هناك علاقة وثيقة بين الصدفة والإبتكار، فكثيراً من قصص الإبتكار تدل على أن صدفة وقعت إستثمرها عالم فجاء بشيئ جديد – مبتكر. وقد يكون هناك الكثير من التجني من المؤرخين على المبتكرين. على كل حال تحدث الصدف مع جميع الناس، والعظماء من بينهم من – يلحظون الظاهرة التي حدثت صدفةً – ويحللونها – ويستنبطون منها نمط متكرر صالح للنشر كنظرية أو ما شابه.
يقول العالم الفرنسي فرديه ان الصدفة تاتي للعقول المستعدة. اذن المشكلة في الذين لا يلحظون ويلتقطون الصدفة ، فعقولهم ليست مستعدة.
العقول المستعدة هذه لم تعد تمضي وقتها بإنتظار صدفة، فأمثال نيوتن لت يحلسوا في ظل شحرة بإنتظار أن تسقط بعض ثمارها, المبتكرون الآن يخططون عمليات الإبتكار، فيحددون الهدف قبل بدء البحث، قد لا بستطيعون تحديد مسار البحث بالكامل ، ولكنهم بسيرون وفق خطة وبستخدمون أدوات. أدوات إبتكرها المبتكرون لتنظيم عمليات الإبتكار ليمارسها أناس عاديون. ولكن حتى ضمن أعمال البحث المنظمة الهادفة إلى التوصل لإبتكار محدد مسبقاً، قد تطل الصدفة برأسها، وتؤدي إلى التوصل إلى إبتكار آخر ، قد لا يقل أهمية عن هدف البحث.
من بين الأساليب التي تنظم عمليات الإبتكار نظام نريز، الذي وضعه عالم سوفييتي في الثمانينات.
نديم أسـعد