الإنسان الناجح محترف، من أجل تعزيز فرص النجاح ينبغي العمل على رفع مستوى الحرفية والمهنية
فكر بعيد المدى وقريب المدى
يجنح الكثير من الإداريين إلى العمل لتحقيق أهداف قصيرة المدى. وبالتالي عدم إيلاء المدى البعيد، بنتائجه وخططه وإمكانياته، أهمية كبيرة. وهذا أمرٌ خطير للغاية، وكثيراً ما تدفع بعض المؤسسات ثمناً لهذا النهج قد ينتهي بزوالها.
ولذلك يجب على الإداري المحترف إعطاء إحتياجات المستقبل حقها من العناية والتحضير ورصد الميزانيات والتدريب وتحديث التكنولوجيا ودراسات السوق إلخ..حتى لو أدى ذلك إلى رفع تكاليف المرحلة وتراجع نتائجها المالية.
تهدف كل مؤسسة في العالم إلى النمو والتوسع، وعلى أقل تقدير تسعى إلى البقاء. وهذا لا يأتي من فراغ ؛ بل بالإعداد المسبق الذي يبدأ بالوقت المناسب. فهناك كثير من الأمور والقضايا لا تحلها النقود لوحدها، وإنما تحتاج إلى مزيج من المال والوقت والجهد. من الأمثلة على ذلك إعداد الكوادر الإدارية. فللحصول على مدير إنتاج يعمل في مؤسسة تتبنى ثقافة محددة، وتعمل وفق نظم وتقاليد خاصة، لا يمكن أن يأتي ذلك من خلال إعلان في جريدة. أو من خلال توظيف خريج هندسة صناعية جديد. وذلك لأن هناك تدريب خاص في الشركة، وهناك ثقافة ينبغي لهذا المدير المحتمل أن يستوعبها ويتشربها، قبل أن يتسلم عمله ويصبح مؤتمناً على هذه الثقافة وعلى الحفاظ عليها وتدريب الآخرين عليها. فليس من المستغرب أن ندعو إلى تعيين شخص كهذا قبل البدء ببناء قاعة الإنتاج التي سيتولاها من أجل توفير الوقت الكافي لإعداده. وهذا ما ينبغي التنبه إليه من قبل المدير المحترف.
إن إختيار بعض المدراء، في بعض الظروف، السعي وراء نجاحات سريعة، إنما هو مثل تناول المخدرات سعياً وراء سعادة زائفة ومؤقتة. الأمر الذي يعطي إنطباعاً لا يمثل الواقع، بل يصرف النظر عن عيوب في النظام فلا يتم التعامل معها في حينه، وربما تستفحل بعد زمن ويصبح تصليحها أكثر كلفة أو مستحيلاً.
الإداري المحترف يوازن جيداً بين المصالح قريبة المدى والمصالح بعيدة المدى، وعندما يفاضل بينهما فيقدم إحداها على الأخرى، فيفعل ذلك وفق حسابات موضوعية. وفي جميع الأحوال المدير الناجح لا يهمل المستقبل ويستعد له.
نديم أسـعد