إتخذ قراراتك فقط عندما تكون مرتاح
الإدارة، السياسة، الحياة عموماً وبناء مسيرة مهنية يتكون من سلسلة من القرارات نصنعها، ننجح في بعضها ونخفق في البعض الآخر. المحصلة تعتمد على مدى النجاح في إتخاذ أكبر عدد من القرارات الصائبة. سلسلة المقالات التالية تساعد على تحسين مهارة صنع القرار.
من أجل تعزيز القدرة على التفكير ومن أجل تحييد المؤ ثرات المزاجية، ينبغي تجنب إتخاذ القرارات في حال الجوع والعطش والنعاس والإرهاق والغضب والإحساس بالألم. كما ينبغي عدم البت في بعض الأمور مهما كانت صغيرة عندما يكون المرء بحاجة إلى قضاء حاجة في الحمام، أو هناك من ينتظره في مكان آخر. كما لا ينبغي إتخاذ القرارات تحت الضغط..
جميع هذه الحالات الحسية تؤثر على نوعية القرار؛ فمن ناحية لا يملك صفاء الذهن المطلوب للتفكير، كما أنه يكون في وضع يود معه المرء أن ينتهي من عملية صنع القرار ليتفرغ لحل مشكلته الشخصية بالأكل أو بالشرب أو النوم أو الذهاب إلى الحمام.
وهذه الحالات يستخدمها البعض لصالحهم في المفاوضات، عندما يتسنى لهم ذلك. روى لي شخص أنه كان ذاهباً للتفاوض على شراء بعض المعدات من اليابان، فما كان مضيفيه إلا أن إصطحبوه من المطار، بعد سفر 12 ساعة، إلى غرفة الإجتماعات حيث كان الفريق المفاوض يإنتظاره مستعدين تماماً بينما كان هو مرهقاً ويتمنى أن يتلقى قسطاً من الراحة.
ويسعى آخرون إلى إضاعة الوقت في أحاديث جانبية لمدة طويلة، بحيث يرهق ويجوع ويمل الطرف الآخر قبل البدء بالموضوع الأساسي.
وعلى الجانب الآخر يتجنب البعض تناول وجبة ثقيلة قبل المفاوضات.
رفقاً بنفسه أولاً وإنصافاً لها وللآخرين، يتوجب على صانع القرار تأجيل صنع القرارات، التي قد يكون بعضها أحكام، في حال الغضب والتوتر والحزن والإنفعال والتعاطف. إن عملية إتخاذ القرارات، لها ما بعدها – كما تقول العرب – فلا يجوز تعريضها لإحتمال الخطأ بأي حال.
نديم أسـعد