنيق لقبلاي خان إستخدمه في حروبه مع الصينيين، الذين سموه المنجنيق الإسلامي. كان مداه 300 متر، بينما كانت المجانيق المتداولة لا يتجاوز مداها 150متر، ويذكر أم المنجنيق الذي إستخدمه الرومان في حصار القدس كان مداه 90 متراً.
لقد إنطمست الكثير من إبتكارات العرب بضياع مخطوطاتها وبسرقتها ونسبتها لعلماء أوربيين.
في العصر الحديث تراجعت قدرات الأمة على الإبتكار بسبب تراجع الإرادات وتفشي ثقافات تحد من الإبتكار وأخرى تعجز عن تمييزه وتنميته وترجمته إلى شيء مفيد.
نديم أسـعد